المتابع اليوم للمشهد اليمني جنوبا وشمالا، يتبادر للذهن السؤال ماهي معركتنا اليوم؟ وهل هي امتداد لنضال الامة في الحرية والاستقلال والسيادة والدولة الوطنية التي ننشد؟ أم هي انتكاسة لذلك النضال تديره الثورة المضادة لتعيق مسار تحرير واستقلال الامة وسيادتها؟
لكل أمة معركتها، تعترضها التحديات والعراقيل، وتتعرض للانتكاسة والخذلان والمؤامرات، لكنها تظل عنوانا رئيسا لتحفيز الامة على الانتصار لها، كفكرة تحمل قيم ومبادئ واخلاقيات النضال.
لا معنى لمعركة لا تحمل هدف وطني وانساني وحضاري، تفضي لنهضة هي ثمرة نضال الامة، وهي عملية تتحقق تدريجيا في مسار مثخن بالتجارب والارث النضالي المتراكم، الذي يتطور كأدوات وافكار ومشاريع، ولا يمكن له أن يتطور دون أن يكون مبني على تجارب وتراكمات مسيرة نضال الامة، ليكن مسار اليوم هو امتداد لذلك النضال، يأخذ ما هو مفيد ومجدي ويتخلص مما هو معيق وغير مجدي.
المتابع اليوم للمشهد اليمني جنوبا وشمالا، يتبادر للذهن السؤال ماهي معركتنا اليوم؟ وهل هي امتداد لنضال الامة في الحرية والاستقلال والسيادة والدولة الوطنية التي ننشد؟ أم هي انتكاسة لذلك النضال تديره الثورة المضادة لتعيق مسار تحرير واستقلال الامة وسيادتها؟
الكل يتبنى في خطابه معركة الحرية والاستقلال والسيادة، والواقع انهم مجرد أدوات للاعبين طامعودين بالبلد وخيراته ومقدراته، في معظمهم مرتهنون لأجندات اقليمية دولية، جعلت من البلد ساحة لصراعات مدمرة، لا معركة وطنية واضحة لديهم، فقط مجرد شعارات رنانة تدعي الحرية والاستقلال واستعادة الدولة.
عندما تبحث عن الحرية لا وجود لها في ثقافتهم ولا سلوكهم ولا استراتيجيتهم السياسية، والاستقلال في ظل وجودهم مستحيل باعتبارهم أدوات مرتهنة وتعلن دون خجل ارتهانها وتبعيتها بتبريرات سخيفة، أما استعادة الدولة فلكل جماعة صغيرة تتبنى مشروع دولة تخصها، هناك من يحلم بدولة الإمامة، وآخر دولة الخلافة، وآخر دولة ما قبل الثورات التحررية يحلم بالإقطاع والسلاطين، والاستبداد يستثمر كل ذلك ليبني دولته.
والمزعج عندما تجد المثقف يراهن على النفوذ القبلي والعسكري كطوائف ومناطق، بل يتحول لبوق مروج لكل ذلك، هي بوادر غير مشجعة لوعي لا يخدم معركة الامة الوطنية والانسانية، ولا يبني دولة وطنية، دولة المواطنة والحريات والعدالة الاجتماعية التي فيها الكل شركاء في وطن يجمعهم.
لم يتصور المفكرون والباحثون يوما أن ينتكس اليمن، ليكن تحت رحمة دويلات بلا هوية ولا تاريخ، اليمن هذا البلد العريق والراسخ جذوره في عمق التاريخ، المثخن بالتجارب الانسانية والنضالية، اليمن وممالكه القديمة التي كانت تشمل أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية، واليمن الذي عرف الدولة الحديثة والجمهوريات وثورتي سبتمبر واكتوبر العظيمتين، اليمن والوحدة والديمقراطية والبرلمان، رغم مالها وما عليها هي تجارب بحاجة لتقييمها ودراستها، وتطويرها لتكن رافدا لمسار نضال اليوم لرسم أوجه المستقبل.
المشهد اليوم، يقفز عن تجارب الامة وأدوات الوعي فيها، المقصين اليوم عن المشهد بمبررات سخيفة أيضا، و يترك المجال لأدوات خالية من تجارب ووعي نضال الامة على مر السنيين، أدوات مريضة بخيبات أمل وانتكاسات الماضي، تبحث عن فرص للانتقام، معركتها ثارات وتصفية حسابات، لا تمتلك وعيا انسانيا يرتقي بها لتنتج حلول ومخارج، لتدعم الدولة الوطنية دولة المواطنة والحريات والعدالة الاجتماعية، كانت دولة اتحادية أو فدرالية ام دولتان، لمهم هو تطلعات وآمال وطموحات الناس في دولة وطنية ذات سيادة واستقلالية الارادة والقرار، دولة لا وجود فيها للاستبداد السياسي والديني، دولة ترعى الحريات والكرامة والحقوق، وترسخ كل ذات في مسارها النضالي.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.