اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

لماذا استهدفت غارات الحوثي بدون طيار المنشآت النفطية السعودية؟

تحليل واسع نشرته صحيفة واشنطن بوست يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
أجاب الباحث صموئيل راماني على التساؤل في العنوان بتحليل موسع على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكيَّة يوم الخميس.
وقال إن الحوثيين شنوا في 14 مايو/أيار ضربات متعددة بطائرات بدون طيار على منشآت النفط السعودية. استهدفت هذه الغارات بطائرات بدون طيار خط أنابيب رئيسي للنفط يقع غرب الرياض وأثارت مخاوف من تصاعد التوترات في الخليج العربي، حيث تم تخريب ناقلتين نفطيتين سعوديتين فقط قبالة ساحل الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة قبل يومين فقط.
رغم أن ضربات الحوثي للطائرات بدون طيار يمكن تفسيرها بشكل معقول برغبة إيران في الانتقام من استبعاد واشنطن لطهران من أسواق الطاقة العالمية، فإن هذه الحجة تخبرنا فقط بجزء من القصة حسب ما قال راماني. مضيفاً أن بحثه حول الحرب اليمنية يشير إلى أن هذه الضربات بطائرات بدون طيار يمكن تفسيرها جزئيًا بعدم الأمان الداخلي داخل الحركة الحوثية، حيث أن العديد من المسؤولين الحوثيين انشقوا إلى المملكة العربية السعودية في الأشهر الأخيرة. ومن خلال استهداف منشآت النفط السعودية، يمكن للحوثيين زيادة دعمهم الشعبي في شمال اليمن.
 
مهمة الثأر ضد المملكة العربية السعودية
وقال الكاتب: ترتبط هجمات الحوثي بطائرات بدون طيار ضد المنشآت النفطية السعودية ارتباطًا وثيقًا بجهود التوعية التي تقوم بها الحركة في اليمن، حيث إنها تروق لرواية بدأت في عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح بأن المملكة العربية السعودية وحلفائها استولوا على موارد النفط من الشعب اليمني. على الرغم من أن هذه الرواية كانت سمة ثابتة للخطاب القومي اليمني منذ اكتشاف النفط في شمال اليمن في عام 1984 ، إلا أن إشارات المسؤولين الحوثيين إلى مصادرة السعودية لاحتياطيات اليمن النفطية أصبحت أكثر تواتراً في الأشهر الأخيرة.
في أكتوبر/تشرين الأول 2018 ، اتهمت وزارة النفط والمعادن الحوثية المملكة العربية السعودية بنقل النفط اليمني بصورة غير قانونية إلى بحر العرب، بدعم من حكومة الرئيس عبد الله منصور هادي المنحازة. في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، اتهمت وزارة الخارجية الحوثية المملكة العربية السعودية بالاستفادة من حالة الحرب في اليمن من خلال “نهب احتياطيات النفط” وحثت المجتمع الدولي على إدانة انتهاكات الرياض لسيادة اليمن.
بالنظر إلى هذا الخطاب وغياب الدعم الدولي للحوثيين، فليس من المستغرب أن يستخدم الحوثيون الإكراه لإثبات أنهم كانوا يتخذون إجراءات ضد المملكة العربية السعودية بسبب الاستيلاء على النفط اليمني. في الوقت الذي حظيت فيه هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار على المنشآت النفطية السعودية باهتمام واسع النطاق في اليمن، يعتقد المسؤولون الحوثيون أن حشد القومية حول الموقف السعودي الناهب لاحتياطيات النفط اليمنية سيساعد الحوثيين في التخلص من بصماتهم الطائفية الشيعية. حيث يأمل الحوثيون في أن تساعد هذه الضربات بدون طيار في توسيع تحالفهم من القوميين المناهضين للسعودية في شمال اليمن.
 
إبراز قدرة الحوثيين على مقاومة قصف التحالف
وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط إن ضربات الحوثيين تشير إلى محاولة الحوثيين إظهار انتقام فعال من السعودية لإيواء المنشقين الجُدد عن حكومتهم في صنعاء وتصريحات هؤلاء المنشقين بأن قدرات الجماعة تتضاءل وفي “انفساها الأخيرة”.
حرص المسؤولون الحوثيون على التصدي للرواية القائلة إن مشاركتهم في محادثات السلام في ستوكهولم التي توسطت فيها الأمم المتحدة في كانون الأول / ديسمبر كانت ضرورية بسبب الانتكاسات العسكرية. في مقابلة مع قناة الجزيرة في 25 ديسمبر / كانون الأول ، رفض محمد الحوثي (القيادي في الجماعة) فكرة أن القدرات العسكرية للحوثيين آخذة في الانخفاض، مشيرًا إلى أن الحوثيين كانوا سيضغطون من أجل التوصل إلى تسوية سلمية في جميع أنحاء البلاد بدلاً من حصر مفاوضاتهم مع الحديدة.
بالنظر إلى هذه الرغبة في تبديد المفاهيم التي تشير إلى أن الحركة تضعف، ينبغي اعتبار هجمات الحوثي بطائرات بدون طيار على المنشآت النفطية السعودية بمثابة انتقام مباشر لرفض القوات العسكرية المتحالفة مع هادي الانسحاب من الحديدة.
 
مواجهة صورة الحوثيين كمنظمة متطرفة
ويشير الكاتب إلى أنه وبما أن صانعي السياسة السعوديين يصفون الحوثيين بشكل متكرر على أنهم جماعة إرهابية ، فإن الحوثيين يسعون لمواجهة تلك الرواية من خلال شن غارات بطائرات بدون طيار على أهداف اقتصادية وعسكرية في المملكة العربية السعودية ، بدلاً من المناطق المدنية. ونظرًا لأن احتياطيات النفط السعودية تمول تدخل الرياض العسكري في اليمن، فقد جادل الحوثيون بأن ضرباتهم على المنشآت النفطية السعودية تندرج ضمن حدود الدفاع المشروع عن النفس، على عكس الضربات الجوية التي توقع مدنيين في اليمن.
وقال الكاتب إن المقابلات التي أجراها مع محللين يمنيين بارزين أن تحفظ الحوثيين لاستهداف المناطق المدنية في المملكة العربية السعودية يعكس طموحاتهم للحفاظ على التماسك الداخلي. أوضح المحلل اليمني مأرب الورد أن الحوثيين يمكن أن ينقسموا إلى “فصائل أيديولوجية” تؤيد المواجهة غير المحدودة مع المملكة العربية السعودية و “الفصائل العملية” -البرغماتية- التي تسعى إلى تحقيق تسوية سلمية في اليمن.
وأضاف: الامتناع عن استهداف المدنيين السعوديين هو وسيلة تمكن محمد الحوثي من ضمان عدم ترك الحوثيين الأقل أيديولوجية في الحركة من السعي وراء السلام. صرح الصحافي المقيم في صنعاء، ناصر الربيعي، أن الاعتداء على المدنيين في المملكة العربية السعودية من شأنه أن يشوه سمعة الحوثيين، حيث ميز المسؤولون الحوثيون مرارًا وتكرارًا بين المدنيين السعوديين والمقاتلين الأعداء.
واختتم الكاتب بالقول: على الرغم من أن هجمات الحوثي بطائرات بدون طيار على منشآت النفط السعودية لا يمكن فصلها تمامًا عن التصعيد الأوسع للتوترات في منطقة الخليج العربي، فمن غير الصحيح القول إن الحوثيين يتصرفون فقط بوصفهم وكلاء لإيران عند تنفيذ هذه الهجمات. مع استمرار الحرب اليمنية، يمكن النظر إلى تطوير الانقسامات الداخلية داخل الحركة الحوثية على أنها تنبؤات مقنعة لسلوك المجموعة في المستقبل.
المصدر الرئيس
Why the Houthi drone strikes targeted Saudi oil facilities
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى