هيومن رايتس ووتش محذرة: صنعاء القديمة في خطر
دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس السبت، ما اسمتها أطراف النزاع في اليمن إلى اتخاذ كافة التدابير من أجل حماية صنعاء القديمة، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعات خاصة
دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس السبت، ما اسمتها أطراف النزاع في اليمن إلى اتخاذ كافة التدابير من أجل حماية صنعاء القديمة، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وأكدت المنظمة في بيان لها أن القانون الإنساني الدولي يوفر حماية خاصة للمباني وغيرها من المُنشآت التي تُعد جزءا من الميراث الثقافي الإنساني.
وتابعت المنظمة: «فرضت ميليشيات الحوثيين، سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء على مدار العام الماضي. وشهدت الأسابيع الماضية تقدم القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس ‘‘عبد ربه منصور هادي’’ نحو بلدة مأرب 170، كيلومترا شرق صنعاء، تدعمها قوات من الإمارات ومصر والبحرين وقطر والسعودية. قد تكون هذه الخطوة تمهيدا لشن هجوم على العاصمة.
وحذر جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من وقوع خسائر إضافية فادحة للإنسانية، فضلا عن الخسائر البشرية إذا تحولت البلدة القديمة في صنعاء، والمأهولة لمدة 2500 عاما، إلى ساحة قتال.
وأضاف أنه «على قوات كل من الحوثيين والتحالف الالتزام ببنود الحماية القانونية الدولية، والنأي بالمدينة القديمة عن أي قتال مُستقبلي».
المنظمة لفتت إلى أن «الحوثيين انتقلوا إلى مدينة صنعاء القديمة منذ عام 2011، وقد يؤدي تمركز أي قوات أو أسلحة أو مراكز قيادة هناك إلى جعلها أهدافا عسكرية».
وأضافت «في 12 يونيو/حزيران، أسفر انفجار في المدينة القديمة عن تدمير عدد من المباني، ومقتل 5 أشخاص. نفى التحالف أن الانفجار كان نتيجة غارة جوية. وفي 19 سبتمبر/أيلول، أصابت غارة جوية للتحالف أحد المباني السكنية في المدينة القديمة، وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص من عائلة واحدة، بحسب تقارير إعلامية عالمية.
عقب انفجار 12 يونيو/حزيران، حثت المديرة العامة لليونسكو «إيرينا بوكوفا» كافة الأطراف على حماية التراث الثقافي في اليمن. وقالت «بوكوفا»: «أشعر بالأسى العميق لفقدان الأرواح البشرية فضلا عن الأضرار التي لحقت بواحد من أقدم جواهر العالم في التراث الحضري الإسلامي. أصابتني صدمة عند رؤية صور تلك الأبراج السكنية الرائعة متعددة الطوابق، والحدائق الهادئة وهي تتحول إلى رُكام»، بحسب «هيومن رايتس ووتش»
وتسعى اتفاقية لاهاى لحماية الممتلكات الثقافية لعام 1954، وبروتوكولها لعام 1999 إلى حماية «الممتلكات ذات الأهمية الكبيرة للتراث الثقافي لكل الشعوب» من خلال منع الأطراف في أي نزاع مسلح من استخدام هذه الممتلكات لأغراض قد تُعرِّضها للتدمير أو الضرر. ولا يجوز ارتكاب أعمال عدائية ضد هذه الممتلكات إلا إذا استُخدمت لأغراض عسكرية، وكان هناك ضرورة عسكرية مُلِحة للقيام بذلك».
وحدد نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الهجوم العمد الذي يستهدف الآثار التاريخية، من بين غيرها من المباني، على أنها جريمة حرب، ما لم تكن أهدافا عسكرية.
وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن على الحوثيين إعادة نشر قواتهم بعيدا عن المدينة القديمة. وعلى قوات التحالف أن تضع في اعتبارها بنود اتفاقية لاهاي للحماية إذا هاجمت الحوثيين هناك. على الولايات المتحدة والمملكة المُتحدة، وغيرهما من الدول المؤيدة للتحالف، إظهار قلقها إزاء التدمير المُحتمل للمدينة القديمة وتراث اليمن الثقافي.
من جهته قال «جو ستورك»: «على الولايات المُتحدة وغيرها من مؤيدي التحالف أن يبعثوا برسالة واضحة إلى السعودية وغيرها من الدول كي تبذل قصارى جهدها لتجنب القتال في مدينة صنعاء القديمة. في عام شهد تلف وتدمير الكثير من أعظم العجائب المعمارية في الشرق الأوسط، ستكون إضافة صنعاء إلى تلك القائمة مأساة مُروعة».