هذا الصباح تذكّرت قوله تعالى:” ولا تستفت فيهم منهم أحدا”، قلت هي إذن وما كانت تلك الجملة إلا من هذه الآية الكريمة، لا تستفت، ولا تصدّق.
منذ ثلاثة أيام وهذه الجملة تطرق رأسي: “ولا تصدّق منهم أحدا”، وبإحساس قوي شعرت أنني قد قرأتها في مكان ما، أقول في نفسي هذه الجملة ليست لي بالتأكيد حتى وإن بدْت بسيطة ويمكن لأحد أن يقولها دون جهد بالغ أو عناء في التفكير، إلا أنني لا أحب أن أرتاب فيما أظنه لي. بحثت في جوجل علّه يوصلني لصاحب الجملة التي قد تكون وردت في بيت شعري، أو قصة أو ما إلى ذلك لكن لم أجد لها صاحب!
هذا الصباح تذكّرت قوله تعالى:” ولا تستفت فيهم منهم أحدا”، قلت هي إذن وما كانت تلك الجملة إلا من هذه الآية الكريمة، لا تستفت، ولا تصدّق.
دائمًا أشعر بالخوف عندما أكتب، هل ما كتبته لي حقًا أو أنه ما تبقى في الذاكرة من أشياء كنت قد حفظتها سابقًا واستوطنت في الذاكرة، ورحت أعيد صياغتها وأضع لها مكانًا من جديد!
مرة، قالت لي صديقة إنها تركت كتابة الشعر بعد أن عرفت أن ما كانت تكتبه لم يكن إلا ما حفظته من قصائد لدرويش ولكن بطريقة لا تدركها وبدون إرادة ظنت أن ما كتبته من بنات أفكارها، وبعد فترة توقَفَتْ عن الكتابة وراحت تقرأ ما كتبته سابقًا، اكتشفتْ أن ما كتبته ليس إلا لغيرها حتى وإن غيّرت مفردات الجملة، كان المعنى يوصلها لغيرها.
حين استأذن أبو نواس خلف الأحمر في نظم الشعر طلب منه أن يحفظ ألف مقطوعة للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة وغير ذلك ثم يعود إليه، بعد ذلك عاد أبو نواس وقد حفظ كل ذلك، طلب منه الأحمر أن ينسى كل ما حفظه، حاول أبو نواس نسيان كل ما حفظه عن ظهر قلب وفعل ذلك ثم عاد، قال حين ذاك له الأحمر الآن تستطيع نظم الشعر.
بطريقة أو بأخرى، نحن نعيد ما كتبه الآخرون، حتى وإن بدت الصورة مختلفة لكنها قد تحيلنا للمعنى ذاته، لم يعد في الأمر أي ابتكار أو انتاج لدهشة جديدة، مع ذلك نستمر في الكتابة لأسباب عامة أو لدوافع خاصة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.