كتابات خاصة

لن يتمكنوا من البقاء في صنعاء

ياسين التميمي

ماذا بقي في جعبة المخلوع صالح، بعد كل هذه الهزائم التي منيت بها قواته مسنودة بمليشيا الحوثي الإرهابية، وهو الذي كان قد ضحى بالدولة وكرامتها في سبيل استعادة السلطة، وانتهى به الأمر كالجرذ في جحور مظلمة تجنباً لاستهدافه من طيران التحالف الذي لا يكف عن التحليق فوق صنعاء. ماذا بقي في جعبة المخلوع صالح، بعد كل هذه الهزائم التي منيت بها قواته مسنودة بمليشيا الحوثي الإرهابية، وهو الذي كان قد ضحى بالدولة وكرامتها في سبيل استعادة السلطة، وانتهى به الأمر كالجرذ في جحور مظلمة تجنباً لاستهدافه من طيران التحالف الذي لا يكف عن التحليق فوق صنعاء.
ثمة من يذهب إلى الاعتقاد بأن المخلوع صالح لن يوفر أية ورقة يمكنه اللعب بها لكي يمسك بفرصة البقاء، حتى ولو كانت هذه الورقة خطرة كالتضحية باليمن: الإنسان والأرض والانتماء المشترك.
هذا الاعتقاد مبرر في تقديري، فليس في تاريخ هذا الشخص ما يبعث على الطمأنينة فقد استمرأ ممارسة لعبة السلطة بطرق سيئة للغاية ولا أخلاقية، وقد حُفت طريقه إلى السلطة بالمساوئ والسيئات، وليس بالمكاره كما هي حال العظماء من سياسيي وقادة العالم.
لا يوجد من هو أسوأ حالاً من المخلوع صالح وحليفه الحوثي في هذه المرحلة، فقد ضاقت أمامهم مساحة المناورة، ولم يعد بوسعهم تحريك بضعة أفراد في شوارع صنعاء، ليطل عبد الملك الحوثي مهدداً ومتوعداً وملوحاً بالإجراءات المؤلمة.
نُسب لهذا السياسي الشاب الحوثي المسكون بخرافات العصر التي تتحدث عن الولاية والحكم، تهديداً ووعيداً موجهين بشكل خاص إلى قوات التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تتركز حول “الخيارات الاستراتيجية”، حيث تضخم هذا التهديد إلى حد أن الكثيرين من المتحمسين له فهموا أن هذه الخيارات سوف تحدد مصير المعركة لصالح المليشيا وحليفها المخلوع ومن خلفهما إيران.
تلاشى هذا التهديد تماماً، وتحول إلى مادة للسخرية والتهكم في الفضاء الالكتروني، تماماً كما حدث عندما بشّر الحوثي اليمنيين بمستقبل واعد استناداً إلى ثروة اليمن من الأحجار!
المشهد اليوم لم يعد كما كان مجرد ترف سياسي يمارسه المخلوع صالح وحليفه الحوثي، عندما كانا يستندان إلى تفوق واضح في الإمكانيات والتسليح والنفوذ الذي بني على مدى عقود، بل وقرون.
فمشهد الدم اليوم يطغى بصورة مستفزة على سطح الجغرافيا اليمنية، والحرب الأهلية بلغت ذروتها، واليمنيون باتوا على يقين حيال المتسبب بكل هذا الشقاء الذي يعيشونه.
وحينما تتلاحق الانتصارات من عدن إلى مأرب مروراً بباب المندب، فإن ذلك يعني أن مليشيا المخلوع صالح والحوثي، في حالة انحسار، لن ينتهي أبداً إلى تسوية، قد تُبقي لهم نفوذاً، إنهم يتقهقرون في مأرب وينسحبون بشكل مذل.
وهذا التقهقر لا يعني فقط أن معركة صنعاء باتت قريبة، ولكن الأخطر أن المخلوع وحليفه الحوثي، يفقدون الفرصة التاريخية التي لاحت لهم، ويفقدون إمكانية البقاء في الواجهة السياسية كمرجعيات سياسية وطائفية.
لا يوجد طرف دولي اليوم بوسعه أن يكفل جولة أخرى لهؤلاء المغامرين، كان ذلك ممكناً في السابق، عندما كانوا يمتلكون القوة الكافية للقيام بدور الشرطي الفاسد في ساحة هشة أمنياً.
معركة صنعاء على وشك الاندلاع، ويقيني أن هؤلاء لن يتمكنوا من تحويل مدينة صنعاء بثقلها السكاني إلى مستنقع لقوات التحالف والجيش الوطني، لأن هذه الكتلة السكانية، عبرت ذات يوم عن رفضها للمليشيا عندما سيّر سكان العاصمة أكبر مسيرة في تاريخ المدينة كان ذلك في أغسطس من العام 2014.
صنعاء بالنسبة للانقلابيين نقطة ضعف أكثر مما هي نقطة قوة، لم يرغب أحد في صنعاء بخوض معركة ضد المليشيا، حتى أكبر حزب في البلاد صرف النظر عن هذه المهمة، إلى حد بدا معه أن بضعة مقاتلين يخضعون صنعاء لسيطرتهم والأمر لم يكن كذلك أبداً.
قوات المخلوع صالح هي التي سلمت صنعاء، لكنها اليوم لا تستطيع استعادتها ولا الدفاع عنها بعد أن فقدت معظم إمكانياتها التسليحية وقدراتها التكتيكية ودفاعاتها الحصينة.
يا لها من مغامرة سيئة ولا وطنية قادت رئيساً مخلوعاً إلى مصير كان يستحقه منذ زمن بعيد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى