كيف ساعدت العوامل الخارجية على إطالة أمد الحرب في اليمن؟
القضية اليمنية لم تعد قضية يمنية خالصة بل تشعبت وتعقدت وصارت ذات أبعاد إقليمية ودولية. يمن مونيتور/خاص
تدفع العوامل الخارجية الطاغية على السطح في الأزمة اليمنية، الحرب إلى مستنقع أكثر دموية وتعقد التنبؤ بالوصول إلى سلام ينهي الكارثة الإنسانية التي تطحن البلاد للعام الخامس على التوالي.
ومع دخول العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في البلاد عامها الخامس، أصبحت نهاية الحرب أملاً ينهار مع كل عقبة جديدة أمام “اتفاق هش” بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً.
تقول وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة “حورية مشهور”، إن القضية اليمنية لم تعد قضية يمنية خالصة بل تشعبت وتعقدت وصارت ذات أبعاد إقليمية ودولية.
وأفادت “مشهور” في تغريدة بصفحتها الرسمية على موقع التدوين المصغر “تويتر”، كلما حضرت فعالية خاصة باليمن أدركت أن الآفاق مازالت مسدودة وإن الأمور لازالت مطولة ليس بسبب اليمنيين فحسب بل في الأغلب بسبب العوامل الخارجية المؤثرة والحاسمة.
وأشار إلى أن الأبعاد الإقليمية والدولية عقدت القضية ولم تعد مسألة قضية داخلية، متسائلة في الوقت ذاته عن المخرج في ظل واقع يزداد تعقدا ويمضي بالبلاد نحو المجهول أكثر.
وتواجه اليمن منذ فترة طويلة تحديات هيكلية واقتصادية واجتماعية وأمنية، والحرب التي بدأت عام 2015 لم تؤد إلا إلى تفاقم مشاكل اليمن السابقة، والصراع، الذي يتصاعد تدريجيا من مأزق سياسي إلى أعمال عدائية واسعة النطاق، سرعان ما أصبح مستعصيا على الحل.
وأمس الجمعة نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية للناشط الحقوقي “هاشم العميسي”، والذي أكد فيه أن الحرب، التي دخلت عامها الخامس، تتفاقم مع وضع سياسي وعسكري معقد، بسبب أزمة إنسانية ساحقة تستمر في النمو حيث يحتاج حوالي 80٪ من السكان إلى المساعدات، وتمر عملية السلام حاليا في طريق مسدود بينما تعمق الحرب المظالم، وتمزيق النسيج الاجتماعي وتحطيم دولة هشة بالفعل.
وأوضح، أن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لم تسفر حتى الآن، إلا عن القليل من حيث خريطة الطريق أو نتائج مهمة، وكانت هناك نظريات وحجج تنتقد العملية، لكن يبدو أن المشاكل التي تعوق التقدم تدور حول الفشل في الفهم الكامل للطبيعة المعقدة للصراع.
واعتبر مقاربة الأمم المتحدة حتى الآن تجميلية للغاية، دون مراعاة دور الجهات الخارجية الفاعلة في الصراع، مثل السعودية وإيران.
وتابع، أن مبادرات وقف الحرب التي ليست شاملة ولا تعالج الأسباب الجذرية ليست قصيرة الأجل فحسب، بل أصبحت أيضًا جزءًا من المشكلة، مع إضاعة الوقت والموارد الثمينة في مساعي عقيمة لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع.
وأشار إلى أن هذه الإخفاقات التراكمية والمنهجية منذ ستينيات القرن الماضي، اشتعلت أخيرًا في الحرب التي نراها اليوم وفشلت وقف إطلاق النار والاتفاقات السياسية بين الفصيلين الرئيسيين فقط في عدم وجود شمولية وتقبل أوسع من جانب جميع المشاركين في الحرب.
واختتم الناشط تحليله بالقول: إن” فهم مشكلة اليمن ليس وثيق الصلة فحسب بل إنه ذو أهمية قصوى لتصميم واقتراح حلول صلبة، وعملية السلام في أمس الحاجة إلى إعادة المعايرة.