“حُجور” اليمنية بعد شهر من الحرب.. استنفار قبلي وتجاهل رسمي
يحاول الحوثيون فرض سيطرتهم على المنطقة الإستراتيجية قبل تقدم القوات الحكومية
يمن مونيتور/ حجة/ خاص
احتشد مئات المسلحين القبليين، أمس الأحد، بمحافظة حجة، غربي اليمن، استعداداً للقتال في صفوف قبائل “حجور” التي تواجه الحوثيين منذُ نحو شهر في مديرية كشر شرقي المحافظة ذاتها.
وذكرت مصادر محلية أن مجاميع مسلحة من أبناء مديرية الجميمة نظمت (الأحد) مهرجاناً جماهيرياً كبيراً، قررت خلاله “الاستجابة لداعي إخوانهم في حجور للقتال والمساندة بالمال والعتاد”.
وأشارت المصادر في أحاديث متفرقة لـ”يمن مونيتور” أن مسلحين يتبعون قبائل الجميمة بدأوا بنصب أول نقطة في “وادي مور” لقطع الامدادات عن الحوثيين، فيما بدأت مجاميع مسلحة من المنطقة ذاتها بالتوافد إلى جبهة العبيسة حيث تدور المعارك في مديرية كشر.
وتشهد مناطق حجور التابعة لمديرية كشر شرقي محافظة حجة مواجهات عنيفة منذُ حوالي شهر ضد جماعة الحوثي المسلحة التي تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة الإستراتيجية قبل تقدم القوات الحكومية التي تبعد من مكان المواجهات حوالي 20 كيلو متراً.
وفرض الحوثيون على حجور حصاراً خانقاً ضاعف معاناة الأهالي في ظل إنعدام الدعم الصحي والغذائي للمديرية.
وخلال اليومين الماضيين، توسعت رقعة المعارك لتصل إلى مناطق مديرية “أفلح الشام” جنوبي كشر، إذ لجأ الحوثيون إلى استحداث مواقع ونصب معدات عسكرية في المديرية المجاورة.
واندلعت الإشتباكات بين الطرفين، في مناطق النيد وسوق دوبع وجبل جمانة في بني رسام التابعات لمديرية أفلح الشام جنوبي كشر.
وذكر سكان محليون، أول أمس السبت، أن المعارك تسببت في إغلاق المحلات التجارية بسوق دوبع بمديرية افلح الشام، ونزوح عشرات من التجار والسكان مع اشتداد الإشتباكات.
وفرضت القبائل سيطرتها على جبل وذراع النيد الحدودي مع مديرية كشر، إضافة إلى إعطاب طقمين (دوريتين)، وقتل عناصر الحوثي المتواجدين عليها.
وكانت قبائل حجور حذرت الجمعة، جيرانها من أبناء مديرية أفلح الشام من تحويل مديريتهم إلى منطقة عسكرية للحوثي.
ودعا القيادي في مقاومة حجور، عبدالمجيد منصور المالكي، قبائل ومشائخ مديرية أفلح إلى الحفاظ على بلادهم وتجنيبها الدمار وعدم تحويلها إلى ساحة حرب ومعسكرات لتحشيد الميليشيا ضد أبناء حجور.
ويقول سكان محليون إن مديرية أفلح الشام تقع في الجهة الجنوبية لمديرية كشر حيث تدور الحرب حالياً في أطرافها الشرقية، الأمر الذي سيدفع الحوثيين لفتح جبهة جديدة في الأطراف الجنوبية في حال وافقت أفلح الشام على تمركز الحوثي وقواته هناك.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية لـ”يمن مونيتور” أن عدداً من الدبابات والأسلحة الثقيلة وصلت إلى عزلة “أفصر” التابعة لمديرية كحلان الشرف لفرض الحصار على حجور من جهة الغرب.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين حشدوا العشرات من أبناء مديرية كحلان الشرف إلى عزلة أفصر القريبة المطلة على جبال حجور لاستهداف قرى كشر وسكانها، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى قبائل المديرية من تحول الحرب التي يشنها الحوثي إلى ثارات قبلية قد تستمر طويلاً.
ويفصل “وادي بني ثمه”، بين عزلة أفصر ومناطق مديرية كشر، ولم تشهد من قبل كحلان الشرف وجارتها كشر أي صدامات أو نزاعات قبلية.
واليوم الإثنين، أصدرت قبائل حجور أول بيان لها، ناشدت فيه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ونائبه ورئيس الحكومة بـ”التحرك العاجل لفك الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المنطقة”.
وطالب البيان بـ”تكليف مدير أمن المحافظة العميد أمين الحجوري، بقيادة معركة فك الحصار بمسادعة أبناء حجور الموجودين في صفوف قوات المنطقة العسكرية الخامسة ومحور حرض”.
وأوضح البيان أن مقاومة حجور تواجه قوة عسكرية غاشمة بإمكانيات بسيطة، وأن القرى تتعرض للسحق والحصار بمختلف الأسلحة”، لكنها تعهدت بـ”إسناد الجيش والالتحام معهم في المعركة حتى تحرير المديرية من جماعة الحوثي في غضون فترة وجيزة”.