كتابات خاصة

كفر بالحقوق وعبادة للمال

إفتخار عبده

تبسم ببراءة الأطفال وقال قد يحدث أن يتم اختطافي في المراحل المقبلة لا أمان لنا بهذا الواقع، لقد أصبح الواقع محزنا للغاية، لا داخل يحس بأمان ولا خارج يكف عنه الخوف بسب هذا الانفلات، هذا الضياع، هذه المسخرة التي تدور حولنا.

 في ليلة صيفية قمراء كان يجلس على سطح منزله مربعا رجليه يداعب حصوات صغيرة بين أصابعه، نظر إلى السماء وحلقت عيناه في الأجواء من حوله، فقال بغتة: لا تبحثوا عني، ماذا تقصد بحديثك هذا؟! أنبحث عنك وأنت أمام أعيننا أي هراء هذا؟!
تبسم ببراءة الأطفال وقال قد يحدث أن يتم اختطافي في المراحل المقبلة لا أمان لنا بهذا الواقع، لقد أصبح الواقع محزنا للغاية، لا داخل يحس بأمان ولا خارج يكف عنه الخوف بسب هذا الانفلات، هذا الضياع، هذه المسخرة التي تدور حولنا.
 ردت الأم وقد أخذ منها الهلع ما أخذ: وما ذنبك حتى يتم اختطافك، ما الذي فعلته بهم؟! قال: لم أفعل شيئا وهم لا يأخذون من يفعلون الكبائر إنهم يقدسونهم ويجعلونهم أسياداً لهم.. إن من يفعل الكبائر يا أمي، هو في نظرهم مجاهد وعظيم يستحق التضحية لأجله وكم من أناس أبرياء أهلكوا أرواحهم وراحوا فداء لهم، لا يخاف على ذاته من الضياع -في هذا الواقع الذي كساه اليأس- إلا من  يملك ضميرا حيا بداخله، من يمتلك عقلا وإنسانية.
 تحدثت صغيرة في الناحية الأخرى من ذلك البيت بعد أن شدها الحديث المفعم بالتوتر والقلق المليء، بالجدية: وماذا لو حاولنا أن نبحث عنك؟!
 نظرت لها الأم نظرة غضب لكأنها ستكون هي السبب بذلك فرد الأخ، إنهم يحبون المال كحبنا للكرامة، يعشقونه كما نعشق نحن الحرية، يعبدونه كما نعبد الإله الكريم ولهذا هم يزيدون تماديا على من يرون أن هناك من يبحث عنهم، يجعلونهم مصدراً لرزقهم ويكثرون على أهاليهم بالطلبات تلو الطلبات وهذا ما يزيدنا ضيقا على المختطف وأهله.. خذوا مثالاً لذلك المختطف ابن الجيران وذلك الشخص الذي لم يعد إلى الآن، كم من مرة يعودون أهلهم بعودتهم وكم من مال أخذوا منهم دون جدوى، هؤلاء لا ينهي جشعهم إلا الموت.
كان حديثه ذاك درسا قدمه للأسرة..كان يتوقع أنه سيكون في يوم قريب أسيرا بين يدي تلك الثلة من المفسدين ولذا حاول أن يقدم نصحه لأهله بعد أن  انتقى الوقت المناسب للحديث، وفعلا وقع ما توقعه أصبح أسيرا لديهم لكن الأسرة لم تستطع أن تعمل بما نصحها به!
 من يا ترى يستطيع أن يترك فلذة كبده بعيدا عنه ولا يبحث ولا يسأل ولا يحاول أن يكون هو الفداء؟!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى