آراء ومواقف

لماذا بصقتم على هذا البلد؟

نبيل سبيع

أعرفهم جيداً، ودافعت عنهم حين لم يكن هناك من يدافع عنهم سوى القليل.
الكثير من قادة “الحراك الجنوبي” لم يبدأوا عام 2008 في مهاجمة “الشمال” كجغرافيا ومهاجمة “اليمن” كهوية لأن لديهم قناعات حقيقية مضادة لـ”الشمال” و”اليمن” بل لأنهم لم يجرؤوا حينها على انتقاد علي عبدالله صالح. أعرفهم جيداً، ودافعت عنهم حين لم يكن هناك من يدافع عنهم سوى القليل.
الكثير من قادة “الحراك الجنوبي” لم يبدأوا عام 2008 في مهاجمة “الشمال” كجغرافيا ومهاجمة “اليمن” كهوية لأن لديهم قناعات حقيقية مضادة لـ”الشمال” و”اليمن” بل لأنهم لم يجرؤوا حينها على انتقاد علي عبدالله صالح كـ”شخص” حول الدولة الى “مؤسسة” شخصية ولم يجرؤوا على انتقاد “أسرته وحلفائه الشخصيين” كأسرة وحلفاء شخصيين أرادوا التحول الى “نظام حكم” كامل الصلاحيات.

كانوا يدركون أن علي عبدالله صالح وحلفاءه من بيت الأحمر لا يمثلون شمال اليمن ولا شرق اليمن ولا غرب اليمن ولا جنوب اليمن بل يمثلون أنفسهم.
كانوا يدركون أن هذه العصابة المحسوبة ظلماً وعدواناً على الشمال ليست عصبة أي جهة في اليمن ولا عصبة أحد سوى نفسها.
كانوا يدركون أن شمال اليمن، مثله مثل جنوب اليمن وغرب اليمن وشرق اليمن، بلا عصبة ولا قوة ولا حَيْل.
كانوا يدركون أن علي عبدالله صالح وكل أركان نظامه لا يحترمون الشمال بقدرما لا يحترمون الجنوب.
كانوا يدركون أن “الشمال” (و”اليمن” كله) هو الجدار القصير جداً.. والفريسة السهلة جداً أكثر من الجنوب وأكثر من أي جهة وأي بلدٍ آخر.
كانوا يدركون أن “الشمال” هو الجهة التي حين سيهاجمونها، لن يرد عليهم منها أحد.
وكانوا يدركون أن “اليمن” هو البلد الذي حين سيبصقون عليه، لن يسألهم أحد فيه: لماذا بصقتم على هذا البلد؟!

ولهذا بصقوا عليه بكل ما أوتوا من قوة وكل ما أوتوا من بصاق دون أن يدركوا أن بصاقهم مهما بلغت قوته ومهما بلغ مداه لن يصل أبداً الى وجه اليمن.. بل الى وجوههم.
*من حائط الكاتب على (فيس بوك)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى