الحوثيون يزيدون مخاطر إشعال الحرب في مياه الخليج
استهداف منشآت حيوية في السعودية تؤثر على صادرات النفط مع توتر في مياه الخليج بين إيران والولايات المتحدة يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
توترت المنطقة بشكل كبير منذ مطلع الأسبوع، مع تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة وإيران بمحاولة افتعال حرب على مياه الخليج العربي، لن يسلم منها بقية دول الشرق الأوسط. ويزيد الحوثيون احتمال حدوث هذه الحرب باستهداف المنشآت النفطية.
استهدفت جماعة الحوثي -المتهمة بتلقي دعم من إيران يشمل صواريخ باليستية وطائرات دون طيار حديثه، يوم الثلاثاء- محطتين لضخ النفط في السعودية.
أعلن الحوثيون عن العملية في وقت مبكر صباح الثلاثاء، وقالوا إنها 7 طائرات مسيرة استهدفت المنشآت السعودية الحيوية. بعد ساعات أعلنت المملكة -التي لم تتهم الحوثيين بشكل مباشر- الطائرات المفخخة ضربت محطتين لضخ النفط فيما وصفته بأنه عمل إرهابي “جبان”.
وارتفعت أسعار النفط بعد نشر أنباء الهجوم على المحطتين ضخ تقعان على مسافة نحو 320 كيلومترا غربي العاصمة الرياض. وارتفع سعر خام القياس الأوروبي برنت 1.20 بالمئة ليجري تداوله بسعر 71.07 دولار للبرميل بعد ساعة من إعلان السعودية.
وأعلنت أرامكو إغلاق مؤقت لخط الأنابيب شرق-غرب المعروف باسم بترولاين لحين تقييم الأضرار. وينقل خط الأنابيب الخام من الحقول الشرقية في المملكة إلى ميناء ينبع الواقع على البحر الأحمر شمالي مضيق باب المندب.
هذا الأسبوع أيضاً أعلنت الإمارات تخريب 4 سفن شحن قبالة ميناء الفجيرة، وهي حوادث نادرة في مياه الخليج، ولم تكشف الإمارات عن طبيعة الهجوم على ناقلات قرب الفجيرة وهي ميناء رئيسي لتزويد السفن بالوقود يقع خارج مضيق هرمز مباشرة، ولم تلق اللوم على أي طرف أو دولة.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على معلومات الاستخبارات الأمريكية يوم الثلاثاء لـسوشيتد برس أن إيران متهم رئيسي في عملية التخريب التي وقعت يوم الأحد رغم أن واشنطن لا تملك دليلا قاطعا.
ونفت إيران تورطها في الأمر ووصفت الهجوم على أربع ناقلات تجارية بأنه “مقلق ومروع” ودعت إلى التحقيق في الأمر.
120 ألف جندي
ويوم الثلاثاء قالت صحيفة نيويورك تايمز إن البيت الأبيض يراجع الخطط العسكرية ضد إيران والتي قد تؤدي إلى إرسال 120 ألف جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران القوات الأمريكية أو كثفت العمل على الأسلحة النووية. قدم وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان الخطة في اجتماع لكبار مساعدي الأمن في إدارة دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إن من بين من حضروا اجتماع الخميس مستشار الأمن القومي في ترامب جون بولتون ومدير وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبيل ومدير المخابرات الوطنية دان كوتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد.
لكن ترامب نفى ذلك.
وحذرت إيران دونالد ترامب من أن جيشها “جاهز تمامًا لأي احتمال” في الشرق الأوسط وسط توترات متصاعدة بين البلدين.
وزاد ترامب الضغوط الاقتصادية على إيران، وتحرك لوقف صادرات النفط الإيرانية نهائيا في محاولة لدفع طهران إلى كبح برامجها النووية والصاروخية، وإنهاء دعمها لوكلاء لها في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، مستشهدا بالتوترات المتزايدة في المنطقة، إن الأمم المتحدة “تدعو جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس من أجل السلام الإقليمي، بما في ذلك من خلال ضمان الأمن البحري وحرية الملاحة”.
يقول محللون إن تصاعد التوترات في الخليج أظهر خطر المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، حتى لو كان من المرجح أن يتسم أي صراع بحرب العصابات بدلاً من معارك واسعة النطاق.
صراع دون عمل استفزازي
يرى علي واعظ مسؤول الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها في واشنطن متحدثا لوكالة فرانس برس، أن “احتمال حصول مواجهة ولو بدون عمل استفزازي مرتفع” في ضوء تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
ورأت آغات دوماريه مديرة التوقعات في قسم البحوث والاستشراف من مجموعة “ذي إيكونوميست” في لندن “هناك مخاطر اشتعال فعلية”.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت الإثنين “نحن قلقون من خطر إندلاع نزاع عن طريق الخطأ”، وهو تحديدا قلب المشكلة برأي الخبراء الذين يخشون اندلاع شرارة وانتشارها في المنطقة.
ورأى دوني بوشار مستشار شؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أنه “من المفترض منطقيا ألا تنزلق الأمور الى ما هو أبعد، لأن هناك من الطرفين من يحاول تهدئة الوضع”،
إذ رأى أن إيران لا تزال تلتزم ضبط النفس في الوقت الحاضر، أشار إلى وجود “متهورين في الطرفين، مع بولتون في الولايات المتحدة والحرس الثوري في الجانب الإيراني”.
يرجّح واعظ سيناريو يقوم على “شنّ الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً محدوداً ضد إيران، التي قد تردّ بصورة محدودة، فيما يأمل الطرفان في أن يحافظ الجميع على هدوئهم”.
لكن الشرارة يمكن أن تأتي من جانب حلفائهما أو جهات فاعلة غير الدول. فيوضح “على سبيل المثال، إذا أطلق الحوثيون في اليمن صاروخاً على ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، يمكن أن يطال الرد إيران” حليفة الحوثيين، نظراً إلى الموقف الأميركي الذي يتوعد طهران بردّ “شديد على أي هجوم ضدّ مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها”.
وقد يحصل ذلك خصوصاً إذا استهدفت هجمات محتملة عصب الحرب في جميع دول المنطقة وهو النفط، على غرار ما أظهرته أعمال التخريب الغامضة التي تعرّضت لها السفن قبالة السواحل الإماراتية والتي ساهمت في تصعيد التوتر.
وترى دوماريه “إذا استُهدفت صادراتهم النفطية وباتت الأسواق مشككة في امكانية الوثوق بقدرات التصدير لدى هذه الدول، فهذا ما يمكن أن يكون الضربة الأوجع”.