اليمن يعتزم إدارج اللغتين “المهرية” و”السقطرية” ضمن قائمة التراث الإنساني لليونيسكو
خلال ندوة دولية حول إدراج “الدان الحضرمي” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي يمن مونيتور/ متابعات خاصة
قال وزير الثقافة في الحكومة اليمنية، مروان دماج، اليوم السبت، إن وزارته تعتزم إدراج اللغتين المهرية والسقطرية ضمن قائمة التراث الإنساني التابع لمنظمة اليونسكو.
جاء ذلك، خلال افتتاح الندوة الدولية التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو، العاصمة المصرية القاهرة في إطار مشروع إعداد ملف الدن الحضرمي لإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وأضاف دماج ” اختيار عنصر الدان الحضرمي كان لعدة اعتبارات كونه يمثل أحد أهم عناصر الهوية الفنية اليمنية ولكونه يشمل على أكثر من عنصر من عناصر التراث الثقافي غير المادي يتمثل في كونه (فضاء ثقافياً وتقاليد شفهية وممارسات اجتماعية)”.
ولفت الى أن إعداد ملف الدان الحضرمي لإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية يأتي في إطار جهود وزارة الثقافة للحفاظ على الموروث الثقافي اليمني بشقيه المادي وغير المادي والتي تولي الموروث اليمني جل اهتمامها.
وأشار إلى أن للدان الحضرمي جذور ضاربه في عمق الثقافة اليمنية، كما أنه يلعب دوراً هاماً في الهوية الثقافية والاجتماعية اليمنية عامة والحضرمية خاصة ويمثل جزء من الثقافة المعاصرة بفضل بلاغة معانيه وروعته ومهارة فنانية إضافة الى قيمته كدليل تاريخي على ما تملكه اليمن من حضارة اصيله وراقية منذ القدم.
من جهته، سفير اليمن لدى جمهورية مصر محمد مارم ” ان انعقاد ندوة الدان الحضرمي يعكس ايماننا العميق بما تمتلكه الثقافة والعلاقات الثقافية من مخزون هائل وطاقات عظيمة وامكانيات لا حدود لها في تطوير وتعزيز العلاقات بين الامم والشعوب في كافة المجالات وشتى الميادين”.
وأضاف ” لا أبالغ إذا قلت بان الثقافة هي تلك الظاهرة الأسطورية والكائنة الذهبية السحرية التي تنسج بأناملها الناعمة خيوطاً حريرية رقيقة لا تلبث ان تتحول ولو بعد حين الى قضبان حديدية صلبة ينطلق عليها قطار العلاقات بين الشعوب صوب آفاق واسعة ورحبة من الازدهار والتقدم وتوطيد دعائم الامن والاستقرار”.
وفي الندوة التي حضرها مستشار رئيس اليمني سلطان العتواني ووكيلا وزارة الثقافة عبدالله باكدادة وبدر الصلاحي وفنان اليمن الكبير عبدالرحمن الحداد وعمر باوزير وعدد من الشخصيات الثقافية وخبراء من اليونيسكو، اكد محافظ سقطرى رمزي محروس على أهمية ادراج اللغتين السقطرية والأمهرية ضمن قائمة التراث الإنساني لليونيسكو.. منوها بتوجهات وزارة الثقافة في هذا الخصوص.
واستعرض وكيل محافظة حضرموت سعيد العمودي ما تم إنجازه في إطار تجهيز ملف الدان الحضرمي لإدراجه ضمن قائمة اليونيسكو، ومن ذلك القرارات الخاصة بتشكيل فريق العمل من المختصين والباحثين لإعداد تصور متكامل عن كيفية وإجراءات اعداد الملف وصدور قرار بتشكيل هيئة استشارية بحضرموت لملف الدان وقرار انشاء مركز الموروث الشعبي الحضرمي والذي سيقع على عاتقه حفظ وتوثيق ونشر التراث غير المادي لمدينة حضرموت.
وأشار الى مضامين أوراق العمل التي قدمت في ندوة الدان المنعقدة في ابريل الماضي بمدينة سيئون وأهمية ما احتوتها.
وقدمت في الندوة أرواق عمل حول خصوصية تعريف الدان ومجالس الدان بحضرموت التي قدمتها الدكتورة شهرزاد قاسم الباحثة في معهد الدراسات الأفريقية الشرقية بجامعة لندن.
فيما تناول جون لامبيرت، دور السياق الاجتماعي وسياق الأداء في آلية التوثيق..متطرقا الى خصوصية الدان من حيث التلحين وارتجال الكلمات وهو ما يعد كنزا إنسانيا وثقافيا كبيرا للإنسانية، معرباً عن اعجابه الشديد بالأبعاد الفلسفية والحكمية في قصائده.
كما مصطفى جاد حركة التراث العربي منذ نصف قرن ومكنز التراث الثقافي غير المادي كأداة مهمة لصون التراث، في حين تناولت ورقة الدكتور نزار غانم تعبير الدان عن الثقافة غير المادية لليمن، لافتاً إلى أن الحدود الحضارية لليمن تتجاوز حدودها السياسية الى مناطق بعيدة بفعل ثرائها الثقافي والتاريخي.