دخلت الجميلة الباص وهي تشترط على السائق مبلغا معينا ستقدمه له مقابل إيصالها للمكان المقصود، قالت بعد أن دلفت الباص مشتكية من الوضع الأمني المتدهور والجو الحار (يا الله جيرنا من عذابك، وابعد عنا الكلاب).
مع ازدحام السير بكثرة الباصات والمارة والباعة، بدت من بعيد تحث خطاها قدما، تحمل على رأسها كرتونا يحتوي على بضاعة قلية، آتية بها من مكان بعيد، تسرع بخطاها تجاه الباص فتقترب منه مبتسمة يكاد وجهها يضيء، عاصبة رأسها بطريقة جميلة يتدلى من خدها الغصن ذو الرائحة الزكية(المشقُر) قلت في نفسي حينها- عندما استوقفني جمالها- : هاهي صبر تتجلى في هذه المرأة الجميلة، إنها تتجلى فيها جمالا وأصالة وعراقة وحنكة، وهاهي نساء تعز بعزيمتهن وإصرارهن على البقاء والكفاح..
إن نساء تعز رواية كفاح لابداية لها ولا نهاية، تقرأ صفحاتها كلما استوقفتك واحدةٌ منهن على مدى الزمن.
دخلت الجميلة الباص وهي تشترط على السائق مبلغا معينا ستقدمه له مقابل إيصالها للمكان المقصود، قالت بعد أن دلفت الباص مشتكية من الوضع الأمني المتدهور والجو الحار (يا الله جيرنا من عذابك، وابعد عنا الكلاب).
قعدت وهي تتحدث عن الوضع الذي وصلت له تعز الآن داعية على من أوصلوها لهذه الحال من الانفلات والضياع الذي راح زوجها ضحيته فقد انفجر فيه اللغم داخل بلدها (صبر) وتحول إلى عالة عليها وعلى أطفالها بعد أن كان هو العائل الوحيد لهم.
لم تكن تعبأ بمن سيلقط حديثها وتشير إلى نقاط التفتيش بكل حقد وكره قائلة: هم السبب بماحصل، اشتكت أخرى تجلس جوارها من غلاء أسعار المواد الغذائية في المناطق التي يسطر عليها الحوثي وهذا مافتح المجال للجميلة أن تتحدث ودون خوف عنهم وعن أعمالهم ثم قامت بإحداث موازنة في الأسعار بين المواد الغذائية داخل مدينة تعز وعنها خارج المدينة، ياإلهي إنها تحفظ الأسعار عن ظهر قلب وهاهي تتحدث عن الفرق بتفصيل يخيل إليك وأنت تسمعها أنها تخرجت من قسم المحاسبة هذا العام، تتحدث عن مدينة تعز بكل حب ولهفة عن الحب والرحمة وعن الألفة التي يتمتع بها أبناء تعز داخل المدينة قائلة إن الحرية والحياة الحقيقة هناك هناك فقط.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.