كتابات خاصة

يمن الإبداع والكفاح

إفتخار عبده

ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الغاز وانعدامه من الأسواق في الكثير من المناطق اليمنية، وجد شعبنا حلولا لذلك.. فقد صنعوا مواقد تستخدم الفحم وعاشوا على ذلك يأكلون ويمرحون ويبتكرون طرقا جديدة للطبخ مستمتعين بمذاق آخر للطعام متناسين التعب والهم والكرب.

من أعماق قلبي أوجه احترامي وتعظيمي للشعب اليمني الفريد الذي يتميز بالخصال الحميدة والقيم النبيلة رغم كل المآسي والآلام التي اجتاحت معظم الأفراد وقتلت أحلام الكثيرين.

كل الحب والتقدير لهذا الشعب المكافح المكابر، الذي أغرقه الأسى حد النخاع، وما يزال يعيش مع  كبريائه المتواضع، وبشاشة وجهه الجميل والفريد.. شعب انعدمت فيه وسائل العيش أو كادت أن تنعدم تماما، وهو كلما فقد شيئا ابتكر بديلاً له يمكن أن يعيش به ولا يحس بالفقد الكلي له، ثم يبتسم انتصارا على المأساة التي ما تزال مستمرة وتزور الكثير من سكانه بشكل متكرر.
ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الغاز وانعدامه من الأسواق في الكثير من المناطق اليمنية، وجد شعبنا حلولا لذلك.. فقد صنعوا مواقد تستخدم الفحم وعاشوا على ذلك يأكلون ويمرحون ويبتكرون طرقا جديدة للطبخ مستمتعين بمذاق آخر للطعام متناسين التعب والهم والكرب.
شعب عظيم قطعوا عليه الطرق العامة وحظروا عليه التجول في الأحياء، لكنه لم يصب بالملل ولم يقف مكتوف اليدين بل فكر باختراع طرق جديدة، مرّ في القرى، هبط الأودية الوعرة وقطع الجبال وهو يغني، يدندن مرحا!
 قد يكون هذا مكلفا له بعض الشيء؛ لكنه لم يحبط، بل استمر بالمضي قدما، محاولا تناسي الواقع المأساوي وصنع واقع آخر بعيد عن الأوجاع البائسة والآلام القاتلة.
ومن المفارقات العجيبة التي ما تزال مستمرة لدى شعب الكفاح ومجتمع الصمود، أنه رغم إن القذائف ونيران الحرب، تتساقط على أوساط الأحياء السكنية فتأخذ أجزاءً من المنازل وأجزاءً من الأجساد، إلا أن هذا الشعب ما يزال يسكن تلكم الأحياء، والأطفال في الشوارع يلعبون الغميضة ويمارسون الجري والتحدي فيما بينهم يقلدون الكبار بحركاتهم إن أرادوا ذلك!
شعب قطعوا عليه المرتبات ظلما وجورا، وذهب يحترف المهن باحثا عن مصدر رزق من أجل مواصلة العيش له ولأبنائه المتطلعين إلى حياة أفضل رغم أوجاع الأسى.
نعم.. إنه  الشعب الذي أقسم على ذاته أن يعيش رغم كل التحديات وما تزال على قيد الحياة وإن هلك منه النصف وجرح النصف الآخر.
شعب يواصل الكفاح ويتجرع الآلام ويبتسم في الوقت ذاته، ناصحا بأن الأمل هو قوت يومي ينبغي العيش معه على الدوام، وأن التفاؤل قيمة رائعة تجلب للشعوب الأمن والأمان ولو بعد حين!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى