البهائيون في اليمن يضطرون للهجرة بسبب اضطهاد الحوثيين
منذ سيطرة الحوثيون على صنعاء في عام 2014، يتعرض أتباع الديانة البهائية للملاحقة يمن مونيتور/ متابعات خاصة
نحن متمسكون بالأرض التي نعيش عليها، إلا أن الاضطهاد الذي تعرضنا له أجبرنا على اللجوء إلى دول أخرى”، هذا ما يقوله ناشط بهائي لجأ من اليمن إلى أوروبا.
ويتابع الناشط اليمني: “ما يتعرض له البهائيون في اليمن من اضطهاد هو سياسة إيرانية ممنهجة منذ سنوات طويلة”.
ومنذ سيطرة الحوثيون على صنعاء في عام 2014، يتعرض أتباع الديانة البهائية للملاحقة من قبل الجماعة المسلحة.
وتؤكد منظمة العفو الدولية إنها وثقت عدداً من الحوادث التي اعتقل فيها الحوثيون أفراداً من أتباع الديانة البهائية في اليمن، مشيرة إلى أن بعض المحتجزين البهائيين في اليمن تعرضوا “للاختفاء القسري والتعذيب”.
يتعرضون للملاحقة والتعذيب من قبل الحوثيين”
وبحسب المنظمة فإن 24 يمنياً، بينهم ثمانية نساء وطفل، يواجهون تهماً قد تؤدي إلى أحكام الإعدام من قبل المحكمة الجنائية المتخصصة التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء.
وتقول لين معلوف، مديرة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة: “مرة أخرى، نشهد تهماً ملفقة وإجراءات غير عادلة بشكل صارخ تستخدم لاضطهاد البهائيين اليمنيين بسبب ديانتهم”.
ففي يناير/ كانون الثاني 2018، حكمت السلطات الحوثية على الناشط البهائي حامد حيدرة بالإعدام بتهمة التعاون مع إسرائيل، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات على اعتقاله. وتعتبر منظمة العفو الدولية محاكمة حيدرة “جائرة” والتهم الموجهة إليه “ملفقة”.
“رفض شديد من قبل المجتمع”
يقول المتحدث باسم الطائفة البهائية في اليمن عبدالله العلفي لموقع “مهاجر نيوز” إن الأطراف التي تضطهد البهائيين تدعي أن الديانة البهائية مدفوعة من دول معادية لها مثل أمريكا وإسرائيل. ويضيف العلفي: “لا يوجد أي دليل على أن البهائيين متورطون في أي نشاط مخابراتي أو تجسسي لصالح أي دولة، لكن أي نظام حاكم مستبد يبحث عن عدو خارجي ليقمع الآخرين”.
وبحسب العلفي، الذي يعمل باحثاً اجتماعياً، فإن البهائية تتعرض لـ”رفض شديد” من قبل العديد من المجتمعات المسلمة أيضاً، ويوضح: “يخشى المسلمون على أبنائهم من اعتناق الديانة البهائية وترك دين آبائهم، وهذا السبب الاجتماعي هو أحد الأسباب البسيطة للانتهاكات المرتكبة بحق البهائيين على مستوى المجتمع”.
وبسبب ملاحقتهم من قبل الحوثيين، كما يقول العلفي، فقد اضطر بعض أتباع الديانة البهائية للجوء إلى دول أخرى.
“لا يريدون الهجرة لكن يضطرون لذلك”
ويتابع المتحدث باسم الطائفة في اليمن: “البهائيون اليمنيون ليس لديهم طموح بالهجرة إلى الخارج، والذين خرجوا كانوا مضطرين جداً لذلك بسبب ملاحقتهم والاستيلاء على منازلهم من قبل الحوثيين”، مشيراً إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة حول عدد البهائيين الذين هاجروا إلى دول أخرى.
ويضيف المتحدث باسم الديانة البهائية في اليمن: “على دول العالم والدول الأوروبية أن تضغط على إيران والحوثيين من أجل ترك البهائيين وشأنهم، فهم يحترمون القوانين، وكل ما في الأمر أنهم اعتنقوا هذا الدين بإرادتهم، ويريدون العيش بسلام والمساهمة بخدمة مجتمعاتهم”.
ووفقاً لموقع الجامعة البهائية العالمية، وهي منظمة عالمية غير حكومية تمثل البهائيين لدى الأمم المتحدة، فإن البهائيين ينتشرون في أكثر من مئتين وخمسة وثلاثين بلداً، ويمثّـلون أصولاً دينية مختلفة وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة.
وتقول الجامعة البهائية العالمية إن الدين البهائي يحث أتباعه على الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له، ويعترف بوحدة الرسل والأنبياء دون استثناء، وتضيف على موقعها الإلكتروني: “البهائيون على اختلاف أصولهم يُصدِّقونَ بما بين أيديهم من الكتب السماوية، ويؤمنون بالرسالات السابقة دونما تفريق”.
ويمنع الدين البهائي -بحسب الجامعة- أتباعه من الاشتغال بالأمور السياسية والحزبية ويشجعهم على “الولاء والصدق والصفاء في علاقاتهم مع حكوماتهم وعلى خدمة أوطانهم ورفع شأن مواطنيهم”.
وبسبب تحريم العمل السياسي وحمل السلاح في الديانة البهائية، كما يقول العلفي، فإنه لا يرى أي مبرر للدول التي تلاحق معتنقي الديانة البهائية.