روسيا والصين تعرقلان بيانا لمجلس الأمن يدين قتل المدنيين بالسودان
لجنة الأطباء السودانية: ارتفاع عدد القتلى في فض اعتصام الخرطوم إلى 60 يمن مونيتور/ وكالات
أخفق مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء، في تمرير مشروع بيان أعدته بريطانيا وألمانيا يتضمن إدانة لقتل المدنيين على أيدي قوات الأمن السودانية في العاصمة الخرطوم الإثنين.
وفي تصريحات للصحفيين عقب جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس واستغرقت أكثر من ساعتين، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة السفير ديميتري بوليانسكو، إن “مشروع البيان المقترح غير متوازن وقد يفسد الأمور” على حد قوله.
وأضاف أنه “يتعين توخي الحذر الشديد في هكذا موقف”.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية للأناضول، إن الوفد الصيني اعترض بشدة خلال جلسة المشاورات على مشروع البيان الذي دعا إلى “نقل متفق عليه للسلطة لحكومة بقيادة مدنية في السودان”.
وأضافت المصادر التي رفضت الإفصاح عن اسمها، أن المندوب الكويتي الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن هذا الشهر طلب خلال الجلسة إدخال تعديلات على مشروع البيان “لتخفيف حدته” على حد قوله.
ويتطلب صدور البيانات الرئاسية والصحفية من مجلس الأمن موافقة كل ممثلي الدول الأعضاء البالغ عددها 15 دولة .
وأصدر ممثلو الدول الأوروبية بالمجلس، عقب انتهاء الجلسة، بيانا مشتركا أدانوا فيه الهجمات التي شنتها قوات الأمن السودانية على المدنيين واعتبروها “تهديدا لعملية الانتقال السلمي في السودان”.
وحث البيان الذي حمل توقيع سفراء كل من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسويد وبريطانيا، أجهزة الأمن السودانية على وقف جميع أعمال العنف، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وضمان سلامة وأمن المدنيين.
وأعرب السفراء الثمانية عن قلق بلدانهم “إزاء التقارير التي تفيد بأنه تم منع المدنيين المصابين من الوصول إلى المرافق الطبية”.
وأضافوا “ندعو إلى الوقف الفوري للعنف والمساءلة عن الجرائم المرتكبة ونؤكد مسؤولية المجلس العسكري الانتقالي في ضمان سلامة جميع السودانيين”.
وتابع البيان أن “الإعلان الأحادي الجانب بوقف المفاوضات، وتعيين حكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات في غضون فترة زمنية قصيرة للغاية، يشكل مصدر قلق كبير”.
وفي ساعة مبكرة من صباح الإثنين، اقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم، وقامت بفضه بالقوة.
قالت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة في وقت مبكر يوم الأربعاء إن عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ اقتحمت قوات الأمن مخيما للاحتجاج خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم يوم الاثنين ارتفع إلى 60 بعد أن كانت آخر إحصائية للقتلى تشير إلى أن العدد 35.
فيما نفى المجلس العسكري فض اعتصام الخرطوم متعمدا، قائلا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها بـ”البؤرة الإجرامية الخطرة”.
وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 6 أبريل/ نيسان الماضي، للمطالبة بعزل عمر البشير، ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، قبل فضّه بالقوة الإثنين. –