“الانتقالي الجنوبي” يعرض على روسيا تدخلاً في اليمن شبيه بسوريا (تحليل خاص)
متجاهلاً الواقع الإقليمي والدولي
يسافر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى موسكو يمن مونيتور/ تحليل خاص/ من عبدالملك الطيب
يُقدم ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي عروضاً لموسكو من أجل التدخل في اليمن على غرار تدخلها في سوري مع نظام بشار الأسد، مذكراً بمعاهدات واتفاقات سابقة أبان الدولة الاشتراكية في جنوب اليمن.
وتضمن تقرير خاص لموقع “تحديث نت” التابع للمجلس الانتقالي عرضا من الانتقالي لروسيا، من أجل تحالف معها على غرار تحالفها مع النظام السوري وتحالفها السابق مع النظام الاشتراكي في جمهورية اليمن الديمقراطية. وعلى أن العرض يتحدث بطريقة سطحية تتجاوز معطيات الواقع المحلي والإقليمي والدولي، إلا أنه يكشف توجها لدى الانتقالي نحو البحث عن طريق للتحول إلى محور إيران، معتقدا أنه لا ينقصه لتحقيق ذلك سوى طرف دولي يوفر له إمكانية تنفيذ انقلاب في عدن، والحماية العسكرية عقب ذلك من أي عمل عسكري للمملكة العربية السعودية.
التقرير المنشور يوم أمس الاثنين بمناسبة ما قال إنها زيارة رسمية لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي إلى روسيا، قال إن الزيارة تكتسب أهميتها البالغة للقضية الجنوبية “التي باتت بحاجة إلى حليف ورقم دولي كروسيا العضو الدائم في مجلس الأمن، وهي الدولة الوحيدة التي وقفت كسدا منيعا أمام مخططات تغيير المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بالحرب الكونية على سوريا”.
مذكرا روسيا “بواجب قديم مبني على علاقة الشراكة الوثيقة بين الاتحاد السوفياتي، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”. وقال إن زيارة الزبيدي “لن تكون عابره، ونتائجها قد تغير الموازين الدولية لصالح الجنوب، على غرار تدخل الرئيس بوتين في سوريا وتغيير قواعد اللعبة الدولية لصالح سوريا..”.
وفي محاولة لإغراء الروس بهذا التحالف، تحدث التقرير عن “بحيرات هائلة من النفط والغاز، إضافة إلى الثروة المعدنية” التي قال إن الجنوب لن يستفيد منها “ما لم يبحث عن حليف دولي يمتلك القدرات الاستكشافية الحديثة، ولديه القوة العسكرية ونفوذه الدولي والإقليمي”.
وأكد أن الزبيدي “ذاهب إلى تحالف استراتيجي مع موسكو بما يضمن للجنوب نيل استقلاله عبر تحريك القضية في مجلس الأمن الدولي، على أن يبني الجنوب علاقة مميزة وخاصة مع موسكو تعطي لها الأولوية سواء فيما يتعلق بالشراكة الاقتصادية، أو العسكرية، وحتى صفقات التسلح ما بعد قيام دولة الجنوب”.
واختتم التقرير: “هكذا تبدو زيارة الزبيدي، في توقيتها، تكسب أهمية إستراتيجية، خصوصا وموسكو خرجت منتصرة من الحرب في سوريا، الأمر الذي فتح شهية الدب الروسي لإعادة تموضعه في المنطقة وبدايات التموضع ستكون من حيث تواجده وقواعده القديمة والتي تُعد عدن أحد أهم تلك القلاع في المنطقة”.
وتزامنا مع تصعيد ميداني من قبل الانتقالي في عدن وعدد من المناطق الجنوبية، يواصل إعلامه التهجم على المملكة العربية السعودية، وكان نائب رئيس المجلس “هاني بن بريك” قد أطلق قبل أيام على صفحته في تويتر وسم “السعودية تطعن الجنوب”، وذلك بعد فترة قصية من زيارته لسلطنة عمان.
يضخ الانتقالي هذه الرسائل الموجهة للمملكة العربية السعودية، والتهديدات الضمنية بالتحول إلى إيران، فيما هو حليف للإمارات العربية المتحدة التي تعد أبرز دول التحالف بجانب السعودية، والدولة التي تتكفل بموازنات المجلس الانتقالي، وكذا القوات الموالية له، من رواتب وتسليح وتدريب وموازنات تشغيلية.
وكان الصحفي المقرب من الديوان الملكي السعودي “عبدالرحمن الراشد”، قد أشار قبل أشهر إلى مخاوف المملكة من نزعة المجلس الانتقالي للعودة إلى إيران التي تحالف معها خلال سنوات ما قبل الحرب الحالية في اليمن، مشيرا إلى أن المملكة لن تطرد إيران من الباب لتسمح لها بالعودة من النافذة.