شكوك الحكومة اليمنية تتزايد إزاء جديّة الحوثيين في القبول بالحلول السلميّة
الحكومة الشرعية جددت على لسان أكثر من مسؤول رفيع شكوكها بشأن قبول الحوثيين بمسار السلام يمن مونيتور/ خاص
تتزايد شكوك الحكومة اليمنية، يوماً بعد آخر، إزاء جديّة جماعة الحوثي المسلحة في القبول بالحلول السلمية وانهاء حالة الانقلاب التي فرضتها على البلاد منذ أواخر أيلول (سبتمبر) 2014.
وجدد رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، اتهام حكومة بلاده للحوثيين بـ”شنّ حملات اختطاف عشوائية وممنهجة للعشرات من المواطنين من منازلهم وأعمالهم واخفائهم عن أهلهم وذويهم”، لافتاً أن هذا الأمر “يشكك في جدية المليشيا في اطلاق الاسرى والمختطفين، وجدوى الجهود المبذولة لاغلاق هذا الملف الانساني الهام”.
“عبدالملك”، أشار في كلمة له أمام المؤتمر العالي المستوى للدورة الـ 40 لحقوق الانسان في قصر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، اليوم الاثنين، أن “الانقلاب مثّل كسراً لمسار التحول الديمقراطي وانتقالاً إلى بيئة سياسية تحكم بالعنف لا بالاختيار والتوافق والتصويت”.
وقال إن حكومته ترى في أي مفاوضات فرصة حقيقية للسلام، وتأكد أن السلام ليس مجرد تسوية بين حكومة وانقلابيين، بل يتحقق أساساً باستعادة الأوضاع القانونية والدستورية التي تحفظ للأفراد والجماعات حقوقهم وحريتهم وكرامتهم. وان كل اتفاق لا يتأسس على قاعدة الالتزام بالدستور والقانون واحترام حقوق الانسان والقوانين والقرارات الدولية هو تسوية على حساب الشعب والمواطنين وهو في خلاصته مكافائة لنهج استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية، وانتهاك القوانين وحقوق الانسان.
وعلى هامش أعمال مؤتمر القمة العربية الاوروبية المنعقد بمدينة بشرم الشيخ المصرية، التقى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء السويدي كيل ستيفان لوفن، مشيداً بـ”جهود السويد الحميدة في الدفع بمسار السلام في اليمن من خلال استضافتها لمشاورات ستوكهولم وما ترتب عنها من تفاهمات بشأن الموانئ والوضع في الحديدة والتي تعد خطوة أولى على طريق السلام.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية، لفت “هادي” إلى أن توجيهاته للفريق الحكومي الميداني بالتعاطي الإيجابي لتنفيذ خطوات الاتفاق رغم مماطلة وتسويف ميليشيا الحوثي الانقلابية من الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
يأتي ذلك على الرغم مما نقلته وسائل إعلام، أمس الأحد، عن مصادر في الأمم المتحدة ومصادر يمنية إن الحوثيين وافقوا على الانسحاب من ميناءين، فيما سينفذون الانسحاب من ميناء الحديدة الرئيسي في وقت لاحق بالتزامن مع تقهقر القوات الحكومية من أطراف المدينة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر قولها إن “القوات الحوثية ستنسحب خمسة كيلومترات من ميناءي الصليف، المستخدم للحبوب، ورأس عيسى، المستخدم للنفط، باعتبار ذلك خطوة أولى تم الاتفاق عليها مع الحكومة المعترف بها دولي”.
واليوم الاثنين، لوح “عبدالملك الحوثي”، بخيار الرد العسكري، فيما يشي بتعثر تنفيذ المرحلة الأولى لإعادة انتشار المقاتلين في الحديدة، وفقاً لما تم الاتفاق عليه سلفاً.
وقال زعيم الجماعة المسلحة التي انقلبت على الشرعية في البلاد منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة التابعة لجماعته، “إذا عادوا للتصعيد العسكري في الحديدة فلدينا خيارات للرد لا أحبذ الحديث عنها”.