آراء ومواقف

جامعة إقليم سبأ.. حلم يقهر المستحيل

يحيى الأحمدي

أكتب هنا عن هذه الجامعة ربما لأول مرة كشاهد عيان عن هذا الصرح العلمي الذي جاء في ظل حرب مشتعلة وآثارها مازالت مدمرة وكارثية ليس على العملية التعليمية ولكن على الحياة برمتها..

مع حلول العام الجامعي ٢٠١٩-٢٠٢٠ تشهد جامعة إقليم سبأ إقبالا كبيرا، في مشهد يبعث التفاؤل ويفتح نافذة مضيئة في سجل الشرعية..

أكتب هنا عن هذه الجامعة ربما لأول مرة كشاهد عيان عن هذا الصرح العلمي الذي جاء في ظل حرب مشتعلة وآثارها مازالت مدمرة وكارثية ليس على العملية التعليمية ولكن على الحياة برمتها..
وقبل الحديث عن هذا المشروع التنويري المهم لا بد من توجيه التحية التي يفرضها الإنصاف لمحافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة الذي أعطى الجامعة حيزا كبيرا في سجلات اهتماماته وما أكثرها…
ولعل السر وراء نجاح الجامعة يتمثل في أمرين: حرص المحافظ على التعليم والاهتمام به، وإيمانه المطلق بأن الحل يكمن في التعليم ثم التعليم..
أما العامل الثاني فهو حسن اختيار رئيس الجامعة الذي يتمتع بخبرة وظيفية وحنكة إدارية..
إنه الدكتور محمد حمود القدسي الذي عمل بداية مشواره موظفا في جامعة صنعاء وتدرج في العمل الإداري والسلم الوظيفي بدءا من مسجل كلية وله سجل حافل بالنجاحات. وصولا إلى منصب رئيس جامعة إقليم سبأ، فضلا عن العمل الأكاديمي؛ حيث أتذكر أنه كان مدرسا لي أثناء دراسة البكالوريوس، وكان من أكفأ الأساتذة الذين قدّموا مادة علمية بكل إخلاص وجدارة.
ليس المقام هنا مقام سرد السير الذاتية وتوزيع النياشين بقدر ما هو احتفاء بمنجز علمي أشبه بالمعجزة في محافظة تفتقد لأبسط الخدمات وأساسيات البنية التحتية، وسأتحدث هنا بلغة الأرقام بدءا بالطاقة الاستيعابية التي تصل بحلول العام الجامعي الحالي لما يقارب من ١٠ ألف طالب وطالبة موزعين في ست كليات من بينها٢٩ تخصصا علميا فضلا برنامج الدارسات العليا..
وفي مجال الدراسات والبحوث للجامعة مركزان.. مركز الدراسات والبحوث ومركز التطوير والتأهيل الأكاديمي..
وفي سبيل الاستفادة من التجارب وتبادل الخبرات سعت إدارة الجامعة إلى مد جسور التواصل بينها وبين الجامعات اليمنية والعربية؛ حيث تم الاتفاق والتعاون بين جامعة إقليم سبأ وجامعتي أسيوط وسوهاج بجمهورية مصر، واتفاق وتعاون مع جامعة الحسن الأول في المغرب وجامعة الملك فيصل في السعودية وجامعتين سودانيتين؛ فضلا عن اتفاق تعاون مشترك بين الجامعة وجامعات: عدن وتعز وسيئون وحضرموت.
وخلال الأعوام الماضية عقدت الجامعة عددا من ورش العمل ونظمت عددا آخر من الندوات واللقاءات والمؤتمرات العلمية والبحثية والتدريبية..
أكتب هنا بكل تجرد وإن كنت حتى اللحظة أعمل في الجامعة بنظام الساعات؛ لكنه الالتزام الأخلاقي في التعاطي مع الجهود المباركة والمسئولة بقصد تعزيز الخطوات الإيجابية، وحرصا على العدل في الخطاب الذي ينبغي أن يبرز جوانب مشرقة ومضيئة وتقديم المصلحة العامة على كل المصالح الشخصية..
هذا المنجز ينبغي أن يجد اهتماما خاصا وأن يكون أبناء سبأ على قدر عال من الحرص عليه وإفساح المجال لمزيد من التميز والرقي بالعملية التعليمية والتربوية؛ وإزالة العقبات التي قد تعترض سير العملية التعليمية..
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى