كيف تطغى توترات طهران وواشنطن على أجندة الحوثيين في اليمن؟!-معهد أمريكي يجيب
نشر معهد جيمس تاون للأبحاث، تقريراً يوم الأربعاء، عن تأثير التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تطغى على أجندة الحوثيين في الحرب باليمن.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشر معهد جيمس تاون للأبحاث، تقريراً يوم الأربعاء، عن تأثير التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تطغى على أجندة الحوثيين في الحرب باليمن.
ولفت المعهد إن هذه التوترات أدت إلى آثار من الدرجة الثانية على الحرب في اليمن. مشيراً إلى أن الحرب في اليمن كانت توصف على نحو خاطئ بكونها حرب بالوكالة مع إيران، لكن الآن يبدو أنها تنزلق نحو هذا الاتجاه أكثر من أي وقت مضى.
وتزامنت العديد من هجمات الحوثي والحوادث الأمنية الأخيرة في اليمن مع التوترات في مياه الخليج، ويلحظ ببساطة أن الاستجابة تأتي من خلال العدسة الإيرانيَّة التي تخاطر بمزيد من التصعيد والتورط الأجنبي في اليمن ما يجعل وصف “الحرب بالوكالة” أكثر ملاءمة لذلك ما يجعل أي صيغة سياسية محلية للحل أكثر صعوبة.
ولفت المعهد الأمريكي، حسب ترجمة لـ”يمن مونيتور”، إلى أن تصاعد هجمات الحوثيين يشير إلى زيادة القدرات التشغيلية وقدرة الجماعة على مواصلة الهجمات الطويلة الأمد. ومع ذلك، فإن أهداف الحوثيين السياسية تبقى خاصة بهم.
وقال التقرير إن أبرز التطورات الأخيرة المرتبطة مباشرة بالجهات الفاعلة في اليمن، كان إسقاط الحوثيين لطائرة أمريكية دون طيار من طراز MQ-9 Reaper ، وهجوم بصاروخ كروز على مطار أبها والبنية التحتية السعودية الأخرى عبر هجمات الطائرات بدون طيار بشكل متقطع.
اتجاه ثابت
ولفت المعهد إلى أن هذه الهجمات تتبع اتجاهًا ثابتًا نسبيًا من حيث تقدم اختيار الهدف وتطور التخطيط والتكتيكات التي كانت واضحة خلال العام الماضي. أطلق الحوثيون عددًا لا يحصى من الصواريخ الباليستية على البنية التحتية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية، بدرجات متفاوتة من النجاح، وقد تم توثيق استخدامهم للطائرات بدون طيار لبعض الوقت. الهجوم الأول على مطار أبها في 12 يونيو/حزيران، كان يُزعم أنه بصاروخ كروز، من المحتمل أنه صاروخ سومار الإيراني – نسخة معدلة من صاروخ كروز KH-55 الروسي المطلق من الجو. يمثل هذا الهجوم المرة الثانية المعروفة التي استخدم فيها الحوثيون صاروخ كروز، الأول هو محاولة الهجوم على محطة نووية في الإمارات العربية المتحدة 3 ديسمبر/كانون الأول 2017. وبالمثل، فإن إسقاط طائرة ريبر الأمريكية في السادس من يونيو/حزيران يوضح قدرات الدفاع الجوي بشكل عام فوق ما شوهد خلال الحرب. تطير طائرة MQ-9 على ارتفاع أعلى بكثير من الطائرات الأخرى التي أسقطها الحوثيون بنجاح في الماضي.
وقال المعهد إن مزيج التكتيكات الحوثية يوضح مجموعة متنوعة من الأدوات والأساليب التي يمكن أن يستخدمها الحوثيون في ضرب المملكة العربية السعودية باستمرار.
وتابع المعهد: الهجمات تظهر مستوى متزايد من التطور. التكرار الهجمات مؤخرًا – رغم أخطار القصف- لم يسبق له مثيل لأن هجمات الجماعة جاءت في موجات مماثلة في الماضي وفي استجابة مباشرة لجهود الحرب السعودية والتطورات المحيطة بمدينة الحديدة الساحلية.
وبالمثل، فإن اختيار الأهداف ليس جديدًا تمامًا ولا ينبغي اعتباره بعيداً على جدول أعمال إيران. رغم ذلك شن الحوثيون هجمات لأهداف بالجماعة على سبيل المثال، حاول الحوثيون في السابق استهداف المطارات – بما في ذلك مطار الملك خالد الدولي في الرياض – والبنية التحتية الحيوية مثل محطة تحلية المياه في جازان، التي كانت أكثر المواقع استهدافًا من حيث الهجمات الصاروخية الحوثية. إن نية الحوثي لضرب مثل هذه الأهداف هي مواصلة الضغط على البلاد وإظهار التكاليف الاقتصادية والبشرية التي تواجهها المملكة العربية السعودية على أمل دفع البلاد إلى إدراك مدى مشكلة استمرار الحرب.
وقال تقرير معهد جيمس تاون: في الوقت الحالي، ليس هناك من ينكر أن إيران قدمت دعماً ماديًا وفنيًا للحوثيين وأن القدرات المحسنة مرتبطة بالتكنولوجيا الإيرانية، لكن يظل تسمية خاطئة تسمية اليمن على أنها حرب بالوكالة على نطاق واسع. يمكن أن يكون التصعيد بسهولة قرار الجماعة الخاص باستغلال التوترات المستمرة من خلال إرسال تحذير بأن المزيد من التدخل الأجنبي في المنطقة يهدد بالانتقام ونشوب صراع أوسع وأكثر ضررًا لجميع الأطراف، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. في الواقع، أفادت التقارير أن الإمارات قد بدأت في سحب عدد كبير من القوات والمعدات العسكرية من اليمن، ومن المحتمل أن تبدأ في التخلص من معادلة اليمن مع تعزيز وجودها عبر أدوات داخلية.
خطر نقل الصراع إلى اليمن
وتابع التقرير القول: من السهل أن نرى كيف أن الأحداث الأخيرة التي شوهدت في سياق الهجمات على الناقلات في خليج عمان وإسقاط إيران لطائرة استطلاع جلوبال هوك الأمريكية بالقرب من ساحلها قد ترسم صورة مختلفة لعلاقة الحوثي بإيران ومع ذلك، من المهم الحفاظ على منظور واضح على جدول أعمال الحوثي المحلي وأهدافه.
وتابع: هناك خطر حقيقي من أن تؤدي هذه الهجمات، إذا تم النظر إليها على أنها موجهة من طهران فقط، إلى تغيير الحساب الاستراتيجي للتحالف السعودي والولايات المتحدة وتؤدي إلى تصعيد أو سوء تقدير عسكري في اليمن.
وقال: إذا كانت التوترات المستمرة تدفع صناع السياسة الأمريكيين إلى إساءة تفسير تأثير إيران على الحوثيين والرد عسكريا في اليمن، فإن المخاطرة على الأرجح هي أن تضاعف إيران دعمها للجماعة وتحاول التأثير على صنع القرار بشكل أكبر. إن مضاعفة حجم النفوذ الإيراني داخل جماعة الحوثي يزيد من تفاقم الحرب في اليمن ويجعل الصراع أكثر تعقيدًا.
يشير إلى أن: الأمر الأكثر ترجيحًا من توجيه ضربة ضد إيران هو رد الولايات المتحدة تجاه الحوثيين بسبب التصور بأن طهران قد وجهت بتصعيد الهجمات. يمكن أن يأتي الرد إما من خلال العمل المباشر أو من خلال الدعم الإضافي للمملكة العربية السعودية.
ويزعم المعهد أن قيام الولايات المتحدة بمهاجمة الحوثيين أو تعزيز الدعم للسعودية ضد الجماعة من شأنه أن يزيد موقف الجماعة ضد واشنطن وصانعي السياسة الأمريكيَّة صلابة. ويعني ذلك دعم من الولايات المتحدة للرياض ودعم أكبر وأكثر نفوذاً لطهران على الحوثيين.
الخلاصة
وخلّص المعهد إلى أن معظم المراقبين متفقين على أنه لا يوجد حاليًا أي حل عسكري قابل للتطبيق في اليمن ولن يؤدي إلى المزيد من الخراب على بلد يعتبر بالفعل أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم.
وتابع: لقد استفاد الحوثيون من الأسلحة الإيرانية، لكن حتى إذا أوقفت طهران الشحنات اليوم، فيمكنهم إدامة الصراع في المستقبل المنظور بما تبقى من مخزونهم. من غير المرجح أن تفرض الولايات المتحدة أو التحالف السعودي نهاية لدعم إيران المادي من خلال عمليات عسكرية أو أمنية. إن أكثر الطرق قابلية للتطبيق لمنع وجود علاقة إيرانية أعمق هي من خلال حل سياسي ينهي عسكرّة الحوثيين. كما، من الأهمية بمكان ألا تطغى التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على الديناميات المحلية الفريدة للنزاع وتدفع النزاع إلى الحفر أعمق ودفع الحوثيين أكثر إلى إيران. بدلاً من ذلك، من الضروري إلغاء التصرف في المنطقة ومواصلة الجهود للتوصل إلى حل سياسي.
المصدر الرئيس
US-Iran Tensions Overshadow Houthi Agenda in War in Yemen