اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

كيف يؤثر انسحاب الإمارات على العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن؟!

يُعقد الحرب ضد الجماعة المسلحة المسيطرة على معظم شمال اليمن ذات الكثافة السكانية.
يمن مونيتور/ صنعاء/ تقدير موقف:
 قررت الإمارات سحب جزء من قواتها في اليمن والعودة إلى بلادها، بعد 4 سنوات من الحرب ضد الحوثيين، ما يُعقد الحرب ضد الجماعة المسلحة المسيطرة على معظم شمال اليمن ذات الكثافة السكانية.
لكن الإمارات التي قررت سحب قواتها من مواجهة الحوثيين، قررت البقاء جنوب البلاد والتركيز على مكافحة الإرهاب ومواجهة تنظيمي الدولة والقاعدة – حسب ما أفادت صحيفة وول استريت جورنال الأمريكية.
ما يؤكد ذلك أن مصادر عسكرية تحدثت عن انسحاب كامل للإمارات من منطقة “صرواح” جنوبي محافظة مأرب وسحبت بطاريات “باتريوت” التي تتصدى للصواريخ الباليتسية الحوثية لكن السعودية عززت وجود “باتريوت” لها في المنطقة.
وتستخدم أبوظبي “مكافحة الإرهاب” في اليمن كغطاء لبقاء قواتها وقواعدها العسكرية، على الرغم من أن وجودها في اليمن كان ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية بهدف مواجهة الحوثيين. لذلك فإن أبوظبي ستبقى في جنوب اليمن ولن تتحرك في شماله مع انسحاب المئات من الجنود وطائرات الأباتشي من الساحل الغربي للبلاد.
تعود أسباب انسحاب أبوظبي من المعركة ضد الحوثيين إلى عدة أمور كما أفاد مسؤولون غربيون وخبراء في قراء المنطقة: خلافات مع المملكة العربية السعودية، توترات المنطقة واحتمال نشوب حرب مع إيران وتحتاج وجود قواتها، خلافات داخلية بين الإمارات بسبب سوء السمعة، زيادة معارضة الحرب في واشنطن.
وبغض النظر عن أسباب الانسحاب إلا أن السؤال يكمن: كيف سيؤثر انسحاب أبوظبي على العمليات ضد الحوثيين في اليمن؟!
 
تفكك التحالف يعزل السعودية
أنهت الإمارات وجودها في مأرب (100%) وسحبت (80%) من قواتها من الساحل الغربي، وسحبت جزء أخر من محافظة عدن، حسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني. ما يعني أن السعودية ستبقى معزولة بدون دعم حقيقي من التحالف الذي تستخدمه غطاء ثاني -الغطاء الأول هو مشروعية التدخل بدعوة من الرئيس عبدربه منصور هادي- ويجعلها وحيدة تتحمل تكاليف الحرب بشكل كامل.
تقول صحيفة وول استريت جورنال نقلاً عن دبلوماسيين غربيين إن الانسحاب أثار قلق السعوديين والأمريكيين إذ يُفهم بكونه انتصار للحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين.
انسحاب أبوظبي من مواجهة الحوثيين، يمكن أن يساهم في وقف مشاريع قوانين في أوروبا والولايات المتحدة تمنع بيع أسلحة لها بسبب الحرب لكنه يُنهي آمال السعودية في الحصول على انتصار كامل على الحوثيين.
ولم يعد التحالف كبيراً وواسعاً في عدد أعضائه الفاعلين، فمصر رفضت إرسال قوات إلى اليمن، وماليزيا سحبت قواتها من الحدود السعودية، وقطر التي كانت أحد الأعضاء الفاعلين تم إخراجها من التحالف بعد الأزمة الخليجية، والقوات السودانية الموجودة في اليمن قد تنسحب مع اشتداد التوترات في الخرطوم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.
 
مشاورات مع الحوثيين
لكن ذلك يجعل السعودية بدون حلفاء حقيقيين في اليمن ما يضاعف من المخاطر من لجوئها اتفاق على حلول وسط مع الحوثيين يُنهي الغارات الجوية مقابل وقف الضربات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على المنشآت الحيوية للمملكة.
كان الحوثيون قد أعلنوا عن 300 هدف في شهر مايو/أيار الماضي لاستهداف السعودية والإمارات ومواقع حيوية يمنية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية. لكن معظم الضربات استهدفت مطارات سعودية.
وليست المرة الأولى التي يمكن أن يتفاوض فيها الحوثيون مع مسؤولين في المملكة فقد سبق أن جرت مشاورات في 2016م وكان بالفعل قد بدأت جماعة الحوثي في إزالة الألغام على الحدود مع السعودية لكن الحرب انفجرت من جديد.
تحتاج الحكومة اليمنية والتحالف إلى درء المشكلات العالقة، وتحقيق انتصار سريع على الحوثيين، بدون ذلك فإن الجماعة المسلحة ستكون لها يد أعلى في أي مشاورات قادمة، ويضع جهود الحكومة في تنفيذ اتفاق الحديدة لصالحها في “مهب الريح”.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى