الغاز اليوم هو اللغز المحير للناس، كيف هو معدوم في المحطات ومتوفر لدى عقال الحارات وفي السوق السوداء؟ .
من المتعارف عليه دوليا وعالميا أن الدولة التي تنتج شيئا ما تكون غنية به إلى حد بعيد، أو تكون أو على الأقل تكون مكتفية به.
لكن للأسف الشديد، نحن هنا في اليمن السعيد، كما كان يسمى سابقا، البلاد التي تنتج النفط والغاز، في حاجة ماسة إلى هذه المادة التي أصبحت غالية الثمن شبه معدومة في بعض الأحيان، ولعبة بأيدي اللاعبين بأسعارها في السوق السوداء التي أصبحت منتشرة كانتشار المأساة التي طغت على وطن الإيمان والحكمة منذ سنوات.
كم شكوى تقدم حول الغاز وانعدامه الذي أضر كثيراً بأبناء اليمن في ريفها والحضر، فالريف معتمد على مادة الغاز كثيرا وانعدامه أصبح الخطر المحدق بأبناء الريف على الرغم من توفر الحطب والأشجار؛ فما بالك بأبناء الحضر الذين يعتمدون على الغاز اعتمادا كليا في طبخهم والبعض في وسائل النقل ووسائل التكييف والتبريد.. كيف هي الحياة بانعدام الغاز وارتفاع أسعاره بهذا الشكل المقلق، حتى الحطب في المدينة أسعاره مرتفعة كأسعار الغاز تماما واليوم في المدينة هناك مخابز تعتمد اعتمادا كليا على الحطب لكي تستمر في عملها دون انقطاع فقد مل أصحابها من البحث والجري وراء الغاز دون فائدة.
الغاز اليوم هو اللغز المحير للناس، كيف هو معدوم في المحطات ومتوفر لدى عقال الحارات وفي السوق السوداء؟ .
الإنسان اليوم عند بحثه عن الغاز يقع بين خيارين أحلاهما مر، فهو إما أن يحصل عليه من السوق السوداء وبالسعر الذي لا يستطيع دفعه أو أن يحصل عليه من عقال الحارات والقرى بسعر أقل ومآس كثيرة وأتعاب مضاعفة إضافة إلى ما يسمى يمنيا ب”البهذلة والشرشحة والهيانة والقلق”.
فهو في البداية يظل منتظرا فترة من الزمن يبقى فيها بين الذهاب إلى العاقل والإياب، ويحصل في الأخير على أنبوبة غاز قد تكون شبه فاضية، أو لا يكتمل معها الأسبوع الواحد مع وجود الاقتصاد الشديد فيها خشية ذهابها سريعا، أو مكسورة الرأس، قد تحدث في بيته كارثة كبرى، وهو في تلك الحال لا يسلم من المن والأذى مقابل حصوله على ذلك، إذ ينبغي عليه أن يقدس العاقل الفلاني الذي أحضر له هذا دون جهد وخسارة كما يزعمون، ويمجد العاقل الآخر الذي تعاون معه في ذلك، فالعقال يهتمون برعيتهم كثيراً ويجعلونهم يحصلون على الغاز بأسعار مناسبة ودن إجهاد.
وفي الأخير قد نستطيع القول: الراسخون في السياسة يعلمون كم يجني القائمون على الغاز من وراء ذلك ويتركون الشعب يعيش كل هذا الهون والعذاب!