في يومهم العالمي.. صحفيو اليمن ضحايا “القتل والتشرد والاعتقال”
حرية التعبير في اليمن تمر بأسوأ مراحلها يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعة خاصة
ما بين قتل واختطاف وتعذيب وتهديد، يتلخص واقع الصحفيين في اليمن، مع دخول الحرب عامها الخامس، في ظل استهداف ممنهج يطال رسل صاحبة الجلالة شمال وجنوب البلاد.
وصادف يوم الجمعة، اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف الثالث من مايو من كل عام، غير أن حالة حرية التعبير في اليمن بحالة تراجع حقيقي.
ويعيش الصحفيون اليمنيون في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين واقعاً مرعباً حيث تلاحق الجماعة الصحفيين والناشطين الحقوقيين بشكل مفرط في القسوة والقمع الممنهج وعبر إلحاق تهم الإرهاب بكل من يخالفها الرأي”.
ومنذ صيف 2015 يقبع أكثر من عشرة صحفيين في سجون الأمن السياسي بصنعاء في ظروف شديدة الخطورة حيث تمارس عليهم ألوان من التنكيل والتعذيب الوحشي.
فيما تم إحالة نحو 11 صحفياً مؤخراً للمحاكمة والتحقيق بصورة منافية للقانون في محاكم غير دستورية وتعرضوا لصنوف متعددة من التعذيب وفقا لتقارير حقوقية وعالمية.
وجددت عدد من المنظمات الحقوقية المحلية والعالمية مطالبتها للحوثيين بسرعة الإفراج الفوري عن المعتقلين من الصحفيين والسياسيين.
ظروف بالغة القسوة
وبمناسبة اليوم العالمي للصحافة هنأت نقابة الصحفيين اليمنيين، الوسط الصحفي وكل صحفي العالم بهذه المناسبة التي تأتي في ظل ظروف صعبة بالغة القسوة تعيشها حرية الصحافة في اليمن والبلدان العربية.
وأفادت النقابة: أنها تثمن نضالات الصحفيين وكفاحهم من أجل نيل حريتهم والدفاع عن الحريات العامة.
وأضاف البيان: إن النقابة لا تنسى تضحيات 39 شهيدا من الصحفيين قدموا أرواحهم ثمنا للحقيقة، منذ الثورة الشعبية في 2011م وسنوات الحرب وحتى اليوم، و17 صحفيا لايزالون مختطفون لدى جماعة الحوثي وصحفي لدى تنظيم القاعدة ويتعرضون للتعذيب والمعاملة القاسية.
وأكدت أننا يتملكنا الغضب اليوم وعشرة من زملائنا الصحفيين يتعرضون للتعذيب في اقبية اجهزة المخابرات بعد أربع سنوات من الاخفاء والحجز التعسفي والمعاملة القمعية وأخرين لا نعرف عن اوضاعهم شيء سوى وجع مضاعف لوحشية منفلته تمارس العنف والعداء بحق المختطفين.
وتوعدت النقابة إزاء ذلك ببذل كل الجهود من اجل عدم إفلات منتهكي حرية الصحافة والمعتدين على الصحفيين من العقاب وأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
وأكدت أن معاناة الصحفيين اليمنيين الكبيرة تستدعي وقوف كل المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير المحلية والعربية والدولية للوقوف بجانب الصحفيين اليمنيين والتخفيف من معاناتهم والضغط على أطراف الصراع لإيجاد بيئة مناسبة وآمنة للعمل الصحفي واحترام مهنة الصحافة وحق الحصول على المعلومات وإطلاق كل مستحقاتهم.
واستنكر الاتحاد الدولي للصحفيين ما يتعرض له الصحفيين المعتقلين في سجون جماعة الحوثي من التعذيب والقمع، مطالبا بسرعة الإفراج عنهم.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي ” اننا ندين كل أشكال العنف ضد الصحفيين ونطالب الحوثيين الامتثال للمعايير والمعاهدات الدولية. وستتم محاسبة جميع المتورطين في اعتقال زملائنا وتعذيبهم”.
ودعا بيلانجي “وكالات الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى اليمن لإدراج هذه الفظائع في تقاريرهم الرسمية إلى هيئات الأمم المتحدة واتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة زملائنا وصحتهم.”
حرية التعبير في أسوأ مراحلها
من جانيه أكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان( hritc ), أن حرية التعبير في اليمن تمر بأسوأ مراحلها اليوم.
واوضح المركز في بيان له أن الصحفيون في اليمن يعيشون حالة رعب حقيقية وبشكل متزايد على حياتهم ومصدر رزقهم جراء تنامي حالة القمع التي يتعرضون لها في البلاد.
وأضاف” يعيش الصحفيون اليمنيون في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين واقعا مرعبا حيث تلاحق سلطات مليشيا الحوثي الصحفيين والناشطين الحقوقيين بشكل مفرط في القسوة والقمع الممنهج وعبر إلحاق تهم الإرهاب بكل من يخالفها الرأي”.
وناشد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان المجتمع الدولي وعلى رأسهم أمين عام الأمم المتحدة الضغط للإفراج الفوري عن المعتقلين من الصحفيين والسياسيين في سجون الحوثي كونهم في خطر متزايد على حياتهم.
وقال المركز أن مصادرة الحريات باليمن وبالذات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين شمل مصادرة كافة مؤسسات الإعلام وسحب اي تراخيص عمل لأي مؤسسة أو فرد لا يخدم مصالح الجماعة المسلحة. كما شملت الإجراءات ملاحقة أي نشاط على الفضاء الإلكتروني وتهديد كامل لبيئة الإعلام والنشاط الفكري.
نشطاء ينتقدون التجاهل الأممي
وتضامن العشرات من النشطاء على مواقع التواصل مع الصحفيين وحرية الصحافة في اليمن إزاء ما تتعرض له من قمع ممنهج وانتهاكات متواصل بحق رسل صاحبة الجلالة.
يقول الصحفي “عبد الله المنيفي” وهو معتقل سابق لدى الجماعة إن العشرات من رواد الصحافة اليمنية مختطفون ومخفيون في سجون الحوثيين منذ قرابة ٥سنوات فما دور المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرية الرأي والمجتمع الدولي ومجلس الأمن في حماية الصحفي اليمني؟!
من جانبها أفادت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة أن إطلاق سرح الصحفيين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان من ضمن نقاط اتفاق ستوكهولم ذات الأولوية.
وأضافت “مشهور” يحق لنا في هذا اليوم توجيه السؤال للمبعوث الأممي مارتن غريفيث ونسأله إلى أين مضى الاتفاق تحديداً في هذا الملف الذي كان ينبغي إنجازه في منتصف يناير ٢٠١٩.
ولفت الناشط “صدام المدني” إلى أن صحفيو العالم يحتفلون في الـ 3 من مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة إلا في اليمن تجدهم يحتفلون داخل معتقلات وسجون وزنازين مليشيا الحوثي الارهابية، دون أن يحرك العالم ساكناً تجاههم