بلغ بهم الأمر انهم يوقفون الناس في النقاط وبدون تميز بين صغير وكبير، طفل وشيخ، رجل وامرأة المهم انسان.. بلغ بهم الأمر انهم يوقفون الناس في النقاط وبدون تميز بين صغير وكبير، طفل وشيخ، رجل وامرأة المهم انسان..
هدفهم البحث عن كرتون زبادي ليمزقوه، ولتر ديزل ل”يكرعوه” ودبة غاز ليفرغوها وكيلو بسباس اوطماط أوبطاط أوفاكهة أوعلبة دواء ليحرقوها و يمنعوا دخولها، وحتي ماء الشرب يمنعوا وصوله إلى سكان مدينة تعز.
صار الحصول على دبة ماء شرب عملية شاقة ومتعسرة… والموت عطشا يلوح في الأفق أمام عالم يغني بحقوق الانسان ومحاربة الارهاب.
تتحدث الحاجة “زينب” بحزن واسى : “والله يابني جزعنا اني وابني وبناتي الثلات كل مكان (ندور ) دبة ماء نشرب ماحصلناش….. نفسي احسها شتخرج من قبة رأسي ….ذحين كيف أعمل والشيبة بالبيت مريض بالسكر من يومين مامعوش دواء … مو اقله الان مافيش ماء؟ ….الله يحكم بيننا وبين الظالمين …..احنا لازمين بحبل الله الذي لاينام ولايغفل”.
جريمة جماعية لم يسبق لها مثيل ؟
حتي الاستعماريين العتاة عبر التاريخ الذين غزوا امما اخرى وارتكبوا مذابح جماعية مثل هولاكوا وجنكيز خان والاستعمار الخارجي بتاريخه لم يفكر مجرد تفكير أن يمنع الماء والخبز عن عامة الناس كعقاب جماعي.
وكفار قريش في حصار هم للرسول صلى الله عليه وسلم وبني هاشم في الشعب، لم يستحدثوا نقاط تفتيش ليمنعوا دخول الماء والخبز ولم يقتلوا الأطفال والنساء عشوائيا ولا انتقاء ودفعتهم أخلاق الا نسانية وقيم العروبة ووشائج الرحم والحياة من الناس والخوف من الفضيحة لانهاء الحصار الذي لم يكن بهذه الصورة الفظيعة التي يمارسها اليوم باسم الانتساب لبيت النبوة ….حتى أبو لهب سيعلن براءته مماتفعلوه، ما بالك أبوطالب ناهيك عن من ارسله الله رحمة للعالمين!
فبأي شريعة أو نهج ترتكبون فظائعكم ضد الأطفال والمدنيين، وتمنعون الخبز والماء ليموت الأطفال والنساء عطشا، ثم يأتي منكم من يتحدث عن الرحمة، ويروي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (عن رجل دخل الجنة لانقاذه كلبا من العطش). ( وعن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الارض) ستبررون باسم الله كل فظيعة وسيأتي منكم من يقول بأن من تحاصروهم وتمنعوا عنهم الماء هم ( اخس) من الكلاب وربما تثبتون بالدليل أنكم رحماء بالكلاب، فهم يعيشون بينكم طوافون والكلاب على كثرتهم في تعز لم يخاف منهم كلب ولم يقتل أو تقطع يد أو أطراف جروٍ صغير، بل يأكلون من طعامكم آمنين، في وقت يقتل الأطفال والناس ويمنع عنهم الماء والخبز والدواء بدون ذنب.
أما لماذا تعاملون تعز على هذا النحو، ببساطة ستقولون (دواعش) وكفاراً، وتحمدون الله على نعمة الاسلام؟
لكنكم لا تعلمون أن الاسلام لا يجيز قتل أو حصار النساء والأطفال والآمنين وقتلهم عطشا ولو كانوا كفارا ووثنيين فعن أي جهاد و اسلام تتحدثون ؟ كما ينكر ذلك العرب في أشد مراحل الجاهلية.
إنه السقوط والفضيحة التي ستدع “ام جميل”، حمالة الحطب ، تخرج من قبرها تشد شعر رأسها وتصرخ : الله يخزيكم لا تعرفونا ولا نعرفكم ما هكذا تورد الابل !
وسيصيح ابو لهب : واللات والعزى لقد فضحتونا بين سائر العرب تبا لكم ابد الدهر ؟؟؟
للأسف الشديد هذه الجريمة التي تمارس على تعز فاقت كل أوصاف الانتهاكات تشارك فيها منظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة ومندوبوها بصمتهم وتغاضيهم.
والأصل أن يصرخ العالم صرخة واحدة ضد هؤلاء الوحوش، فهم يتشجعون بصمت العالم الذي يقول صباح مساء بأنه يحارب “الارهاب” ضد البشرية ثم يصمت أمام جرائم إبادة ولا يتحدث ولو همسا ضد مليشيات الحوثي في تعز التي تنهب معونات الأمم المتحدة الاغاثية لسكان المدينة “عيني عينك”، ناهيك عن حصار مضروب لمنع كل أسباب الحياة ..
وإذا لم يكن هذا ارهاباً وحرب ابادة فماذا يعني الارهاب في قاموس المجتمع الدولي ؟؟؟
أما أبناء تعز نساء ورجالا أطفالا وشيوخا فسيظلون شامخين بكرامتهم ولن ينكسروا ولن يذلوا، وبإمكانكم سرقة الخبز من أفواه الأطفال والماء من اكف العطشى والدواء من أمام المرضى ولو وجدتم وسيلة لمنعتم الهواء ، لتحلموا أن تصبحوا ذات يوم بأن (كانت هنا مدينةاسمها تعز )
والتي تتجه بوجعها إلى السماء برأس مرفوع إلى العرش واثقين بأن الله منتقم يمهل ولايهمل وأن النصر حليفهم.
وماتفعلوهو ايذاناً بالنهاية، و بدنوا عقاب الجبار المنتقم،(ولله جنود السموات والأرض)
ولكنكم قوم طاغون …..ولكنكم قوم تجهلون.