اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

(تقرير حصري).. لماذا يرفض الحوثيون نظام “البصمة” الخاص ببرنامج الأغذية العالمي؟!

قد ينهي سنوات من استخدام الإغاثة في وسائل التجنيد والمناصرة   يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص

في مركز تسليم لمساعدات برنامج الأغذية العالمي بمنطقة “بني الحارث” شمال صنعاء، كان المسؤولون الحوثيون عن النقطة وتجار يتفاوضون على بيع آلاف “السلال الغذائية” التي يقدمها البرنامج الأممي. لتكشف بوضوح حجم سرقة الغذاء من أفواه الجياع في العاصمة التي وفد إليها مئات الآلاف من النازحين.
يقول مسؤولون من صنعاء والمحويت والحيدة وذمار وإب لـ”يمن مونيتور” إن ما شاهده مراسل “يمن مونيتور” وشهده في “بني الحارث” موجود في معظم نقاط التسليم في مناطق سيطرة الحوثيين، بيع بالجملة أو بالفردية، فساد للمسؤولين الحوثيين الكبار والصغار.
تحولت مساعدات “برنامج الأغذية العالمي” إلى مصدر جيّد للتكسب والربح ومنح تقدمها جماعة الحوثي للمشائخ وللمناصرين لها بمثابة مقابل المساندة والدعم ورفد جبهات القتال بشكل شهري. ومن شأن وجود برنامج “البصمة البصرية” الذي يتحدث عنه البرنامج أن يوقف مصدراً لتعزيز النفوذ الحوثي في مناطق سيطرتهم.

بيع القسائم
هناك طُرق أخرى للبيع الفردي كما يقول مُلاك محال تجرية في صنعاء.
ويقول صالح علي، مالك محال تجاري لـ”يمن مونيتور”: كما تشاهد هذه القسائم الخاصة بالنازحين تم بيعها بالجملة بشكل كامل المسجلين في برنامج الغذاء العالمي على أنهم نازحين في صنعاء وفي الحقيقة هم من ليسوا نازحين وإنما مقاتلين مع جماعة الحوثي-.
وأضاف: لك أن تتخيل يتم صرف هذه القسائم على كافة أسر المقاتلين بشكل عائلي أي ان كل فرد من الأسرة يتسلم سلة غذائية متكاملة من برنامج الأغذية العالمي وأغلب المسجلين من محافظة صعدة وإذا كان أفراد الأسرة مثلاً يصل عدد أفرادهم إلى سبعة فرد فإنهم يتسلمون سبع سلال غذائية دفعة واحدة كل شهر ولذا لا يحتاجون هذه الكمية الكبيرة من الطعام ما يضطرهم إلى بيعها والاستفادة منها كمرتبات منتظمة وبشكل شهري يتم صرفها من البرنامج.
وقال: لا يتعبون في بيعها حيث تباع السلال الغذائية في أول باب المنظمة الدولية بحضور مندوبين لتجار بيع الدقيق الذين بدورهم يقومون بشرائها بكميات كبيرة جداً حيث وان السلال التي تابع أصبحت غير مسجل عليها برنامج الغذاء العالمي وإنما ماركات تجارية سواء الدقيق أو السكر أو الزيت.
 
 الحوثي و”البصمة”

ونقل مراسل “يمن مونيتور” انقلاب جماعة الحوثي على اتفاق صاغته المنسقة الإنسانية المقيمة في اليمن ليز غراندي، قبالة حوالي شهر يفيد بتغيير نظام عملية التوزيع إلى نظام البصمة وهو نظام لن يوقف صرف المساعدات لغير المستحقين ولكن سيكشف عن جزء كبير من نهب الغذاء الذي يتم سرقته من موظفي الدولة.
وكشفت مصادر خاصة لـ”يمن مونيتور” في برنامج الغذاء العالمي أن مدير مكتب ما يسمى رئيس مجلس السياسي لجماعة الحوثي مهدي المشاط، والمسؤول الأول عن برامج المساعدات الدولية والأممية هو من رفض آلية نظام البصمة بعد أن تم التنسيق على تنفيذها مع محمد الحوثي رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا.
ولن يستطيع البرنامج وباقي الهيئات الأممية وقف بيع الإغاثة بشكل كامل لكنه الإجرءاءات التي تحاول اتخاذها تهدف  للحد من النهب الكبير والشامل لهذه المساعدات التي تصل إلى طرف يحمل السلاح يستخدمها لغرض استمرارية بقاء مقاتليه.
وبالرغم من اللقاءات المتكررة والمحاولات الأممية من قبل المنسقة غراندي مع جماعة الحوثي تم رفض الآلية الجديدة خوفاً من كشف الأسماء التي تقوم باستلام المعونات وينكشف أسماء المقاتلين في جماع الحوثي، حيث ربطت الجماعة الأسماء بجهاز الأمن القومي وهو ما جاء على لسان المتسبب في نهب هذه المساعدات الملقب “بأبو محفوظ” أحمد حامد مدير مكتب المشاط، وكان الرفض سيكشف عن بيانات خاصة بمقاتلي الجماعة عبر نظام البصمة الذي يعد في إطار الأمن لجماعة الحوثي والتي تقول الجماعة فيه أنه “لا يجب الموافقة عليه”.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزني: “اليوم لابد ان أبلغكم بأن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يتم منعه من إيصال المساعدات الغذائية الي الأشخاص الأشد جوعاً في اليمن، حيث يتم التلاعب بالمساعدات الغذائية في المناطق التي تخضع لسيطرة أنصار الله على حساب الأطفال والنساء والرجال الذين هم في أمس الحاجة اليها.”
    
توقيف البرنامج
وشنت جماعة الحوثي حملة اعلامية كبيرة ضد البرنامج الأممي الذي كان قد أكثر من مرة بأن القادة الحوثيين يقومون بسرقة المساعدات من أفواه الجوعى، ما أصر البرنامج تقديم الطعام عن طريق إنشاء قاعدة بيانات للمستفيدين وفق برنامج البصمة الإلكترونية للأشخاص بيد أن الجماعة فضلت الشد والجذب خلال الأشهر الماضية قبل أن يرفض أخيرا القيادي الحوثي أحمد حامد هذا المقترح رفضاً نهائياً.
والذي صعد من حد الخطاب مع جماعة الحوثي الذي أكدت أنه ليس لديهم مانع من مغادرة أي منظمة مناطق نفوذهم مادام أن هذا الإجراء سيفضح سرقة كميات كبيرة من الطعام عبر نظام برنامج الأغذية العالمي الجديد في مسح قوائم المستفيدية “البصمة” حسب ما أفاد أحمد حامد خلال رده على الممثلة المقيمة للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية لدى اليمن ليز غراندي.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى