آراء ومواقف

هل وجد الحوثيون دواعشهم ؟

· ســـام الغـُـباري

 لم يجد الحوثيون “داعش” ! ، تفجير فندق القصر، واستهداف منزل الشيخ القبلي الجنوبي “بن فريد” في مدينة عدن اليمنية   لم يجد الحوثيون “داعش” ! ، تفجير فندق القصر، واستهداف منزل الشيخ القبلي الجنوبي “بن فريد” في مدينة عدن اليمنية صباح الثلاثاء بسيارات مفخخة وصواريخ موجهة يؤكد أن ما تذرع به الحوثيون للسيطرة على اليمن لم ينجح ، وأن “داعش” أو “القاعدة” ماتزال موجودة في عدن وصنعاء ، وهي حرة تستهدف الحكومة وتفجر القنابل بكل بساطة في أي مكان تختاره هدفاً لها .
 
–        الحوثيون الذين إدعوا نبل الفضيلة في مهامهم القتالية لم يكونوا نبلاء أصلاً ، لأنهم إرهابيون طائفيون ! ، السبب الذي أوصلنا إلى كل هذا الدمار والحروب كان “داعش” ، في مهمة البحث عنهم اسقط الحوثيون الدولة وتمردوا واحتلوا المعسكرات النظامية التي تواطئت معهم ، فيما اكتسب علي عبدالله صالح قراره الحاسم بحكم اليمن مجدداً – تحت القصف – ! ، فمن الذي مات ؟! ، المواطنون فقط ، الجنود الطيبون ، الشباب الذين لم يشعروا بالحب ، الصبية المراهقون ، السكان المحليون ، كل هؤلاء تضرروا ، قُـتل أهاليهم وافرادهم في معارك الفتنة الضارية التي اشعلها الهاشميون الحوثيون بحثاً عن الإرهاب الداعشي ، ثم ماذا ؟! ، مازلت داعش نشطة ، وأكثر فاعلية وحرية مما سبق ؟!
 
–        حدد الحوثيون الذين ما تزال أجزاء مهمة من جغرافيا الشمال اليمني تحت سيطرتهم مخاوفاً ساقوها لتبرير حروبهم الإجرامية على الشعب اليمني وهي الإنفصال الجنوبي ، وتنظيم داعش ، بعد أن كانوا يرفعون ثلاثة مطالب لوقف حصار صنعاء في سبتمبر 2014م ، وهي تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، وإقالة حكومة باسندوة ، وتخفيض اسعار المشتقات النفطية ، إلا أن شهيتهم بالسلطة والنفوذ كانت كل شيء في مشروعهم المتقدم من عمق كهوف صعدة الحجرية إلى بحور “عدن” وبخورها .
 
–        في المقابل مازال الحراك الجنوبي ينظر إلى السكان الشماليين بداخل المناطق الجنوبية والشرقية كأشخاص غير مرغوب فيهم ، مما يجعل نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة خالد بحاح صامتاً عن ممارسات رفع العلم الشطري السابق في الصور التي ينشرها على صفحته بمواقع التواصل الإجتماعي ، كل هذه الصدامات للكيانات الإرهابية يجب أن تقابل بحسن تقدير لدور الحكومة وقوات التحالف العربي التي تساند مهام إعادة بناء جيش وطني ومنظومة أمنية قادرة على حماية كل جزء في داخل اليمن المنهك.
 
–        مهما شعرنا بحماقة الحكومة أوالدولة ، وضعفها وهوانها ، فظلالها أرحم من أي تنظيم إرهابي أحمق ومجنون يمكنه أن يظل مستمراً في البحث عن خصومه المذهبيين دون جدوى ، لأن كل محاولاته في ذلك تفرخ له أعداءً تقليديين ، ومحاربين جُـدد ينسلون من كل الشوارع ويتوالدون في كل زاوية وركن ، مما يجعل اليمني الجريح مهدداً بإستمرار الصراع داخل كيانات مسلحة ومتحاربة لفترة طويلة .
 
–        الهاشميون الحوثيون لم يجدوا في نهاية رحلتهم الخاسرة إلى الجنوب وتعز ومأرب إلا الكشف عن إعلان الولاية السياسية لسلالتهم المتمثل في يوم “الغدير” الذي يسوقون فيه حديثاً غير متأصل عن النبي محمد صلوات الله عليه يبايع فيه إبن عمه علي ابن طالب لولاية عهده !! ، هذه الصورة المقززة لحقيقة المشروع الهاشمي الحوثي تُحول الرسول الأعظم من رسول عالمي إلى مجرد أب روحي لعائلة تبني أمجادها السلطوية خارج إطار منظومة الرسالة الخالدة للدين .
 
–        كل الخيارات المتاحة الآن مغلقة ، ولا طريق أوضح وأسلم لعودة الحياة إلى سابقها إلا بتحويل المحافظات المحررة من الحوثيين شمالية أو جنوبية إلى قواعد وطنية فاعلة ومتحركة ونشطة لإستعادة عاصمة اليمن الموحد “صنعاء” وما يليها وصولاً إلى رأس الشيطان في “صعدة” ، والدفع نحو عدم انتقال المعارك إلى الجنوب عبر أي تنظيم ، او قوى مسلحة ، وإعادة الإعتبار للحكومة ، والإيمان بأن المطالب الإنفصالية مثلاً ، أو أي مطالب أخرى لا يمكن أن تتحقق بالعنف لأن الثابت أن الدولة الموحدة مازالت قائمة وأن العلم المعترف به دولياً يجب أن يبقى في مكانه ، فوق المكاتب والمؤسسات والمنشئات الحكومية وحتى قوات ومدرعات التحالف العربي.
 
–        الإسهام في إضعاف الجنوب أمنية يسوقها الإنقلابيون المتمردون من الحوثيين وحلفائهم ، وبما أننا لا نتحدث عن الأماني بقدر ماهو حديث صريح عن الممكن والواقع ، فالحقيقة الثابتة أن الدولة هي الضامن الوحيد لملاحقة الإرهاب الحوثي أو الداعشي أو العفاشي أو الحراكي أو أي إرهاب مسلح يخرج عن إطار القوانين ويشيع الرعب في أوساط المجتمع ، وإيكال مثل هذه المهام “النبيلة” لأي مجموعة مسلحة هو إشعال للفتنة ، وإذكاء للحروب التي دخلنا فيها مع القوى الداخلية والجيوش الخارجية في حرب خاسرة يدفع الأبرياء وحدهم ضريبتها ، وينزف عليها اليمن دم قلبه وخيرة شبابه الذين لم يعرفوا الحب الحقيقي ، وما يؤسف أن الحوثيين مازالوا مصرين على تسويق وهم الكذب لأنصارهم بأنهم يقودون حرباً مقدسة ، وتلك هي لغة كل المتدينين الأصوليين الذين يقدسون بنادقهم ، وقد صار من الثابت أن أنصار الله يزهقون روح الله بإصرار علني يجب أن يتوقف بالقوة أو السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى