ثورة فبراير اعادت الروح لثورتي سبتمبر وأكتوبر، بعد أن أوشكت كل القوى قطع علاقتها بهذين المنجزين بعد حرب 94. يمن مونيتور/ تقرير خاص
أحتقل المئات من النشطاء اليمنيون بالذكرى الثامنة لثورة الحادي عشر من ثورة فبراير السلمية التي اندلعت ضد نظام علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن لثلاثة عقود وشرع في توريثها لأبنائه والتي تصادف اليوم الإثنين.
ومنذُ مطلع الشهر الجاري ، دشن اليمنيون احتفالاتهم بذكرى الثورة ، نظراً للأوضاع الحالية التي تشهدها البلاد ولاستمرار محاولة البعض تحميل ثورة فبراير وزر الانقلاب ومآلاته.
وتراجع احتفال الجهات الرسمية بالثورة لأول مره الأمر الذي دفع النشطاء وشباب الثورة إلى التحذير من مخططات تستهدف الثورة وأهدافها التي تعهد شباب بمواصلة النضال الثوري حتى يتم تحقيق كل أهدافها.
فبراير فهرس الخاتمة
يرى الباحث اليمني “محمد صلاح ” أن ثورة فبراير جاءت لتكون التعبير الحقيقي والفعلي عن الروح اليمنية، التوَّاقة للسلام وتحقيق المواطنة المتساوية، التي تكفل لليمنيين العدالة وتمنحهم الأمان والطمأنينة، وتعيد إليهم الثقة بالدولة التي ضاعت منهم منذ عهود وعصور متلاحقة.
وقال “صلاح” إن ثورة فبراير اعادت الروح لثورتي سبتمبر وأكتوبر، بعد أن أوشكت كل القوى قطع علاقتها بهذين المنجزين بعد حرب 94.
أما الصحفي اليمني “غمدان اليوسفي” فذهب إلى أن 11 فبراير هو الخاتمة لفهرس مواضيع الخراب التي صنعها صالح ونخبته، استكثروا علينا قليلا من الحياة، فكانت النتيجة هي مانشاهده اليوم.
وأكد اليوسفي أن فبراير كسر مقولة صمام الأمان التي كان تعتلي مبنى اللجنة الدائمة في صنعاء، وأكد لنا أن صمامات الأمان للبلدان هي المؤسسات وليس الأشخاص.
ثورة مستحقة
وقال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح “محمد اليدومي” إن ثورة التغيير الشبابية السلمية لم تكن ترفاً بعد أن وصلت البلاد إلى حالة انسداد كامل في الآفاق السياسية وتدهور متسارع للبنى الاقتصادية وتآكل واضح للدولة وتركز كبير للسلطة والثروة لحساب أقليات عصبوية ونفعية على حساب الشعب الذي أنهكه الفقر واستعصت عليه كل وسائل الإصلاح لتدخل اليمن بكل إرثها الحضاري والإنساني والثقافي في مصاف الدول الأكثر فقراً وفساداً.
وبين أن أي ثورة في التاريخ يستجيب لها أغلبية الشعب هي ثورة مستحقة، وكل نتيجة غير متوقعة يتحمل مسئوليتها أولئك الذين أوصلوا الشعب إلى مرحلة المغامرة بكل شيء حرصا على مصالح خاصة تسببت بوضع البلد على حافة الهاوية وأنتجت شروط العنف وأسباب الفوضى وكل المخاطر التي حاولت الثورة تجنبها حين رفعت شعار السلمية وخلقت مناخاً سلمياً رافضاً للعنف ولحمل السلاح الذي تحول التخلي عنه إلى سلوك عام للملتحقين بها والمنخرطين في فعالياتها.
وأكد أن ذكرى ثورة الشعب السلمية تعود في عامها الثامن فيما نجد شبابها ورجالها مرابطين في ميادين العزة والكرامة لإنهاء الإنقلاب الذي كان موجهاً ضدها وضد قيمها العظيمة، والمئات منهم شهداء وجرحى في معركة استعادة الدولة والآلاف بين معتقلين في سجون المليشيات الحوثية الإمامية ومخفيين قسراً لا تلين عزائمهم، ومعهم أشقاؤنا في التحالف العربي الذي لبوا نداء الأخوة والجوار والعروبة.
ووصف “أحمد عثمان” ١١فبراير بأنها ثورة كل مواطن ينشد دولة بقواعد حضارية وهي لن تكون إلا كذلك وليس لها إلا طريقا واحدا نحو الأمام وليس باستطاعت أي قوة أن تحرف المسار مهما توهمت فسنن التاريخ حاكمة وفوقها إرادة الله التي لا يقهر.
ثورة وعي
وقال الكاتب اليمني “عبدالله الضبياني” إن ثورة فبراير السلمية من رحم الوعي الشبابي بضرورة التغيير، وتشكل معها وعي مجتمعي متناغم مع رؤية بناء المستقبل من منطلق الشراكة الوطنية وكيفية بناء اليمن الجديد على أسس المواطنة المتساوية والعدالة والحرية.
وأفاد: تحركت موجة الثورة في صورة هبة شعبية قامت على أسس مجتمعية متنوعة ورؤية عصرية متقدمة للخروج من نفق المركزية والسعي نحو الشراكة الفاعلة والتوزيع العادل للسلطة والثروة بعيداً عن الاستبداد والتبعية وكل أشكال الطبقية الوظيفية التي خلقت مجتمعاً يعاني من الفوارق الكبيرة في مستوى المعيشة بسبب النظام الإداري القائم على الفساد والمحسوبية.
وأكد أن ثورة فبراير لم تكن مجرد نزق شبابي في مرحلة غير محسوبة العواقب، لكن كانت عبارة عن رغبة جامحة ومحاولة صادقة في الخروج بالبلد من حالة الانهزامية السياسية والركود الاقتصادي وكيفية انتشال الكوادر والقدرات من السقوط في حمئة اليأس والاحباط، نتيجة لغياب الرؤية في استيعاب مخرجات التعليم وتفشي البطالة في الوسط الشبابي المثقف والجامعي وقد شكلت التكنولوجيا الحديثة ثورة وعي غير مسبوقة في نفوس الشباب التواق.
وبين وزير الشباب والرياضة واليمني “نايف البكري” تحل علينا ١١ فبراير في عيدها الثامن وما زالت الثورة في أوجها ضد الظلم والكهنوت والسعي للحياة الكريمة في كل ربوع الوطن.
ولفت البكري إلى أن الثورة كشفت الثورة الكثير من الأقنعة المزيفة وأوضحت العدو الحقيقي للوطن.