هجمات الحوثي على السعودية تزيد احتمال إشعال حرب في المنطقة
ما يمكن اعتباره منعطفًا كبيرًا يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن واستقرار المنطقة. يمن مونيتور/ تقرير خاص:
كثفت جماعة الحوثي المسلحة هجماتها على المملكة العربية السعودية خلال شهر مايو/أيار الحالي ما يمكن اعتباره منعطفًا كبيرًا يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن واستقرار المنطقة.
ويأتي تصعيد الحوثيين المتهمون بكونهم أداة إيرانية وسط تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مياه الخليج. وأعلنت البنتاغون عن إرسال آلاف المقاتلين إلى الشرق الأوسط لمواجهة التهديد.
وشن الحوثيون هجمات عديدة بطائرات دون طيار استهدفت منشآت حيوية في عمق المملكة العربية السعودية، لتشمل مضختي نفط غرب الرياض ومطار نجران.
وقال خبراء إن تصاعد هذا التوتر يشير إلى توسع الصراع والحرب في البلاد لتمضي إلى ما وراء الحدود ليشمل دول المنطقة.
وقال معهد ستراتفور المخابراتي الأمريكي إن طائرات الحوثيين بدون طيار يمكنها أن تصل إلى 1400كم ما يغطي شبه الجزيرة العربية.
وقال بروس ريدل الخبير في شؤون شبه الجزيرة العربية والمستشار لرؤساء أمريكيين سابقين: إن هجمات الطائرات بدون طيار على منشآت النفط السعودية صُممت بوضوح لزيادة الضغط على الرياض.
مشيراً إلى أنه نطاق الطائرات بدون طيار تجاوز مدى الحالات المؤكدة السابقة من هجمات الحوثيين بشكل كبير.
لذلك يقول ريدل: من شبه المؤكد أن الإيرانيين وحزب الله قدموا مساعدة تقنية وتشغيلية مهمة، كما قالت الأمم المتحدة في الماضي.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان، لوكالة أنباء (شينخوا) في نسختها الإنجليزية، بأن توقيت هجمات الحوثي المتكررة بطائرات بدون طيار يهدف إلى توصيل رسائل واضحة من إيران إلى منافسيها في المنطقة، وخاصة المملكة العربية السعودية.
وقال عبد الباقي “من الواضح أن إيران بدأت في استخدام وكلاءها المخلصين في المنطقة ، بما في ذلك ميليشيات الحوثيين ، لغرض إيذاء السعودية بشكل غير مباشر من خلال طائرات بدون طيار مصنوعة ببساطة”.
وقال إن “دور الحكومة الشرعية ضعيف للغاية وليس لها سيطرة حتى في المناطق المحررة التي يسيطر عليها مؤخراً الخارجون عن القانون. وقد مكّن ذلك الحوثيين من اكتساب القوة والاستمرار في تحديهم للزعيم السعودي الذي يستخدم استراتيجيات ضد مصالح اليمن وسيادته”.
وأعلن الحوثيون الأسبوع الماضي إن استهداف مضختي النفط السعوديتين هي جزء من دفعة أولى لعملية أوسع تتمثل في 300 هدف في السعودية والإمارات.
وكشف العميد محمد جواس، الخبير العسكري الاستراتيجي في مدينة عدن الساحلية الجنوبية حيث عاصمة اليمن المؤقتة، لوكالة أنباء (شينخوا) عن العوامل الرئيسية التي ساعدت الحوثيين على تطوير معداتهم العسكرية على الرغم من وجود التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وقال جواس “التحالف الذي تقوده السعودية نجح في تدمير القدرات العسكرية للحوثيين لكنه فشل في تشديد الرقابة وتأمين حدود اليمن لمنع عمليات تهريب الأسلحة والطائرات بدون طيار للمتمردين من حلفائهم الأجانب”.
وتوقع أن يؤدي التصعيد العسكري الأخير للحوثيين ضد المملكة العربية السعودية إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك زعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين وتشجيع المواجهة الوشيكة بين القوى المتنافسة في المنطقة.
وقال “الوضع في المنطقة في الآونة الأخيرة متوتر للغاية وفرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات على إيران التي لجأت على ما يبدو إلى استخدام وكلاءها الحوثيين لمهاجمة الحلفاء الإستراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة وخاصة السعودية”.
وحذر جواس من أن “ميليشيات الحوثيين تلعب لعبة بالغة الخطورة وأن مهاجمة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة قد تضع المتمردين في مواجهة عسكرية حقيقية مع أمريكا والمجتمع الدولي”.
وقال علي هادي ، الخبير والمراقب العسكري اليمني الآخر ، لوكالة أنباء (شينخوا) بأن إيران استغلت علاقاتها القوية مع الحوثيين ودفعت المتمردين عن عمد لتصعيد هجماتهم بطائرات بدون طيار ضد المملكة العربية السعودية كرد فعل على التصعيد الأمريكي المستمر ضد إيران.
وقال إن “إيران تواجه ضغوطًا أمريكية وأن تزايد هجمات الحوثي بطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية يعتبر رسالة تحذير إلى واشنطن من النظام في الجمهورية الإيرانية التي تحاول إظهار قدرتها على توسيع الحرب لتشمل دول الخليج. ”
دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد محادثات إقليمية طارئة مع زعماء الخليج والدول العربية في قمتين في مكة يوم 30 مايو/أيار لمناقشة التوترات المتصاعدة في المنطقة في أعقاب هجمات الحوثي المكثفة بدون طيار ضد المملكة.