عزيزي، أنت بمقدورك الآن أن تجعل سحابة الحزن هذه- التي قد غفت فوق هذا المتعب- تنقشع، وبمقدورك أن تجعل من هذا القدر السيء قدرا جميلا أصبح الشعب اليمني اليوم يتخذ القدر العذر الرئيس في أعماله السيئة، والمبرر الأول في ماقد يقع من وراء تلك الأعمال، (هذا قضاءوقدر) كثيرا ما تصادفنا هذه المقولة في المواقف الصعبة، في اللحظات الحالكة؛ فأحيانا يكون الإنسان متعبا مرهقا إلى أبعد حد فاقد السند والعون، ناحل الجسد، خائفا يترقب، يعيش حالات من الاضطراب والتخبط، ومٓن حوله في يسر الحال، وقد يكون نصره وإخراجه من هذه الأزمة على أيديهم وبأبسط الأمور، دون تكلف وتعب، لكنهم سرعان ما يبادرون بالقول هذا قدره وهذا نصيبه من الحياة ويكتفون بهذا فقط.
يا عزيزي، أنت بمقدورك الآن أن تجعل سحابة الحزن هذه- التي قد غفت فوق هذا المتعب- تنقشع، وبمقدورك أن تجعل من هذا القدر السيء قدرا جميلا، قم وحاول أن تمد يد المساعدة له، حاول أن تدع مجالا للضمير الذي أمته بداخلك أن يصحوا ويتحدث أن يتصرف تصرف الكرام وسترى أن كل هذا ليس بيد القدر وحده، حاول أن تشعل الإنسانية بداخلك التي أماتها بالطمع والتجاهل وسترى أن القدر يحب الخير أيضا وأنه لا يكره الخير للبشر مهما كان ذلك ، حاول واجهد ذاتك في تقصي الحقائق ولتضع ذاتك في المواقف التي يعيشها الناس المضطرون من حولك وستجد أن القدر بريء، بريء جدا من التهم المنسوبة إليه كذبا فهو لا يحب أن يقتل أحدهم ظلما وأن يعيش القاتل في رفاهية تامة، ولا يحب أن يرى دموع المرأة تنهال على خديها وهي تشكو مظالمها لمخدتها الصماء التي لا تقدر حتى على مواساتها، لا يحب أن تعيش المرأة ضعيفة لاحق لها، هو يعلم أن الله قد سن للكون سننا ولن يجرؤ على إنكار ذلك كله،
القدر يا عزيزي فيه خير وشر وقد شرعه الإله الكريم الرحيم، ليعم في الأرض السلام، ولكي يتحقق العدل في هذا الكون ولم يخلقه ليكون مبررا للقتلة والظلمة وأصحاب الضمائر الميتة والنفوس الخبيثة، دعوا القدر وشأنه يكفيه ماقد لفقتم له من التهم وماألبستموه من لباس جعل الناس يكرهون أن يكون ركنا من أركان الإيمان، لا تشككوا الناس في دينهم إني لكم من الناصحين.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.