بارعون في صناعة الخصومة
محمد الشبيري
إذا كانت كل القوى السياسية والكتائب العسكرية عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة لواحدة من أهم مدن البلاد وأكثرها مدنية، فما الذي تستطيع تقديمه منفردةً!
منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في مدينة تعز بين قوى ترفع شعار الشرعية وتقول إنها تقاتل في خندق واحد لاستعادة الدولة، وأنا أفكر في جزئية بسيطة: علامَ يتقاتل هؤلاء القوم؟!
قد تبدو الإجابة بسيطة، من قبيل أن كل طرف يريد الاستفراد بالسلطة، لكن هل تأملنا عن أيّ سلطة نتحدث في مدينة محاصرة منذ ما يربو على أربع سنوات. هبْ أن طرفاً ما، مدعوم من جهة ما، أحكم سيطرته اليوم على مدينة تعز، ما الذي بمقدروه فعله في مدينة الحياة بها شبه مشلولة؟
إذا كانت كل القوى السياسية والكتائب العسكرية عاجزة عن توفير أبسط مقومات الحياة لواحدة من أهم مدن البلاد وأكثرها مدنية، فما الذي تستطيع تقديمه منفردةً!
الأكيد، أننا بارعون في صناعة الخصومات، ونحن كأفراد نتاج لبيئة سياسية موبوءة، ما تزال مكوناتها تعيش حالة من التيه، وغير قادرة على مغادرة الماضي بكل صراعاته.
لنجرب مرة واحدة أن نتخفف من براثن الماضي، وننطلق بنفوس تواقة نحو مستقبل للأجيال القادمة، ما لم فنحن نفخخ مستقبل البلاد، ونصنع مستقبلاً مجهولاً، كما تفعل جماعة الحوثي المسلحة، مع فارق في الأسماء.