منظمات إغاثة دولية: استمرار المواجهات في “عدن” ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة
حذرت من حرب أهلية طاحنة جنوب اليمن، تجعل من تحقيق تسوية سياسية وطنية أمر أصعب.
يمن مونيتور/وحدة الرصد/خاص
حذرت ثلاث منظمات إغاثة دولية، اليوم السبت، من كارثة إنسانية في عدن إزاء المعارك العنيفة التي تشهدها المدينة لليوم الرابع على التوالي.
وقال المجلس النرويجي للاجئين، إنه يشعر بالقلق الشديد على سلامة موظفيه والمدنيين المحاصرين في منازلهم بعد اندلاع القتال في مدينة عدن.
وأفاد المجلس في بيان له، أنه منذُ أول أمس اشتد القتال في أجزاء من المدينة تاركًا المدنيين محاصرين في المناطق السكنية خاصة في منطقة كريتر.
وبين أن السكان الخائفون والغير قادرين على الوصول إلى الأمام العديد منهم ينفد عليهم الطعام والماء، في الوقت الذي تقول فيه تقارير محلية إن أحد خزانات المياه الرئيسية بالمدينة تضرر، مما أدى إلى انقطاع إمدادات مياه الشرب.
وقال المجلس النرويجي إن استمرار القتال في عدن سيكون له آثار كبيرة في جميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن ميناء عدن إحدى البوابات الرئيسية، بعد ميناء الحديدة لتزويد اليمن بالسلع التجارية والإنسانية.
من جانبها حذرت مجموعة الأزمات الدولية، من حرب أهلية طاحنة جنوب اليمن، تجعل من تحقيق تسوية سياسية وطنية أمر أصعب.
وذكرت المجموعة في تقرير لها أن التدابير النصفية ساعدت على تخفيف حدة التوترات المتصاعدة في الجنوب؛ وأن تلك الأحداث تتطلب تدخلا دبلوماسيا قويا من الأمم المتحدة والسعودية والإمارات لتجنب الأسوأ والمساعدة في التوصل إلى حل دائم.
وأوصت المجموعة باتخاذ مجموعه من التدابير لتجنب المزيد من الاشتباكات، وتلافي الأضرار التي لحقت بالمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة، وحالة الطوارئ الإنسانية، والمتضمنة التدخل الدبلوماسي المنسق، بقيادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، الإمارات والسعودية، لمنع المزيد من القتال في عدن والتصعيد في المحافظات الأخرى.
وأوضحت أنه ينبغي على أبو ظبي والرياض استخدام نفوذهما ونفوذهما على حلفائهما المحليين للضغط من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
كما دعت المجموعة إلى تشكيل مجلس أمني منسق يتألف من قادة مدنيين وعسكريين من حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف الذي تقوده السعودية لمناقشة حلول النزاع، وأن يقوم التحالف بعقد هذا المجلس ويدعو مراقبين دوليين مثل موظفي الامم المتحدة ، وأن يركز هذا المجلس على تخفيف حدة التوتر وإيجاد ترتيبات أمنية عملية للبدء في نزع السلاح من عدن وغيرها من المدن الجنوبية، وأن يقوم بوضع خطة محددة زمنيا لوقف التصعيد والتعاون في مجال الأمن الداخلي والحكم المحلي خلال العام المقبل.
ولفت إلى أهمية لحوار بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي والمكونات الجنوبية الأخرى، الذي بدأته الأمم المتحدة بدعم من الرياض وأبو ظبي، مضيفا أن معالجة الوضع المستقبلي لجنوب اليمن أمر ضروري ولا يمكن أن ينتظر انتقالاً سياسياً بعد الحرب.
من جانبها قالت لجنة الإنقاذ الدولية، إن أعمال العنف في عدن، أجبرتها على تعليق عملها المنقذ للحياة والمأوى لتجنب انعدام الأمن.
وذكرت اللجنة في بيان لها إنها تشعر بقلق عميق إزاء الاشتباكات العنيفة الدائرة في مدينة بين ما يسمى المجلس الانتقالي والقوات الحكومية.
وأشارت إلى أن الخطاب الصادر من بعض الأطراف التي تحرض على العنف أمر غير مقبول، مؤكدة في أن هناك بالفعل تقارير عن عدد غير مؤكد من القتلى والجرحى، بمن فيهم المدنيون والأطفال.
وحذرت اللجنة من تداعيات وخيمة لأعمال العنف على المدنيين، ووصولهم إلى المساعدة الإنسانية الحيوية، بالإضافة إلى أنها ستعرض عملية السلام الهشة لخطر جسيم.