جولة لولي العهد السعودي في آسيا.. مستويات جديدة من العلاقة
من باكستان إلى الهند والصين التي تحاول تمتين علاقتها بإيران قبل زيارته يمن مونيتور/ صنعاء/ وكالات:
وصل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، إلى الهند يوم الثلاثاء، بعد زيارة استمرت يومين إلى باكستان، وسينتقل بعدها إلى الصين، وإندونيسيا وماليزيا.
وكان في مقدمة مستقبلي ولي العهد السعودي لدى وصوله إلى نيودلهي، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وستستمر الزيارة 24 ساعة.
ومن المرجح أن تنقل زيارة ولي العهد الشراكة الأمنية والاستراتيجية بين السعودية والهند إلى مستوى جديد، حيث أظهرت الرياض تنوعاً جيوسياسياً في علاقاتها مع جنوب آسيا.
واحتفت باكستان يوم الاثنين بولي العهد السعودي ومنحته أرفع أوسمتها «نيشان باكستان»، الذي وشحه به الرئيس الباكستاني عارف علوي في القصر الرئاسي.
وأشاد الرئيس علوي بعمق العلاقات التي تربط بلاده بالسعودية. وجدد الأمير محمد بن سلمان التأكيد على أهمية باكستان، معرباً عن ثقته بأنها «ستكون من أكبر الاقتصادات في العالم بحلول عام 2030».
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وصف الأمير محمد بن سلمان نفسه سفيراً لباكستان في السعودية «مصدر فخر لكل باكستاني».
وقبل وصول “ابن سلمان” بكين في محطته الثالثة، أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء بأن بلاده تريد تعميق “الثقة الاستراتيجية” مع إيران، وذلك قبل أيام من زيارة ولي العهد السعودي لبكين، مما يسلط الضوء على الصعوبة التي تواجهها الصين في إحداث توزان في علاقاتها بالشرق الأوسط.
ولا تلعب الصين تقليديا دورا يذكر في صراعات الشرق الأوسط أو في الدبلوماسية الخاصة به على الرغم من اعتمادها على المنطقة للحصول على النفط، لكنها تحاول ترسيخ حضورها خاصة في العالم العربي.
وزار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بكين في 2017، ويصل ولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى الصين هذا الأسبوع.
بيد أن الصين تجد نفسها مضطرة للموازنة في مواقفها ومقارباتها في ظل ما لديها من علاقات وثيقة بإيران، عدو السعودية الإقليمي.
وخلال استقباله ظريف في دار ضيافة حكومية في بكين، قال وانغ إنه تابع كلمة ظريف يوم الأحد خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث اتهم الوزير الإيراني إسرائيل بالسعي إلى الحرب.
وأضاف وانغ في تعليقات مقتضبة أمام الصحفيين “شاهدت في التلفزيون كيف دافعت عن حقوق إيران بصوت عال وواضح في مؤتمر ميونيخ للأمن. أعتقد أن مئات الملايين من الصينيين تابعوا أيضا ما قلته، فأنت شخص مشهور الآن”.
ومضى يقول “أود انتهاز هذه الفرصة لإجراء محادثات استراتيجية متعمقة مع صديقي القديم من أجل تعميق الثقة الاستراتيجية بين بلدينا ولضمان حدوث تقدم جديد في الشراكة الشاملة والاستراتيجية بينهما”.
وأضاف وانغ وفقا لما ورد في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن بكين ترى أن من المهم للغاية أن تلعب إيران دورا بناء على نحو أكبر في الشؤون الإقليمية وتتطلع إلى ذلك.
وظريف في بكين برفقة وفد يضم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ووزير النفط بيجن زنغنه. واحتلت إيران المرتبة الرابعة في توريد النفط للصين العام الماضي.
وقال ظريف “علاقتنا بالصين ذات قيمة كبيرة بالنسبة لنا. نعتبر الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران والصين من بين أهم أوجه علاقاتنا”.