كتابات خاصة

أفكار مغلوطة

أحمد ناصر حميدان

الارهاب الديني هو نتاج للفهم المغلوط للدين، واستخدام هذا الفهم لتوظيف الدين سياسياً.

الارهاب الديني هو نتاج للفهم المغلوط للدين، واستخدام هذا الفهم لتوظيف الدين سياسياً.

وبالمثل، كثيرون عرضة لفهم مغلوط لمعاني النضال الثوري، النضال الحقوقي والانساني، المستخدم كأداءه سياسية ضد الآخر.
تلك المفاهيم المغلوطة تنعكس على الواقع وتمس حياة الناس سلبا.
بوادر الأزمة التي تعصرنا في البلد شمالا وجنوبا، هي مفاهيم مغلوطة أدت لظهور كيانات طارئة جعلت من نفسها وصية على الناس وقضاياهم ومصيرهم، وهذا ما يحدث في تشكيل نقابات ومنظمات حقوقية ومجتمع مدني تتبنى وجهة نظر طرف سياسي في مواجهة شرعية الدولة، تؤزم الواقع وتعيق تطبيع الحياة.
تتوالد وتتشعب مشاكلنا في عقول تحمل تلك الأفكار المغلوطة، أفكار جعلت من أصحابها يحاربون الحق باعتقادهم أنهم يحاربون الباطل.
يتعرض الاسلام لحملة شعواء غبية من قبل من يحملون تلك الأفكار المغلوطة التي أفقدتهم القدرة على التمييز بين الغلو والتطرف والارهاب العقائدي، والاسلام كرسالة بقيمه العظيمة النبيلة والانسانية.
 تتعرض حياتنا ومصيرنا سلبا ممن يحملون تلك الأفكار المغلوطة في النضال السياسي والفكري، نضال لا معنى له  ما لم يرعى تلك القيم الانسانية النبيلة التي ترفض العنصرية والكراهية وتعزز روح التسامح والاخاء والتعايش وتحافظ على روح وثقافة التنوع كمصدر اثراء للمجتمع، وتعزز ثقافة قبول الآخر كشريك ندي في بناء الوطن والمستقبل المنشود، وتهتم في دعائم دولة ضامنة للمواطنة والحريات لوطن يستوعب الجميع بكل ثقافاتهم وأفكارهم وعقائدهم وأيدولوجياتهم.
المشحونون بأفكار مغلوطة وهدامة يبررون انتهاك تلك القيم.
هذه الأفكار المغلوطة تبني مشاريع صغيرة تحد دون أن ننتصر للوطن ومشروع الامة الكبير، فكلٌ يبحث عن نصر خاص لقضيته الصغيرة، وضاع الوطن ومشروع الامة الجامع في متاهات تلك المشاريع الصغيرة بأفكارها المغلوطة.
وفي كل منعطف يبرز مشروع جامع وعظيم يؤسس لنهضة الامة، وفجأة تبرز أفكار مغلوطة يبثها أصحاب المصالح والقوى العفنة التي ترى في النهضة تهديداً لمصالحها ونفوذها لتبرر الانقلاب على هذا المشروع.
تم الانقلاب على أهداف ثورة سبتمبر واكتوبر، والانقلاب على الوحدة اليمنية، والانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق، والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة، واليوم يتم الانقلاب على الشرعية، وينقلب التحالف على أهداف تدخله في استعادة هذه الشرعية، وهكذا نعيش سلسلة من الانقلابات بأفكار مغلوطة يتبناها البعض ويساهم باختياره وحماسه في عملية الانقلاب، ومع مرور الأيام تتكشف حقائق المغالطات ويصحو من يصحو ويستمر المتورطون بانقلابهم، والمعاناة للناس والوطن.
مهما كان حجم المغالطات، فالزمن كفيل بكشف الحقائق، وحبل الكذب قصير، وهناك من التجارب والعقول الواعية النيرة والمستنيرة تفضح تلك المغالطات، وتنهار تلك المشاريع، وتنهض مشاريع الامه من بين ركام المغالطات، ومهما طال الزمن فإن الحق سينتصر، وما يصح إلا الصحيح.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى