الوصول إلى المنطقة الخضراء في عدن.. كيف تمكن الحوثيون من قصف العرض العسكري؟!
المنطقة الأكثر تحصيناً حيث توجد قيادة التحالف يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
منذ ثلاث سنوات حاول الحوثيون الوصول إلى مديرية “البريقة” في محافظة عدن عاصمة اليمن المؤقتة حيث يوجد مقر قيادة التحالف الذي تقوده السعودية، ففشلت لكنها نجحت أخيراً في استهداف واحد من أكبر المعسكرات.
خلال السنوات الثلاث تمكنت اليقظة العسكرية وباتريوت التحالف من التصدي لصواريخ باليستية وطائرات دون طيار أطلقها الحوثيون على المنطقة الأكثر أمناً، لكنها يوم الخميس قتلت عشرات الجنود بينهم القائد البارز ومسؤول حماية المنطقة العميد منير اليافعي “أبو اليمامة” خلال عرض عسكري في “معسكر الجلاء”، والرجل منذ 2016 يبني المعسكرات ويقود حملات التجنيد في ألوية ما تُسمى بالحزام الأمني التابعة لأبوظبي.
فما الذي حدث؟!
في منتصف يونيو/حزيران الماضي قررت الإمارات سحب جزء كبير من قواتها التي تواجه الحوثيين. تقول وكالة اسوشيتد برس إن القوة التي غادرت بين (50-75%) من أصل 10 ألف جندي إماراتي كانوا موجودين في اليمن. كما سحبت منظومة “باتريوت” ومدرعات وآليات عديدة من اليمن.
الأسبوع الماضي عززت المملكة العربية السعودية من وجود قواتها في مدينة عدن، ودفعت بعشرات الآليَّات من بينها منظومة “باتريوت”، وسط هذا الارتباك أطلق الحوثيون صاروخهم الباليستي والطائرة بدون طيار التي انفجرت في نفس المكان.
لم يكن الانسحاب الإماراتي مخططاً مع الحكومة اليمنية. نشرت وكالة بلومبرج الأمريكيَّة تقريراً أن “معين عبدالملك” الذي زار الإمارات في يونيو/حزيران تفاجأ من حديث ولي عهد أبوظبي أن الإمارات ستنهي وجودها في اليمن بحلول نهاية العام. عندما قال “عبدالملك” إن ذلك سيخدم الحوثيين رد ولي العهد: اتخذنا القرار بالفعل.
كما أن السعودية حاولت مراراً ثنيّ الإمارات عن الانسحاب حسب ما أفادت “نيويورك تايمز” الأمريكيَّة، لكن دون جدوى.
يمكن لذلك أن يوصل الجميع إلى تساؤل: ما درجة التحصين للمنطقة الخضراء الآمنة في عدن وفق المعطيات الأخيرة لانسحاب الإمارات وعن قُدرة السعودية والحكومة على ملئ الفراغ السريع؟!
في نفس الوقت تعطي عملية الحوثيين درجة عالية من الدِقة المخابراتية والمعلومات التي تحصل عليها الجماعة عن فعاليات القوات ودرجة التأمين والاحتياطات.
بالمعكوس
كان من المفترض أن تُعيد عملية الحوثيين في “البريقة” الاصطفاف في معسكر الحكومة الشرعية والتحالف، لكن ما حدث يبدو مغايراً للواقع ويشير بوضوح إلى درجة الارتباك و/أو/ التفكك الذي تعيشه التحالفات في المناطق المحررة في تحديد ماهيّة العدو الرئيس.
سارع ما يسمي نفسه “المجلس الانتقالي الجنوبي” والذي كان يعتبر “أبو اليمامة” أحد قياداته النافذة، إلى تحميل شاحنات مكشوفة بمواطنين من المحافظات الشمالية وإخراجهم من عدن نحو محافظة تعز المجاورة.
وقال “شهود عيان” إن عناصر من الحزام الأمني استحدثوا نقطة بعد نقطة “الرباط” على مدخل عدن وتقوم بإنزال المواطنين الشماليين من السيارات الواصلة عدن وتحميلهم على متن شاحنة.
وأضافوا أنهم شاهدوا المئات مكدسين، تعرض بعضهم للضرب المبرح.
وأغلق قادة في الحزام الأمني الطُرق التي تمر عبر مناطقهم باتجاه الشمال. وقال مسافرون إن قائد الحزام الأمني في يافع جلال الربيعي أعلق طريق البيضاء وهو الممر الوحيد المتبقي الذي تمر منه مئات الشحنات من عدن إلى صنعاء يومياً.