هذا النوع من الكتابات ترى الدين باعتباره دين اجتماعي سياسي لا علمي أو فلسفي أو صوفي، بمعنى أن الدين كما يراه هؤلاء لم يأت بأي حقائق من تلك وإنما هدفه إحداث تغيير في المجتمع باتجاه الحرية والعدالة والمساواة.
تنتمي كتابات المفكر الإيراني علي شريعتي إلى الكتابات الثورية ذات الجاذبية العالية. وهي كتابات جيدة في الجملة وخاصة إذا كانت البيئة لم تتقادم كثيرا عن فترة كتابة الكتاب لأنها تكون مرتبطة بلحظتها.
هذا النوع من الكتابات ترى الدين باعتباره دين اجتماعي سياسي لا علمي أو فلسفي أو صوفي، بمعنى أن الدين كما يراه هؤلاء لم يأت بأي حقائق من تلك وإنما هدفه إحداث تغيير في المجتمع باتجاه الحرية والعدالة والمساواة.
تأثر شريعتي بأفكار باليسار في صراعه مع الرأسمالية الاستعمارية، كما تأثر تاريخيا بحركة التشيع باعتبارها حركة معارضة أي أنها أقرب للثورية عنده، ولذا اعتبر أنه من منظري الثورة الإيرانية وكانت علاقته بالخميني هي الرضا دون الإفصاح عن ذلك من الخميني لكن صرح بذلك آخرون.
يعتبر شريعتي الدين أيديولوجيا دافعة محركة نابضة لا راكدة رجعية، فهي باستمرار تثور لتغيير الواقع، ويتحدث عن الدين المزور الذي يقعد الناس عن الثورة والتغيير، ومصطلحه ذاك يشبه ما راج لاحقا عن التدين المغشوش أو الزائف.
يعالج شريعتي في كتاباته مشكلة الانبهار بالغرب والانهزام أمامهم، وهي فكرة جيدة نحتاجها اليوم في حالة الجلد الزائد هنا والمدح الزائد هناك.
يتحدث شريعتي عن النباهة وهي ما نطلق عليه الوعي، وكتاباته في الاجتماع أكثر اتساقا من كتابات علي الوردي.
من أهم الملاحظات على كتابات شريعتي هو أن هذا النوع من الكتابات تشتغل على التأويل للأفكار قبل التأصيل لجذورها، بمعنى أنها قد تعطي معنى جميلا لألفاظ وعبارات دينية لكنها لا تبحث عن صحة العبارة أولا، ولا تحاول تحليلها وتفكيكها وإنما تعرج عليها بسرعة لتلتقط منها إلهاب العاطفة الثورية فقط، وهذا يفيد في حالة الثورات والتحولات لكن حين ينفرد العقل بالتأمل لا تشبعه إلا الكتابات التحليلية.
كما أن هذا النوع من الكتابات ومثلها كتابات الوردي والجبران يمكن أن تعطينا مقولات وجمل رائعة، نتناقلها في وسائل التواصل لكنها لا تعطينا فكرة متكاملة في قضية ما،
ولا تعطي لنا منهجا تحليليا خاصا بأصحابها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.