قبول مفرغ من مضمونه بالقرار ٢٢١٦
القول إن الحوثيين وصالح قد قبلا بتنفيذ القرار ٢٢١٦ بناء على رسالتيهما التي وجهاها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، هو قول غير صحيح، فالقبول المشروط بالبنود السبعة المرفقة في الرسالتين، هو قبول مفرغ من مضمونه، وهو أقرب إلى الرفض منه إلى القبول بتنفيذ القرار.
تقدير موقف- خاص ليمن مونيتور- عبدالله دوبله
القول إن الحوثيين وصالح قد قبلا بتنفيذ القرار ٢٢١٦ بناء على رسالتيهما التي وجهاها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، هو قول غير صحيح، فالقبول المشروط بالبنود السبعة المرفقة في الرسالتين، هو قبول مفرغ من مضمونه، وهو أقرب إلى الرفض منه إلى القبول بتنفيذ القرار.
فالنقاط السبع هي تناقض ولا تنسجم مع مضمون القرار الدولي، حتى أنها لا تعكس وجهة نظر لتفسير القرار، وإنما تأتي من خارجه تماما، فالقبول بالقرار يلزم الحوثيين وصالح بإنهاء مظاهر الانقلاب وسحب ميليشياتهم المسلحة من المدن والعاصمة دون قيد أو شرط، أو أي مقابل سياسي أيضاً، كاشتراط عودة الحكومة كحكومة مؤقتة، فالقرار الدولي لا يخول الحوثيين وصالح بوضع مثل هذه الاشتراطات.
قبول الحكومة بقبول الحوثيين وصالح بتنفيذ القرار ورفضها للبنود السبعة هو موقف صحيح وينسحم مع روح ومضمون القرار ٢٢١٦، وعلى عكس ما قد يبدو من هذه الخطوة الحوثية العفاشية، يمكن القول إن الحوثي وصالح لا زالا يناوران و أنهما غير جادين فعلاً في الذهاب إلى الحلول السياسية.
لكن، حين يكون التحالف “الحوثي العفاشي” هو الطرف الذي يخسر عسكرياً، يكون الاستمرار في المناورات، وتأجيل الذهاب إلى الحل السياسي هو غباء من قبلهما وليس ذكاء، إذ ليس هناك ما قد يكسبه الحوثي وصالح عسكرياً من وراء هذا التأجيل، وعلى العكس من ذلك، هما يقدمان الوقت للتحالف العربي والشرعية التي يدعمها لتحقيق المزيد من الانتصارات العسكرية ليس إلا، وحينها ما قد يكون ممكناً الآن لن يكون كذلك في المستقبل.