“سقوط حجور”.. ما أسباب السقوط وهل خذلت الحكومة اليمنية مقاومتها؟! (تقرير خاص)
يستطلع التقرير آراء محللين وصحافيين تابعوا المعارك خلال خمسين يوماً يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من جوهرة عبدالله
سقطت “كُشر” المديرية اليمنية الواقعة في قلب مناطق قبائل حجور بيد جماعة الحوثي المسلحة، مع تزايد الاتهامات للحكومة اليمنية والتحالف العربي بخذلان رجال القبائل ومقاتليهم.
استمرت القبائل في الدفاع عن المديرية طوال 50 يوماً، ولا تزال بعض جيوب القبائل تقاتل، لكن سقوط قادة القبائل قتلى وجرحى أدى إلى نهاية التحركات في مناطق سيطرة الحوثيين.
أعلن الحوثيون في السابع من مارس/ آذار الجاري السيطرة على منطقة “العبيسة” والمناطق المجاورة في “كُشر”، والمنطقة مطلة على باقي القرى والبلدات حيث تحتوي على جبل القيم الرئيسي.
لكن أسباب سقوط البلدة ما يزال موضع تساؤل حتى بعد أسبوع من سقوطها.
يقول الصحفي كامل الخوذاني إن “سقوط حجور نتيجة طبيعة للخذلان الذي قوبلت به من الشرعية في نصرتها ومساندتها طوال الفترة الماضية، بل تعاملت الشرعية معها كطرف ثالث أو كأن الأمر لا يعنيها، مثلها مثل انتفاضة أكثر المناطق والتي وقفت بوجه آلة الإجرام الحوثية، وهذا ولّد حالة غضب لدى الشارع والمواطن اليمني على الشرعية والتحالف جراء هذا الاستهتار والخذلان”.
الخلل من جهة الشرعية
ويضيف “الخوادني” لـ”يمن مونيتور”، “رجال القبائل صمدوا أمام الحوثيين لخمسين يوماً، يقاومون بأسلحتهم الشخصية كل أنواع الأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ والتي استخدمتها المليشيا لقصف منازلهم وتدميرها”.
من جهته، يعتقد “همدان العليي” أن “سقوط حجور” ليست نهاية المقاومة، وعلينا أن نفهم أن سقوط بعض المناطق في حجور ليست نهاية العالم، يكفي أن حجور صمدت ورفضت أن تطأ قدم الحوثيين أرضها وقاتلوا الإمامة بأسلحتهم الشخصية.
وقال العليي لـ”يمن مونيتور”، “لم ينتصر الحوثي بسقوط هذه المناطق، فالحوثي جاء من صعده ومن عده مناطق يمنية كعمران وصنعاء وغيرها ليعتدي على أبناء حجور.. وأبناء حجور لم يتهجموا أحد ولم يكونوا يريدون الحرب أبناء حجور قتلوا واستشهدوا في منازلهم”.
ويقول وكيل محافظة حجة ناصر دعقين في حديث لـ”يمن مونيتور”: إن على الحكومة الشرعية تصحيح مسارها وأخطاءها العسكرية والإدارية في الجبهات.
ويرى أن ما حدث في حجور يثبت أن هناك خللاً كبيراً على المستوى العسكري، يجب أن نحاسب أنفسنا ونقيم أخطاءنا لإيجاد الدولة التي نحلم بها جميعا التي تضع حقوق وواجبات الجميع على السواء.
ويتابع: “ما تزال الحرب مستمرة على أبناء حجور، هم لم يختاروا هذه الحرب بل اجبروا عليها وأصبحوا في مواجهة حقيقة”.
ويتفق المحلل العسكري “عبدالعزيز الهتاشي” مع ما ذهي إليه العليي ودعقين والخوداني حول الوضع العسكري في “حجور” والذي أدى إلى سقوطها بيد الحوثيين.
عدم تكافؤ القوى
يقول الهتاشي لـ”يمن مونيتور”: الحوثي يمتلك الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية وراجمات صواريخ ومئات من مدافع الهاون بينما رجال القبائل لا يمتلكون سوى شجاعتهم وسلاحهم الشخصي إضافة إلى التفوق العددي وتعويض الفاقد منهم وإسعاف جرحاهم بينما رجال القبائل محاصرين لا يتم تعويض الفاقد من الشهداء ولا إسعاف الجرحى”.
وأضاف: “سقوط حجور كان أمراً متوقعاً من الناحية العسكرية أما ضربات الطيران فتأثيرها محدود للغاية خصوصا في المناطق الجبلية”.
وكان التحالف العربي قد أعلن مراراً وتكراراً عن قصف مواقع الحوثيين خلال الـمعارك التي استمرت 50 يوماً.
ويرى “الهتاشي” أنه وعلى الرغم من تفوق الحوثي عسكريا فقد لجأ إلى القوة الناعمة شراء ذمم بعض ضعاف النفوس وتحييد بعض القبائل في مناطق المواجهة وكان الشي الوحيد الذي بإمكانه تخفيف الضغط على مديرية كشر هو تحريك جبهات حيران وحرض وهذا الشي لم يحدث للأسف الشديد.
من جهته، يقول المحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني إن ما حدث في حجور “خذلان مدوي وفاضح من قبل الشرعية من جميع مؤسساتها العسكرية في مأرب والرئاسة والحكومة والتحالف المعنى بإدارة الحرب باليمن”.
ولفت أن ما حدث هو مشاهدة نهاية المقاومة “بعد ترك قبائل حجور وحدها مكشوفه 50 يوم من الصمود والخذلان لم يعد المواطن اليمني يثق بالشرعية والتحالف ولا بمشروعها نحن اليوم أمام فوضى أمام خراب هذا ما يراد لليمن”.
ويعتبر الإعلامي “محمد الحميري” أن حقيقة ما حدث جرح نازف وجع غائر في القلب.. كنا نأمل في هذه الجبهة جبهة حجور. ولكن كالعادة خذلنا كما خذلنا بالجبهات السابقة بغضان ومريس والحديدة”.
وتابع: ظلم الحوثي لن يدوم الظلم فبشر القاتل بالقتل …الوجع هو وجع الشرعية التي لم نسمع منها أو مناشده لتدعم حجور. كما خذلوا كل اليمن خذلوا حجور ابتداء من هادي إلى وزراءه.”
جرائم مروعة
ووصف وكيل محافظ حجة “دعقين” الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون في “حجور” بـ”المشاهد المروعة”، لافتاً أن “الحوثي شرّد وقتل وفجر.. إنها مأساة إنسانية كبيرة وصمت أممي مريب أمام هذه الحرب”، مطالباً المجتمع الدولي بالنزول إلى الميدان لمعرفة الوضع الكارثي والإنساني في كشر وضع مأسوي للغاية.
وقال “توفيق الحميدي”، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات إن “ما تعرضت له حجور هي جرائم حرب تستوجب تدخل المجتمع الدولي لحماية السكان المدنيين، حيث أن جماعة الحوثي قامت بقطع التواصل الخارجي مع الخارج، وشرعت في جرائم خطيرة تعد انتهاك خطير القانوني الدولي أهمها القصف العشوائي لمنازل المدنيين، ومنع إسعاف الجرحى وتفجير البيوت والحصار والتهجير”.
وأبدى الحميدي استغرابه من أن “كل هذه الجرائم تتم أمام سمع وبصر العالم الحريص –حد زعمه-على وقف الحرب في اليمن، ما يؤكد على النفاق الدولي والسياسي أمام أرقام صادمه تستوجب تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة”.
وفي السياق ذاته، يقول كامل الخوداني إن “ما تقوم به الآن مليشيا الحوثي من تدمير وتهجير وقتل وإبادة جماعية في منطقة حجور هي لعنة بوجه المجتمع الدولي والشرعية والتحالف وفي نفس الوقت مسمار في نعش مليشيا الحوثي فلن يترك الشعب اليمني هذه الجرائم المرتكبة تمر بسلام ولا بد أن يأتي اليوم الذي يقتص فيه اليمنيون من هذه المليشيا التي أصبحت مجلدات إجرامهم مثقلة منذ دماج 2014وحتى حجور”.
ووجهت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، نداءً إنسانياً للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، لاعتبار مناطق قبائل حجور بمديرية كشر في محافظة حجة منطقة منكوبة تستدعي تدخلات إغاثية وإنسانية عاجلة. في حين أعلنت السلطة المحلية بالمحافظة أن مديرية كشر منكوبة فعلاً، جراء ما أسمتها “الجرائم الوحشية” التي تمارسها قوات جماعة الحوثيين بحق أبناء المديرية.