احتمالات “انهيار اتفاق الحديدة” يتزايد مع هجمات الحوثيين وفشل الأمم المتحدة
جمود كبير في تنفيذ اتفاق الحديدة الذي يدخل شهره السابع. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
تجددت المواجهات بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف منذ مطلع الأسبوع في ضواحي مدينة الحديدة غربي البلاد، مع جمود كبير في تنفيذ اتفاق الحديدة الذي يدخل شهره السابع.
وقال مصدر عسكري ل”يمن مونيتور” إن هجمات مكثفة للحوثيين على المواقع الحكومة المعترف بها دولياً في عدة مناطق جنوب وشرق مدينة الحديدة.
وأضاف المصدر أن ثمانية جنود تابعين للحكومة قتلوا في الهجمات يوم الجمعة إلى جانب 28 من المسلحين الحوثيين. واستخدمت في المعارك كل أنواع الأسلحة.
ولفت المصدر إلى أن جماعة الحوثي فشلت في إحراز أي تقدم.
ومن المقرر أن تستأنف بعثة الأمم المتحدة في اليمن، التي تراقب انسحاب القوات من مدينة الحديدة الساحلية، محادثات مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً هذا الأسبوع.
واستبق رئيس الفريق الحكومي في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار اللواء صغير حمود عزيز اللقاء برسالة، بعثها مساء السبت، إلى الجنرال مايكل لوليسغارد رئيس اللجنة الأممية يتهم فيها جماعة الحوثي المسلحة باستخدام مبانٍ للأمم المتحدة في مدينة الحديدة لإطلاق الصواريخ والمقذوفات باتجاه المناطق المحررة والقوات الحكومية جنوبي المدينة.
طالب “عزيز” من “لوليسغارد” زيارة المناطق المتضررة من قصف عناصر المليشيات الانقلابية في المناطق المحررة واتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف الخروقات المتكررة من قبل الانقلابيين في الحديدة.
وقالت الرسالة إن جماعة الحوثي: شنت هجوما على مواقع القوات الحكومية بالمدفعية والدبابات والعربات المدرعة وباستخدام منشئات ومبان الأمم المتحدة كمنصات مدفعية في المدينة على مرأى ومسمع من أعضاء لجنة التنسيق وإعادة الانتشار الأممية بالإضافة إلى خروقات اخرى للمليشيات بالهجوم على القوات الحكومية في منطقة المثلث ومدينة الصالح.
وأشار إلى أن “عشرة قتلى وإصابة 20 أخرى من القوات الحكومية سقطوا في هجمات الحوثيين في المناطق المحررة.
وجدد “عزيز” تأكيده أنه طالب أكثر من مرة البعثة الأممية بتوفير فريق ووسائل مراقبة فعالة للقيام بدورها في مناطق التماس حتى يتم الانتهاء من عملية إعادة الانتشار وفق اتفاق ستوكهولم.
وتصاعدت حدة الخروقات التي ترتكبها جماعة الحوثي في الحديدة، في الآونة الأخيرة، ووفق رسالة بن عزيز، فإن الهجمات أسفرت عن مقتل عشرة وإصابة عشرين آخرين من أفراد القوات الحكومية المتواجدة في المناطق المحررة.
والأسبوع الماضي أنهى “مارتن غريفيث” مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جولة دولية وإقليمية بزيارة العاصمة العُمانية التقى خلالها ممثلي جماعة الحوثي في محادثات السلام وناقش معهم مساعي تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وطلب الحوثيون الذهاب نحو مشاورات “حل سياسي” شامل، بدلاً من إعادة التفاوض على الحديدة.
وكان الحوثيون قد أعلنوا انسحاب أحادي الجانب في مايو/أيار الماضي تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن الجماعة قامت فقط باستبدال عناصرها بأخرين، كما تقول الحكومة اليمنية التي رفضت الانسحاب داعية لإعادة قوات الأمن التي كانت موجودة عام2014م، وهو ما يرفضه الحوثيون.
وتمثل مدينة الحديدة محور عملية سلام يديرها “غريفيث” في اليمن لإنهاء حرب مستمرة منذ قرابة خمس سنوات بين الحكومة المعترف بها دولياً المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية، وجماعة الحوثي المسلحة.
وقُتل في الحرب عشرات الآلاف فيما اندفعت البلاد إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.