وزير الخارجية الأمريكي يصل إلى بغداد في زيارة غير معلنة
بومبيو سيلتقي خلال زيارته رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يمن مونيتور/ أ ف ب:
وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة العراقية في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً وتأتي وسط تصعيد في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضح مصدر حكومي عراقي لوكالة “فرانس برس” أنّ بومبيو سيلتقي خلال زيارته رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى بغداد آتياً من فنلندا بعدما ألغى زيارة كان مقرراً أن يقوم بها إلى ألمانيا بسبب “مسائل ملحّة” وفق ما أعلنت المتحدثة باسمه.
ومن المتوقع أن يتوجه بومبيو بعد ذلك إلى لندن.
وتأتي هذه الزيارة، وهي الثانية لبومبيو إلى بغداد منذ بداية العام، وسط ازدياد التوتر في المنطقة بين الولايات المتحدة وخصمها اللدود إيران، بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت قبل يومين حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط في مناورة مصحوبة بتحذير “واضح لا لبس فيه” من البيت الأبيض إلى إيران.
وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان إنّه أمر الأحد بنشر مجموعة لينكولن البحرية الضاربة المكوّنة من حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” وقطع بحرية مرافقة لها إضافة إلى مجموعة قاذفات “ردّاً على مؤشّرات حول وجود تهديد جدّي من قبل قوات النظام الإيراني”.
وكان بومبيو قال لصحافيين الإثنين “كوزير للخارجية، لدي مسؤولية الحفاظ على سلامة الضباط الذين يعملون معي في كل يوم في جميع أنحاء العالم. ويشمل ذلك أربيل وبغداد، وفي منشآتنا في عمّان، في كلّ أنحاء الشرق الأوسط”.
وأضاف “في أي وقت نتلقى فيه تقارير عن تهديدات، أشياء تثير المخاوف، نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن تلك الهجمات المخطط لها لن تحدث”.
وسارعت طهران إلى التنديد بالخطوة الأميركية، معتبرة إرسال حاملة طائرات أميركية إلى الشرق الأوسط خبراً قديماً “فقد أهميته”، وفق الوكالة الرسمية الإيرانية.
– على لائحة “الإرهاب” –
وكان الرئيس دونالد ترامب قرر في الثامن من أيار/مايو 2018 الانسحاب من الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي اعتبره متساهلاً للغاية.
ومذاك، وخلافا لرغبات حلفائه الأوروبيين الذين ما زالوا متمسكين بهذا الاتفاق، واصل رئيس الولايات المتحدة تعزيز “حملته لممارسة ضغوط قصوى” على النظام الإيراني.
واتخذت واشنطن قرارا غير مسبوق في نيسان/أبريل الماضي، بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ”المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
وسارعت إيران الى الرد على القرار الأميركي “غير الشرعي والطائش”، مع تأكيدها أنها تعتبر منذ الآن “نظام الولايات المتحدة +نظاماً راعياً للإرهاب+ والقوات الأميركية في الشرق الأوسط مجموعات إرهابية”.
ويشكل العراق ملتقى استثنائيا لهاتين الدولتين، المتعاديتين، والمتحالفتين مع بغداد على حد سواء.
فالحرس الثوري من الداعمين لبغداد في سنوات الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مع تنسيق قائد فيلق القدس قاسم سليماني للمعارك في مناطق عدة.
وبعيد دحر الجهاديين في نهاية العام 2017، واصل سليماني عمله التنسيقي، ولكن على الصعيد السياسي، بلقائه مع قادة مختلف الأحزاب لتشكيل تحالفات سياسية، إضافة إلى وجود فصائل مسلحة مقربة من إيران، وهو ما يثير قلق واشنطن.
لكن رغم ذلك، فلا وجود للحرس الثوري رسميا في العراق، وما زال غير واضح ما إذا كانت العقوبات على إيران ستطال شخصيات عراقية أو مؤسسات أو تنظيمات عسكرية.
أما واشنطن، فقادت قوات التحالف الدولي الذي كانت ضرباته الجوية عاملا حاسما في القضاء على التنظيم المتطرف على مدى السنوات الماضي.
وشددت بغداد مراراً على أنها تسعى إلى علاقات طيبة مع طهران وواشنطن، خصوصاً وأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة العام الماضي على إيران، قد تؤثّر سلباً على الاقتصاد العراقي.
وكان العراق استحصل من واشنطن على استثناء من العقوبات التي طالت مؤسسات الطاقة والمال الإيرانية العام الماضي، ما أتاح لبغداد مواصلة استيراد الغاز والكهرباء من طهران.