أحمد فتحي الذي أطلّ على الجمهور محتضناً عوده كابنه الصغير، مداعباً أوتاره، واختار سبع أغان متنوعة، انتقاها بعناية من بستان الفن اليمني يمن مونيتور/الراي الكويتية
في أمسية فنية غنائية، ليست كغيرها، حملت نكهة مختلفة بمضمونها وعبيراً نشر عطره في الأرجاء وعبقاً جاء من بلاد اليمن السعيد، أحيا الفنان أحمد فتحي وابنته الفنانة بلقيس حفلاً غنائياً – مساء الخميس – في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حضره جمهور غفير.
بداية الحفل الذي جرى بقيادة المايسترو وليد فايد، كانت مع الفنان أحمد فتحي الذي أطلّ على الجمهور محتضناً عوده كابنه الصغير، مداعباً أوتاره، واختار سبع أغان متنوعة، انتقاها بعناية من بستان الفن اليمني، خمس منها من ألحانه. فحلّق في فضاء المسرح مع أغنية «حبيبي تعال»، من كلمات محمد الحاج وألحان من التراث اليمني، التي حظيت بتصفيق حار من الجمهور. بعدها انتقل إلى أغنية «ليلتين» من ألحانه وكلمات إبراهيم صادق التي لم تقل عن سابقتها في تفاعل الجمهور معها. وهنا بدأ فتحي يتلمس مدى اندماج الجمهور وتفاعله معه، فقدم له أغنية «حرامي» من ألحانه وكلمات مهدي رسام، لينتقل إلى أغنية «صنعانية» من ألحانه أيضاً وكلمات الدكتور عبدالعزيز المقالح.
وبعد مرور نصف ساعة تقريباً من الوقت، لم يغب عن بال فتحي مخاطبة الجمهور بين الأغنية والأخرى، موضحاً لهم هوية كل واحدة منها وقصتها. وفي مسيرة إكمال تحليقه، قدم فتحي أغنية «يا بو زيد»، من كلمات القمندان واللحن من التراث اليمني، ثم أغنية «سيرة شجن» من ألحانه وكلمات الدكتور عبدالعزيز المقالح، وختاماً أغنية «أبشرك يا سالم» من ألحانه وكلمات من التراث اليمني.
بعدها أطلت ابنته بلقيس على الجمهور مرتدية فستاناً ذهبياً كحنجرتها، ووجهت شكرها إلى الديوان الأميري والقائمين على مركز جابر على هذه الليلة، مؤكدة في خضم كلامها على حبها الكبير والعميق للكويت، لتنتطلق بعدها في إحياء وصلة غنائية لم تقل جمالاً عن التي قدمها والدها قبلها، إذ حرصت خلالها على أن تقدم للجمهور وردة من كل بستان، كانت أولها مع أغنية «مجنون أحب غيرك» من كلمات وألحان عبدالله السالم، فكانت ردّة فعل الجمهور بعد تصفيقه الحار لها بمثابة قوة إضافية منحت إليها. فأكملت الساعة من الوقت وهي تغني بحب وإحساس وانتقت في اختيارها الثاني أغنية «شويخ من أرض مكناس» من كلمات أبو الحسن الششتري وألحان خالد الشيخ، ثم كان الخيار الثالث من نصيب أغنية «يكفي» من كلمات يوسف سليمان وألحان يحيى الكعكي. بعدها انتقت بلقيس أغنية من الفن الحضرمي بعنوان «زارعين العنب» من كلمات وألحان حسين المحضار التي قدمتها بصوتها الدافئ القوي كحال بقية الأغاني.
ومن الأجواء «النقازية» والراقصة، اتجهت بكل سلاسة إلى الهدوء مع أغنية «حقير الشوق» من كلمات فهد جمال وألحان فايز السعيد التي تحمل معاني مليئة بالحزن على الفقد.
بعدها عادت بلقيس إلى الفن اليمني مع أغنية «المعنى يقول» من كلمات القمندان وألحان فيصل علوي. أما مفاجأة الليلة، فكانت تأديتها لأغنية أوبرالية بعنوان «O SILE MIO»، قدمتها باحترافية عالية فاستحقت التصفيق الحار. وهنا خاطبت الجمهور قائلة «كثير غنيت أغاني أوبرالية وقدمت عُربا بصوتي، لكن ما أحد صفق لي مثلكم، لأنكم ناس فاهمة بالفن صح، شكراً لكم». لتعاود بعد ذلك مشوار الغناء مع «يا هلي» من كلمات وليد جعفر وألحان عبدالحميد السيد، ثم مع أغنية «شوف لي حل بجمالك» من كلمات محمد الجبوري وألحان علي صابر. أما ختام وصلتها، فكان مع أغنية وطنية كويتية قالت بلقيس إنها أهم ما قدمته طوال مسيرتها الغنائية بعنوان «قصتكم شنو» من ألحان فهد الناصر وكلمات الشاعر سعد المسلم الذي كان حاضراً وأضاف في حينها إلى الأغنية مقطعاً جديداً، فتغنت به حصرياً وللمرة الأولى أمام الجمهور.
ومع اقتراب انتهاء هذه الأمسية، أطلّ أحمد فتحي مجدداً على الجمهور وتشارك بغناء أربع أغان مع ابنته بلقيس التي رحّبت به بالقول «حياك، ولا عاش من يغلط عليك يا أحمد فتحي»، فكانت الانطلاقة المشتركة مع أغنية «يا هزلي»، ثم أغنية «بعيد» وأتبعاها بأغنية «ظبي اليمن» ليكون الختام مع أغنية «إن يحرمونا».