قوات الاحتلال الإسرائيلي تباشر هدم منازل فلسطينيين قرب القدس
وسط تنديد واسع من جانب الفلسطينيين والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي يمن مونيتور/ وكالات
باشرت قوات الاحتلال الإسرائيلية باكرا صباح الإثنين هدم منازل فلسطينيين الى جنوب القدس الشرقية، وعلى مقربة من السياج الفاصل بين القدس والضفة الغربية المحتلة، في عملية أثارت تنديد الفلسطينيين، وقلق الأمم المتحدة.
وقام مئات العناصر من الشرطة والقوات الإسرائيلية فجرا بتطويق أربعة مبان على الأقل في منطقة صور باهر الواقعة بين القدس والضفة الغربية، والتي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن العملية ستنتهي اليوم وتشمل 12 مبنى.
وهدمت جرافات اسرائيلية ثلاثة مبان، اثنان منهما قيد الإنشاء، وفق ما أورد صحافي في وكالة فرانس برس، بعد أن أخلتها من السكان. ومُنع الصحافيون من الاقتراب من الموقع.
وصرخ رجل بعد أن أجبر على مغادرة منزله، “أريد أن أموت هنا”.
وقال إسماعيل عبيدية (42 عاما)، وهو أب لأربعة أطفال يعيش مع أسرته في أحد المباني التي تم هدمها، لوكالة فرانس برس، “بتنا مشردين ومأوانا الشارع”.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام الأمن ذريعة لإجبارهم على ترك المنطقة والعمل على التوسع الاستيطاني وفتح الطرق التي تربط بين المستوطنات.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن القرار الإسرائيلي يشمل عشرة مبان بعضها قيد الإنشاء وسيتسبب بتشريد 17 شخصا ويؤثر على 350 آخرين.
ويخشى السكان تعرض 100 مبنى آخر في المنطقة للهدم في المستقبل القريب.
وادانت الرئاسة الفلسطينية الاثنين في بيان قيام اسرائيل بهدم منازل في حي وادي الحمص، ووصفت الإجراء الاسرائيلي بأنه “تصعيد خطير ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل” واعتبرت أنه “جزء من مخطط تنفيذ ما يُسمى ’صفقة القرن’ الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية”.
وقالت الرئاسة في بيانها أن” الرئيس محمود عباس يجري اتصالات مع مختلف الاطراف ذات العلاقة لوقف هذه المجزرة الاسرائيلية”.
واعتبرت الحكومة الفلسطينية أن عمليات الهدم تشكل خرقا لجميع الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل”.
وقال رئيس “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” الوزير الفلسطيني وليد عساف من الموقع “ما يحدث هنا مؤلم، أعمال الهدم جريمة حرب”.واعتبر ان “العملية تهدف إلى عزل القدس عن بيت لحم في جنوب الضفة الغربية”.
ودان أمين سر منظمة التحرير صائب عريقات العملية، وطالب المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق قضائي “في هذه الجرائم مع المسؤولين الاسرائيليين”.
وقال عريقات “ما يحدث في صور باهر ووادي الحمص “هو الفهم الإسرائيلي لمفهوم الازدهار الذي عقدت بخصوصه ورشة المنامة، ولهؤلاء الذين يصطفون للتطبيع مع سلطة الاحتلال اسرائيل، هذه ثمرة التساوق مع فريق صفقة القرن”.
وكان يشير الى ورشة العمل التي دعت اليها واشنطن الشهر الماضي في البحرين لعرض الشق الاقتصادي من خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويقوم على تأمين استثمارات ومساعدات للفلسطينيين بقيمة 50 مليار دولار لتحسين أوضاعهم. وقاطعها الفلسطينيون، بينما حضرها ممثلون عن دول عربية عدة.
– الخطر الامني –
بدوره، طلب الاتحاد الأوروبي من إسرائيل أن توقف “فوراً” عمليات الهدم “غير القانونية” لمنازل الفلسطينيين.
وقالت مايا كوجيانجيك المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن “غالبية المباني موجودة في مناطق مصنفة أ وب من الضفة الغربية، حيث جعلت اتفاقات أوسلو الأحوال المدنية ضمن اختصاص السلطة الفلسطينية”.
لكن وزير الأمن العام الإسرائيلي جلعاد أردان اتهم الفلسطينيين بـ”الكذب”، مؤكدا أن المحكمة العليا الإسرائيلية “صادقت على عملية الهدم بعد عملية مطولة”. زأشار أردان في تغريدة الى أن “عمليات الهدم ستنتهي اليوم”.
وشدد على أن “المباني بنيت بشكل غير قانوني بجوار السياج الأمني، ما ويشكل خطرا على حياة المدنيين وقوات الأمن”.
وربط المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوفير جيندلمان عمليات الهدم بمحاولات فلسطينية للتسلل عبر الجدار الفاصل إلى إسرائيل.
وقال في تغريدة له على توتير ” المنطقة التي يتم فيها اليوم هدم 12 مبنى في حي وادي الحمص بقرية صور باهر شهدت خلال العام الأخير مئات الحوادث الأمنية وآلاف المحاولات لتسلل فلسطينيين إلى أراضينا حيث نفذ بعضهم عمليات إرهابية”.
من جانبها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة، الإثنين، قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم عشرات المنازل لفلسطينيين بالقدس.
جاء ذلك وفق بيان للمنظمة (تضم 57 دولة، مقرها جدة)، بالتزامن مع عمليات هدم المنازل التي تنفذها إسرائيل منذ صباح الإثنين، في وادي الحمص، بحي صور باهر، جنوبي مدينة القدس.
وقالت المنظمة إن “هذا التصعيد الخطير يأتي في إطار مواصلة الاحتلال الإسرائيلي محاولاته تغيير طابع مدينة القدس الشريف القانوني وتركيبتها الديمغرافية (السكانية) والتهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين عن أراضيهم وممتلكاتهم، ما يستدعي المساءلة القانونية”.
كما دعت “المجتمع الدولي إلى حمل إسرائيل على الكف عن ممارساتها غير القانونية ووضع حد لكافة أفعالها التي تنتهك حقوق الفلسطينيين”، حسب البيان ذاته.
بدروها، طالبت الأردن، إسرائيل بـ”وقف فوري لممارساته الاستطانية في الأراضي الفلسطينية”، معتبرًا أن هدمه لعشرات من منازل الفلسطينيين جنوبي القدس الشرقية المحتلة، “يعمق اليأس وزيد من التوتر”.جاء ذلك في بيان للخارجية الأردنية، اطلعت عليه الأناضول، أدانت فيه هدم الوحدات السكنية في وادي الحمص ببلدة صور باهر، جنوبي القدس الشرقية.ونقل البيان عن المتحدث باسم الوزارة سفيان القضاة، قوله إن “المملكة ترفض السياسات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية…”.
وأضاف أن “كل هذه الإجراءات تتعارض بشكل صارخ مع الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.
وطالب البيان بوقف فوري لتلك الممارسات، معتبرا أنها “تعمل على تعميق اليأس، وزيادة التوتر، وتؤثر بشكل جوهري على حل الدولتين، السبيل الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة”.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية في الخامس من حزيران /يونيو عام 1967. وضمت لاحقا القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويمتد السياج الفاصل على طول 709 كلم ويقضم عددا من مناطق الضفة الغربية. وكانت محكمة العدل الدولية اعتبرت في التاسع من تموز/يوليو 2004 أن بناء الجدار غير شرعي وطلبت هدمه، الأمر الذي دعت اليه ايضا الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقام دبلوماسيون معظمهم أوروبيون من نحو 20 دولة في 16 تموز/يوليو بجولة في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر حيث حضهم مسؤولون فلسطينيون على اتخاذ إجراءات لمنع إسرائيل من هدم المنازل.
والتقى الدبلوماسيون وبينهم القنصل العام لفرنسا في القدس بيار كوشار سكان الحي.
وتنفذ السلطات الإسرائيلية بانتظام عمليات هدم لما تعتبره أبنية غير قانونية بناها فلسطينيون في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.