عربي ودولي

كلمة أشد تأثيراً لأحد المسلمين في حفل تأبين لضحايا مجزرة مسجدي كرايست

الكلمة الاشد تأثيرا كانت لفريد أحمد الذي كانت زوجته في عداد الضحايا الخمسين، حيث قال إنه سامح مرتكب المجزرة مؤكدا انه “اختار السلام”.

يمن مونيتور/ صنعاء/ أ.ف.ب:
أقامت نيوزيلندا الجمعة حفل تأبين لضحايا هجوم مسجدي مدينة كرايست تشيرش الذي وقع قبل أسبوعين وهزّ العالم، بحضور ممثلين عن 59 دولة وسط دعوات للتسامح ونبذ الكراهية.
الكلمة الاشد تأثيرا كانت لفريد أحمد الذي كانت زوجته في عداد الضحايا الخمسين، حيث قال إنه سامح مرتكب المجزرة مؤكدا انه “اختار السلام”.
وقال فريد أحمد “أختار السلام وأسامح”، بينما كان جالسا على كرسيه المتحرك أمام عشرات الآلاف المتجمعين في هذه المدينة، وكانت أنغام أنشودة رثاء محلية تعلو.
ووسط التصفيق المتصاعد للحشد، طلب إلى النيوزيلنديين إدارة ظهورهم للكراهية، أيا كانت دياناتهم.
وفي 15 آذار/مارس، ارتكب مهاجم مؤيّد لنظريّة تفوّق العرق الأبيض مجزرةً في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش خلال صلاة الجمعة، راح ضحيّتها خمسون شخصاً. وازداد الرعب أكثر بسبب بث القاتل مشاهد مباشرة من مجزرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وشاركت رئيسة الوزراء النيوزيلنديّة جاسيندا أرديرن في الحفل إلى جانب ممثلين عن 59 دولة، وكانت ترتدي عباءة تقليدية للماوري، في إشارة إلى سكان البلاد الأصليين.
وتلا المنظمون أسماء القتلى الخمسين في الوقت الذي كان فيه المشاركون يؤدون تحيتهم للذين رحلوا وللناجين الذين لا يزال 22 من بينهم يعالجون. ومن بين هؤلاء، طفلة في الرابعة من عمرها، أصيبت بجروح بالغة.
ولاقت رئيسة الوزراء تصفيقا طويلا أثناء صعودها إلى المنصة لإلقاء كلمتها، وذلك بعدما قوبل رد فعلها على المجزرة بثناء من كل الأنحاء.
وأشادت جاسيندا أرديرن بالتضامن الذي أظهره النيوزيلنديون حيال الطائفة المسلمة في هذا البلد الواقع في جنوب المحيط الهادىء والذي يعيش فيه أقل من خمسة ملايين شخص ويُعرف بسكينته وبتقاليد حسن الضيافة.
وقالت جاسيندا أرديرن إن “العنصرية موجودة، ولكنها غير مرحب بها هنا”، وأملت في قدرة بلدها على أن يكون مثالا يحتذى، وفي قطع حلقة أعمال العنف المتطرفة المولّدة لأعمال مشابهة.
وأضافت “لسنا محصنين تجاه فيروس الكراهية، الخوف، أو غير ذلك. لم نكن أبداً كذلك”. واستدركت “لكن بإمكاننا أن نكون الأمة التي تكتشف الترياق”.
– “متحدون” –
نُظّم هذا الحفل على عجل، ولكن ذلك لم يمنع السلطات من اتخاذ تدابير أمنية مهمة. وأكد رئيس الشرطة ميك بوش أن عناصر شرطة أستراليين مسلحين كانوا حاضرين لمد يد العون إلى زملائهم النيوزيلنديين.
واستمع الحشد إلى أناشيد إسلامية وإلى كات ستيفنز أيضاً، المغني البريطاني الذي أدار ظهره للشهرة في السبعينيات واعتنق الإسلام تحت اسم يوسف إسلام. وقد أدى أغنيته الشائعة “قطار السلام” بأسلوب مؤثر.
وتأثر الحاضرون بكلمة فريد أحمد الذي قتلت زوجته أثناء محاولتها إنقاذ زوجها المقعد.
وشرح بهدوء وهو على كرسيه المتحرك، واضعاً نظارات سوداء على وجهه، أنّه لا يُكن أي كره للقاتل، المتطرف الأسترالي برينتون تارنت.
وقال “يسألني الناس +لماذا تسامح أحداً قتل زوجتك الحبيبة؟”، وأضاف “يمكنني الإجابة بأمور كثيرة. يقول الله إذا تسامحنا فيما بيننا، سيحبنا”.
وتابع أن الناس ذوو الثقافات المختلفة أشبه بزهور “تشكّل مجتمعة حديقة رائعة”. وأضاف “لا أريد قلبا يغلي كالبركان، بالسخط والنقمة والغضب، يحرق نفسه وما حوله”.
وأضاف “أريد قلبا يملؤه الحب والرحمة. قلبي لا يريد أن تضيع حيوات أخرى، أن يقاسي إنسان الألم الذي أقاسيه. لهذا أختار السلام، ولهذا سامحت”.
من جانبها، أشارت عمدة المدينة ليان دالزييل إلى أن وقع المجزرة كان مغايرا لما ابتغاه القاتل الذي يعتقد أن المسلمين بصدد “غزو” الدول الغربية.
وقالت دلزييل إن المجزرة “كانت هجوما موجها ضدنا جميعاً”. ولفتت إلى أن “هذه الأعمال المدفوعة بالكراهية تهدف إلى تقسيمنا وتمزيقنا. ولكن على العكس، جعلونا متحدين بالتعاطف والحب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى