(انفراد) طوارئ “الكوليرا” الحوثية تتحول إلى ابتزاز وجبايات
أعلن الحوثيون شهر ابريل/نيسان الجاري عن حالة طوارئ لمواجهة وباء الكوليرا في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة لكن الحالة خرجت عن مسارها لتتحول إلى ابتزاز يطال التُجار والمزارعين في العاصمة.
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
أعلن الحوثيون شهر ابريل/نيسان الجاري عن حالة طوارئ لمواجهة وباء الكوليرا في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة لكن الحالة خرجت عن مسارها لتتحول إلى ابتزاز يطال التُجار والمزارعين في العاصمة.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة الخاضعة للحوثيين لـ”يمن مونيتور” إنه حتى الآن لم يتم وضع حلول دائمة لمواجهة الوباء وأن الابتزاز يمارسه المسؤولون عن الحملة وتستهدف الجميع بما في ذلك مُلاك المطاعم.
وقال مزارعون في مديرية بني الحارث لـ”يمن مونيتور” إنهم يدفعون أمولاً للحوثيين لإدخال الخضروات إلى العاصمة، بحجة مكافحة الكوليرا.
وقال حميد أحد المزارعين لـ”يمن مونيتور” إنهم يدفعون حسب الحمولة التي يدخلونها إلى العاصمة من عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف. مضيفاً: إذا كانت مزارعنا سبب في الكوليرا فليقوموا بفحصها أو سنقلعها بأيدينا كل ما فعلوه طلبوا أموالاً أكثر ومن يرفض يتم أخذه للسجن أو يتم إتلاف بضاعته.
وتزود “بني الحارث” العاصمة بالخضروات.
ولفت مزارع أخر أن هناك مزارع معروف أنها تُسقي من مياه المجاري ومع ذلك الحوثيون لا يوقفونها لأنها تدفع أموال أكثر.
قرار كارثي
محمد الحبابي، مواطن يقول لـ”يمن مونيتور”: هذا يعد قرار كارثي كيف يتم منع دخول الخضروات التي يتم سقيها من المجاري إلى صنعاء، بمعنى أن جماعة الحوثي تدرك تماماً ان هناك مزارع ماتزال تستخدم مياه المجاري للعمل في هذه المزارع، ولا تقوم بمعقابتها.
وقال: يعني يأخذوها إلى المحافظات الأخرى المجاورة مثل عمران وحجة وغيرها يعد أمراً طبيعياً.
يكشف أكرم الحجاجي أحد الساكنين في منطقة الرحبة عن عملية ابتزاز يستخدمها مسلحي الحوثي في المزارع الخاصة بالخضراوات منذ انطلاق حملة الطوارئ المعلن عنها لمواجهة جائحة الكوليرا.
يقول الحجاجي، لـ”يمن مونيتور”: انطلق أثنى عشر طقم مسلح عليه عشرات الحوثيين المسلحين إلى منطقة الرحبة التابعة لمديرية بني الحارث لاعتقال المزارعين المخالفين ومن يقومون بري مياه الصرف الصحي لمزارع الخضراوات واحتشدنا لمشاهدة العمليات الوقائية التي سيتم تنفيذها ونحن في ترقب شديد لما سيترتب عليه الإجراءات الوقائية.
وقال: لم نكد نستوعب بأن المسلحين تقاضوا مبالغ مالية من المزارعين وتم تجميع المبالغ من المزارعين وغادروا المنطقة دون تقديم أي حلول أو حتى توقيف عدد من المزارعين واكتشفنا المهزلة والابتزاز والارتزاق وانه لا وجود لأي إجراءات وقائية.
ابتزاز المزارعين
علي الخطري، بائع خضار، يقول لـ”يمن مونيتور”: رغم توجيهات أمين العاصمة حمود عباد -المعين من قبل جماعة الحوثي – بمنع وسائل النقل المحملة بالخضروات القادمة من مزارع الرحبة في بني الحارث التي يتم ريها بمياه المجاري أو المياه الراكدة المحيطة بمحطة المعالجة خلف مطار صنعاء إلا أن السيارات تدخل إلى الأسواق وتقوم بتوريد بشكل يومي مع أخذ مبالغ مالية منهم كنوع من الابتزاز ما أضطر المزارعين لرفع الأسعار علينا في الخضروات.
وأضاف: أنا وبقية البائعين تصلنا الكميات المخصصة من الخضروات بشكل يومي من الرحبة ولم تنقطع يوماً واحداً وإنما شهدنا ارتفاعاً سعرياً بسبب فرض غرامات مالية على المزارعين.
مليون ونصف
وفي حين ترفض حكومة الحوثيين استقبال أي لقاحات خاصة بمرض الكوليرا تضغط بقوة على الأمم المتحدة لتحويل مساعدتها إلى علاجات ومعدات طبية خاصة بدعم جبهات قتالهم ومعالجة جرحى جماعة الحوثي.
وانتشرت الكوليرا في جميع أنحاء اليمن في أواخر عام 2016 وطوال معظم عام 2017 وعام 2018. وانحسرت في أواخر العام الماضي، لكنها انتعشت مرة أخرى في عام 2019. وأدت الطفرة الجديدة في هذا المرض إلى حدوث ما يقرب من 150،000 حالة إصابة بالكوليرا وحوالي 300 حالة وفاة منذ بداية هذا العام. أول حملة للقاح الكوليرا في اليمن لم تبدأ حتى مايو/أيار 2018 في الجنوب وأغسطس/آب 2018 في الشمال.