عيد جديد في ظل مأساة الحرب
إفتخار عبده
غلاء فاحش في الأسعار جعل الناس يعودون من الأسواق باللاشيء، أناس هُجروا من بيوتهم تركوها العابثين وراحوا إلى فم المجهول، إلى حيث لا مأوى ولا وقاية من جور الزمن.
هاهو العيد آت إلينا من بين أستار الزمن، يحمل لنا خلف ظهره ما يحمله لأبناء فلسطين كل عام منذ بداية النكسة، يحمل الخيبات الواحدة بعد الأخرى.. يحمل الأخبار الموجعة للقلوب، طائرات تقصف في السماء فتشرد عصافير الفضاء وترعب من في الأحياء، اختطاف للمسافرين العائدين إلى أهاليهم لقضاء أيام العيد.
غلاء فاحش في الأسعار جعل الناس يعودون من الأسواق باللاشيء، أناس هُجروا من بيوتهم تركوها العابثين وراحوا إلى فم المجهول، إلى حيث لا مأوى ولا وقاية من جور الزمن.
أيام رمضان تطوي صفحاتها معلنة الرحيل، ومن عادات الناس في يمننا الحبيب أن يستعدوا لاستقبال العيد قبل رحيل رمضان، يمضون على مقولة (تباشير العيد أخير من أيامه) هل يا ترى سيستقبل أبناء اليمن العيد بفرحة تليق بهم وبه، أو كما استقبلوا رمضان سيكون استقبالهم للعيد، هل سيبتسم الأطفال وسيحالفهم الحظ بلباس جديد وألعاب متواضعة أم هو الحال الذي يعيشه أبناء فلسطين سيعشه أبناء اليمن، بانتقالهم من جهاد إلى آخر ومن كفاح إلى غيره.
لم يعد في الخيال أن ينعم الناس بعيد سعيد، بل إن العيد اليوم هو أساس الشقاء وهو الشقاء كله بمتطلباته وأوجاعه التي تقدم لنا على طبق من هموم، فعادات العيد قد وضعت في أدراج الرياح- منذ أن بدأت الحرب- لم يعد منها شيء يمكن أن يقال إنه يتم استخدامه في العيد، لا الزيارات تتم بالشكل المعتاد عليه لأن الموت قد أصبح رفيقا لمن خرج من بيته، حتى الحدائق تعلن قلقها أيام العيد على من يزورها فالأمن غائب ويكاد يكون في عداد الموتى، لم يبق من عادات العيد سوى بعض ضحكات يصدرها الأطفال قد تكون صادقة وقد تكون عكس ذلك فالأطفال اليوم قد أصبحوا يقاسمون الأهل أوجاعهم، فلماذا يا ترى تمضي الأيام على عجل لتأتينا بالعيد وهي تعلم أننا لسنا بحاجة إلى ما يثير فينا الحزن ويبعث فينا الأتراح من جديد.
كيف لنا أن نفرح ونحن الفاقدين لأهلنا ولوطننا الحبيب في ظل ألم الحرب ومأساة الصراع المتفاقم للعام الخامس.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.