اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

جنرال بريطاني: ملايين الألغام التي زرعها الحوثيون آفة طويلة الأمد في اليمن

الجنرال السير مايك جاكسون الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة البريطانية يمن مونيتور/صنعاء/ ترجمة خاصة:
كتب الجنرال السير مايك جاكسون الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة البريطانية تحليلاً في صحيفة “فاينشينال تايمز” يشير إلى إرث الحرب في اليمن، من ألغام زرعها الحوثيون قد تتحول إلى آفة سيكافح اليمنيون من أجل مواجهتها عقود من الزمن.
يقول جاكسون في مقاله إنه وخلال الأربع السنوات على بدء “تمرد الحوثيين في اليمن” -في إشارة إلى دخول الحوثيين للعاصمة صنعاء، قُتل عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين وعشرات الآلاف من الأطفال بسبب الجوع.
تسببت الحرب -حسب جاكسون- في دمار واسع النطاق في اليمن إضافة إلى المجاعة والأمراض، وأدى ذلك إلى حملة ترعاها الأمم المتحدة لاستعادة الحكومة المعترف بها دولياً. لكن الحرب دخلت مرحلة فوضوية مع إدخال الصواريخ الإيرانيَّة، والطائرات دون طيار والتدريب الإيراني للحوثيين.
ويعتقد جاكسون أن مفاوضات السلام أسفرت حتى الآن عن نتائج هشة، “ليس أقلها أن هناك الكثير من أمراء الحرب المحليين الذين يستفيدون من اقتصاد الحرب”.
وقال إن الحرب في اليمن التي تعتبر أكبر كارثة إنسانية في العالم لم تلقى الاهتمام المطلوب من العالم. ومع قرب نهاية عام 2018 أصبحت اليمن لفترة وجيزة تحت التدقيق العالمي لكن هذا الاهتمام بدأ يتلاشى.
وسلط جاكسون الضوء -في مقاله الذي “ترجمه يمن مونيتور”-حول ما قال إنه جانب مهم في الحرب بشكل خاص ” التكلفة البشرية الرهيبة لملايين الألغام الأرضية التي تركها الحوثيون منتشرة في جميع أراضي اليمن”.
وقال الضابط البريطاني البارز إنه وخلال مهنته التي امتدت 45 عاماً تركت تجربة التأثير المدمر للألغام والعبوات البدائية على المدنيين والجنود -في إيرلندا الشمالية والبلقان والعراق- انطباعاً عميقاً.
وأضاف أن الجمعيات الخيرية تحاول معالجة آثار هذه الإصابات. لكنهم حتى الآن خدشوا سطح مشكلة عالمية كبرى. من خلال هذه العدسة، يشكل انتشار الألغام الكارثي في ​​اليمن عنصراً من عناصر الصراع الذي أجده مربكاً بشكل خاص.
وقال إن: حجم التحدي مذهل، من المقدر أنه قد تم وضع أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة ، بالإضافة إلى أكثر من مليون بقايا من الذخائر غير المنفجرة ، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن هذا الموضوع من قبل Research Confamentt Research . إذ أن تصميم الألغام أو أصلها يظهر العديد منها التوقيع الواضح لإيران وحزب الله.
والأكثر إثارة للقلق هو أنهم يستهدفون السكان المدنيين عن عمد، لأن الألغام تتم زراعتها في المنازل والملاعب والحقول والموانئ.  وفقا للتقرير، تم إعادة تشكيل الألغام المضادة للدبابات لتتطلب فقط 10 كيلوغرام من الضغط، بحيث يمكن أن يكون أكثر سهولة للانفجار إذا داسها طفل. تكافح بالفعل الخدمات الطبية المجهدة بشدة لعلاج مئات الأطفال المشوهين.
وبصرف النظر عن التسبب بخسائر مدنية وعسكرية، وخلقت العديد من المشوهين أكثر من الذين قتلوا، فإن هذه الاستراتيجية جعلت العودة إلى الحياة الطبيعية صعبة بشكل استثنائي في تلك المناطق المحررة من حكم الحوثي. ستكون عملية إعادة بناء البنية التحتية والخدمات الأساسية التي دمرتها الحرب أصعب وأبطأ وأكثر إيلاما.
وقال الضابط البريطاني: إن انتشار الألغام يهدد وصول الآلاف من اليمنيين إلى مصادر رزقهم، مما يعوق المجتمعات المحلية في قدرتها على العودة إلى منازلهم وإعادة تشغيل اقتصاداتها. إن الزيادة الحتمية في أعداد الذين يعانون من إصابات مروعة متعلقة بالألغام ستجعل العمل أكثر صعوبة ويخلق المزيد من المشقة والتبعية. وفي الوقت نفسه، لا يستطيع عمال الإغاثة دخول المناطق المعروفة أو المشتبه في تأثرها بالألغام.
وقد قام المركز التنفيذي المحلي لمكافحة الألغام في اليمن بدعم من الأمم المتحدة حتى الآن بتطهير عشرات الآلاف من الألغام ومئات الآلاف من الذخائر غير المنفجرة التي تنتشر في البلاد. قد يستغرق الأمر عدة عقود لإزالتها جميعًا. ومن أبرز ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، يتم حرمان منظمات إزالة الألغام الخارجية فعلياً من إمكانية الوصول إليها أثناء استمرار النزاع. إن وفاة خمسة خبراء آخرين في إزالة الألغام قبل ثلاثة أسابيع هو مثال مؤلم على التكلفة البشرية لهذا الجهد.
وقال جاكسون إن “من الضروري أن تحتفظ القوى الغربية بضغط دبلوماسي وسياسي على الحوثيين لوقف نمطهم المدمر في الحد الأدنى. يجب أن يكون الثمن الأساسي لمفاوضات السلام في المستقبل. داعياً إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك.
واختتم جاكسون مقاله بالقول “إن التأثير الضار لهذه الألغام الأرضية سيشعر به الأجيال القادمة. ومع اقتراب النزاع من الوصول إلى حل، فإن الاهتمام العالمي عبر وسائل الإعلام سيظل يتلاشى من اهتمامه المحدود أصلاً. هذا كله مأساوي لأن التحدي سيظل يتطلب مشاركتنا لسنوات قادمة. بالنسبة للشعب اليمني، تمثل الألغام الأرضية أكبر عقبة في الطريق الطويل الذي يواجهونه لإعادة بناء بلدهم”.
المصدر الرئيس
Yemen’s forgotten conflict will leave a deadly legacy
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى