نيويورك تايمز: الشعور بالمرارة والإحباط ينتشر في معقل الحوثيين شمالي اليمن
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً من داخل “مدينة صعدة” شمالي اليمن، تحت عنوان ” الشعور بالمرارة ينتشر شمالي اليمن في معقل الحوثيين”، ويأتي “التقرير” ضمن زيارة نظمتها جماعة الحوثي المسلحة لوسائل الإعلام الدولية. يمن مونيتور/ ترجمة خاصة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً (الثلاثاء 13/10) من داخل “مدينة صعدة” شمالي اليمن، تحت عنوان ” الشعور بالمرارة ينتشر في معقل الحوثيين شمالي اليمن”، ويأتي “التقرير” ضمن زيارة نظمتها جماعة الحوثي المسلحة لوسائل الإعلام الدولية.
وتقول الصحيفة الأمريكية، “اجتاحت الحروب اليمن من خلال هذه المحافظة الشمالية مثل “موسم لعين” على مدى العقد الماضي، سحقت المنازل الطينية التي نجت منذ مئات السنين، وتكتظ المقابر الجديدة بعد امتلاء المقابر الجديدة”.
وكانت الحرب الأخيرة الأعلى، ففي الأشهر الستة الماضية من القصف الجوي، قتل المئات من الناس في جميع أنحاء المحافظة، والآلاف فروا من منازلهم، يقول السكان إن جيلاً من اليمنيين سيتذكر تدميرهم هنا. تقول الصحيفة
الإحباط يزخر بين معظم الحوثيين
وتضيف الصحيفة، في ترجمة خاصة بـ”يمن مونيتور”، “رغم التدقيق القاسي، من العدو السعودي (تقول جماعة الحوثي)، في الحرب، إلا أن غضب وغيرة في المحافظة من المقاتلين الحوثيين الذين يستهدفون بأسلحتهم الثقيلة المدن اليمنية، ويضعون المعارضين السياسيين في السجون. فيما يراه الحوثيون مشاركة في تحالف الحرب الذي جمعهم بشكل ساخر مع الزعيم اليمني السابق “علي عبدالله صالح”.
“في صعدة، معقل الحوثيين، وحيث تأسست حركة التمرد، يزخر الإحباط بين معظم المقاتلين في الحرب”. تقول الصحيفة
وتضيف، “الشعب في صعدة وغيرها يطالبون بوضع حد للحجج” قال حسين كهوان (52 عاماً) من بين مجموعة صغيرة من السكان اليسار في صعدة، اختار حمل القنابل بدلاً من الانضمام إلى الجماهير في المخيمات المتهالكة للنازحين على طول الطرق اليمنية. كما تشير الصحيفة.
نتائج مقامرة الحوثيين العسكرية
وتابعت نيويورك تايمز، “نمى الحديث عن وقف إطلاق النار بصوت أعلى الأسابيع القليلة الماضية منذ أيد الحوثيون علناً خطة الأمم المتحدة للسلام. لكن كثيرين يخشون أن أشهر من القتال قد شددت بالفعل التوترات التي أدت إلى الحرب في المقام الأول. قد يكون هناك تأجيل للحرب، بدلاً من حلها، وتكثفت الحجج التي جعلت اليمن في هشاشة مزمنة”.
واستولى الحوثيون على العاصمة اليمنية قبل عام، وهو ما شكل تحدياً للحكومة (سلطة الحوثيين) التي لم تحظَ بشعبية في الوقت الذي تعهدت بتحسين البلاد. الآن تفقد المزيد والمزيد من الأراضي لصالح التحالف العربي، فإنها (جماعة الحوثي) تواجه تساؤلات حول نتائج المقامرة العسكرية التي تحققت. ويشمل السائلين أولئك الذين علقوا آمالهم على الحوثيين في المحافظات الشمالية المُهملة. كما تقول الصحيفة.
“لا يوجد استقرار” قال السيد كهوان، ويضيف “لا يوجد كهرباء. هناك دمار في كل مكان، والفقر في كل بيت واحد منا”.
“الحرب أدت إلى أكثر من 5000 قتيلاً، وسببت نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، وقد شُغّل جناح واحد في المستشفى المحلي للجرحى المدنيين في الغارات الجوية، والآخر للرضع “الهزال”. حد تعبير الصحيفة.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى “أن موقف الحوثيين الذي وصفته بالدفاعي يشرح دورهم في “الحرب”، وأكد مسؤول من الحوثيين رافق الصحافيين في جميع أنحاء صعدة أنه لم يكن أمام الحركة خياراً سوى “ممارسة السلطة”؛ للرد على ما قال إنه تدخل أجنبي في اليمن.
وقال المسؤول الحوثي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث للإعلام، إن “كامل الصراع بدأ لأن (المجتمع قبل أنصار الله، ولكن الأحزاب السياسية لا) مستخدماً الاسم الرسمي لجماعته”. ” كان علينا اتخاذ القرارات من أجل اليمن” قال المسؤول الحوثي.
وتابعت الصحيفة، “لكن حتى أولئك الذين دافعوا عن الحوثيين في الماضي، يشعرون بالقلق بسبب سلوكهم أثناء النزاع، فقد حاصروا المدن اليمنية الرئيسية مثل تعز، وألقوا القبض عليهم إلى جانب المعارضين السياسيين”.
وقال “عبدالرشيد الفقيه”، الناشط الحقوقي في صنعاء، إن منظمته دافعت عن الحوثيين المحتجزين ظلماً من قبل حكومة “صالح” خلال الحروب الست في صعدة، وبعد انتفاضة عام 2011م، بدأت الشكاوى من انتهاكاتهم تتوالى تباعاً في الشمال، حيث كان الحوثيون يسعون لتعزيز سيطرتهم. تضيف الصحيفة.
نيويورك تايمز أشارت إلى أن “الثوار الحوثيين بدأوا يعتقلون الناس، وعرضت انعدام الثقة التي شكلتها سنوات الحرب، إلى النزوع نحو معتقد ديني حاد (الزيدية الشيعية)”. وقال السيد الفقيه، “هناك غالبية سجنهم الحوثيون بمزاعم وجود مواد إباحية على هواتفهم المحمولة الخاصة بهم”.
وتقول الصحيفة، ” في الآونة الأخيرة، كان الفقيه في زيارة للسجون في صنعاء، في محاولة للعثور على مئات الأشخاص، المخفيين قسراً، بما في ذلك معارضين سياسيين وصحافيين، اعتقلوا من قبل الحوثيين، معظم المعتقلين هم أعضاء في حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو حزب سياسي إسلامي يعارض الحوثيين، وأعلن دعمه علناً للهجوم العسكري السعودي”.
“كان لدينا قائمة من 300 معتقلاً، ولكن للأسف إنها ترتفع بسبب الاعتقالات اليومية” قال الفقيه، مضيفاً: “العديد من العائلات يتلقون تهديدات بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام.”
واختتمت الصحيفة: ” خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى مركز للشرطة في صنعاء، قال الفقيه إنه تعرض للضرب من قبل أحد مقاتلي الحوثي الذي اعترف انيّ منذ سنوات وانا أحاول مساعدته بعد احتجازه في فرع للأمن القومي في عهد حكم “صالح”، قلت له: “أتذكر عندما كنت في نفس الوضع، ونحن من أجلك نقف لساعات في مركز الشرطة؟ آمل ألا تستمر الدائرة، وربما غداً تصبح ضحية مرة أخرى “.