شبكة أمريكية تسلط الضوء على الخسائر النفسية للنزاع في اليمن
الخسائر النفسية للنزاع في اليمن تعصف بعائلات بأكملها يمن مونيتور/خاص
قالت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، مساء الجمعة، إن الخسائر النفسية للنزاع في اليمن تعصف بعائلات بأكملها، مع دخول الحرب الدائرة في البلاد عامها الخامس.
وذكرت الشبكة في تقرير لها، أنه وبعد أكثر من أربع سنوات من القتال، تبددت العديد من أحلام وسبل عيش المحاصرين في العاصمة اليمنية صنعاء، الذبن يأملون في أن تنتهي إراقة الدماء في أي وقت قريب.
يقول ناصر البالغ من العمر 58 عامًا، والمقيم في صنعاء، والذي كان يعمل منسق لوجستي سابق في شركة طبية بالخارج اضطر إلى التوقف عن العمل ” في اليمن كلنا مكتئبون، الجميع فقراء، الجميع فقدوا وظائفهم”، “كانت الحياة تسير على ما يرام حتى جاءت الحرب، والآن كل شيء معلّق، أسوأ شيء، هو أن الناس قد فقدوا أملهم الآن.
وأضاف: لكن إلى جانب الدمار الجسدي الذي يتكبده المدنيون، فالخسائر النفسية للنزاع تعصف بعائلات بأكملها، ووفقاً لناصر، فإن مجتمعهم قد دُمر بسبب أنباء الشهر الماضي التي أفادت أن أباً قتل بناته الثلاث – 7 و10 و14 عاماً – قبل أن يصوب مسدسه على نفسه.
وأوضح في تصريحات للشبكة ذاتها: الناس مصدومون نفسياً حقاً، ويعتقد العديد من الآباء أنهم مسؤولون عن هذا الوضع السيئ ولا يستطيعون رعاية عائلاتهم، الناس لا يريدون الانضمام إلى جماعات العنف، لكنهم يشعرون بأنه لم تعد هناك خيارات، ويعتقدون الآن أن كل طرف من أطراف الحرب لا يهتم؛ وبالتالي لن يتغير شيء.
وذهب تقرير الشبكة الأمريكية إلى أن هذه الحادثة المروعة ليست الوحيدة، فقبل عام تقريباً، قتل رجل نفسه بالإضافة إلى ثلاثه من أبنائه الصغار جداً، وفي 2017، انتحرت امرأة تبلغ من العمر 40 عاما في محافظة إب اليمنية عن طريق ابتلاع خلطة سامة – بعد تسميم إبنتيها بسن 9 و 12 عاما – وفقا للعربي الجديد.
وعلى الرغم من اعتباره أفقر بلد في الشرق الأوسط حتى قبل اندلاع الحرب، سعى الشباب اليمني إلى التسجيل في الجامعات أو بدء الأعمال التجارية، إلا أن فكرة حمل السلاح كانت في بعض الأحيان مهنة بعيدة المنال.
كما أعرب ناصر عن أسفه لأن الثقة القوية التي كانت قائمة بين الجيران والأصدقاء وأفراد الأسرة قد تآكلت، وتابع “لقد فقدنا الروابط بين الناس، وفقدنا الثقة”، “الناس لا يريدون مغادرة منازلهم بعد الآن.
وبحسب أحد سكان صنعاء المحليين، ويدعى حسين الباك، فإن الوضع داخل المدينة “يزداد سوءاً كل يوم” مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع، حيث يضطر المزيد والمزيد من اليمنيين إلى النوم في الشوارع المتسخة ولا يمكنهم “العثور على دخل إلا من خلال التسول.
وأضاف: الباك لم أرى هذا العدد الكبير من اليمنيين يتوسلون من أجل المال، لقد أصبحت صنعاء مزدحمة حقاً، “لا توجد مياه في الحنفية، ولا كهرباء حكومية، علينا أن نشتري من شركة خاصة والأسعار مرتفعة جداً.
وأشار إلى أنه في حين أن بعض المدارس مفتوحة، فإنها ليست كما كانت فرواتب المعلمين لم تدفع منذ أشهر، وأن المستشفيات مفتوحة، ولكن لا يوجد شيء فيها، لان الحصار يمنع الأدوية من الوصول، وعليه يكون من المكلف جداً أو من المستحيل على الفقراء الحصول عليهم في مستشفى عام.
وبالعود إلى المواطن اليمني، يقول التقرير إن ناصر، الذي لديه ولدان في الخامسة والثامنة من العمر، لايستطيع سوى إرسال أكبر أبنائه إلى المدرسة، وهي تعد رديئة نوعيا وتتركز في معظمها على “الدروس الدينية والتلقين”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حكمت محكمة جنائية متخصصة يديرها الحوثيون على 30 ضحية من ضحايا المعارضة السياسية – أكاديميين وشخصيات سياسية معروفة – بالإعدام، في ما وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “عملية قانونية معيبة” و”اتهامات ملفقة.
وأفاد التقرير: مع اندلاع الأعمال العدائية، تم إغلاق الطرق البرية الحاسمة في الأشهر الأخيرة – مما يجعل وصول مجموعات الإغاثة إلى المدنيين الضعفاء في المنطقة أمراً خطيراً للغاية وصعباً، وفقاً لتقارير الإغاثة التي تقدمها اليونيسيف.
وعلاوة على ذلك، اضطرت الأمم المتحدة إلى أن توضح في يونيو أنها لن تسمح للحوثيين بتحويل المساعدات الإنسانية إلى مؤيديهم؛ بدلاً من المدنيين الأكثر احتياجاً، ما يوقف الكثير من برنامج المساعدة إلى صنعاء.
وقال مدير أولويات الدفاع، بنجامين فريدمان، “إن البنية التحتية للرعاية الصحية في اليمن، لا سيما في مناطق الخطوط الأمامية، قد دمرت بسبب النقص والهجمات على المستشفيات”، “وإن أكبر المخاوف تتمثل في المرض، ووفيات الرضع، وسوء التغذية، والفقر.
وفي رأي فريدمان يتحمل طرفي النزاع المسؤولية عن الفوضى المستمرة، على الرغم من أن التحالف يقف وراء المزيد من الوفيات والدمار، وأضاف “لا أتوقع أي تغييرات في الحكومة في صنعاء قريباً، ولا يبدو أن الحوثيين على وشك فقدان السيطرة عليها”، وما هو أكثر احتمالاً هو تثبيت حكمهم، وربما التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع المنافسين اليمنيين.
وقال مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، طلب عدم ذكر اسمه، لشبكة فوكس نيوز إنه في البداية كان هناك بعض التسامح العام مع الحوثيين بين السكان لأنهم كانوا ينظر إليهم على أنهم “يقاتلون المعتدين الأجانب”، لكن سوء حكمهم أدى إلى استياء واسع النطاق بين السكان.
ويوجد الآن ممثلون للحوثيون في المكاتب الحكومية يتخذون قرارات وليس لديهم الخبرة أو المعرفة اللازمة لاتخاذها بكفاءة، وقال المصدر أن سوء إدارة الحوثيين وضعف الحكم يزيد الوضع الإنساني المشين بالفعل سوءًا، و في الغالب، لا ينتفض اليمنيون الذين يعيشون تحت حكم الحوثيين ضده لأنهم غير متأكدين من البديل.
ويأمل “ناصر” أن يكون هناك اتفاق سلام ووضع حد لهذا، ولكن في البداية فإن على القادة أن يتذكروا أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون عدالة.