فنون

الإصدارات الغنائية العربية رهن الهواتف والتكنولوجيا

لثورة التقنية الرقمية تسيطر على كل شيء. بكبسة زر، استطاعت المغنية اللبنانية نوال الزغبي، إطلاق المقاطع الأولى من أغاني ألبومها المفترض صدوره خلال أيام يمن مونيتور/ العربي الجديد

الثورة التقنية الرقمية تسيطر على كل شيء. بكبسة زر، استطاعت المغنية اللبنانية نوال الزغبي، إطلاق المقاطع الأولى من أغاني ألبومها المفترض صدوره خلال أيام، وذلك عبر محملات خاصة، منها لشركة “ديزر” الفرنسية التي أعادت إحياء شركة “روتانا” بعد سنوات من الركود، وذلك عبر التطبيق الرقمي الذي جمع بين الشركتين مقابل العائد المالي الذي يُسهم في صمود الشركة السعودية أولاً، والعبور إلى التقنية الأسهل في تحميل والاستماع إلى جديد الغنائي ضمن الوطن العربي والعالم ثانياً.
تبدو نوال الزغبي واثقة جداً من عودتها هذه المرة. يُسجل لها العمل بشكل مكثف لإثبات وجودها بعد سنوات من الركود لأسباب كثيرة، منها: مواقف مدير أعمالها السابق، وقلة ظهورها، حتى أعادت التموضع مجدداً، وأوكلت إلى شقيقها مارسيل الزغبي، مهمة إدارة أعمالها.
الزغبي بدأت، ومنذ الإعلان عن توقيعها مع “روتانا ديزر” بالترويج لجديدها الغنائي، أكثر من ذلك، إذْ خرجت، قبل أيام، لتعرّف مجموعة معجبيها عن إطلاق ألبومها بين الفترة الممتدة بين 7 فبراير/شباط وحتى 14 فبراير/شباط حصرياً على تطبيق هاتف HUAWEI Music. وهي خدمة الموسيقى للهواتف النقالة، قبل إطلاقه رسمياً مع ألبومها الجديد “كده باي” المكوّن من 10 أغانٍ.
يؤكد مصدر في شركة “ديزر لبنان”، لـ”العربي الجديد”، أن إطلاق الأغاني عبر خدمة الهاتف، لا يشكِّل ضرراً لمن يودّون الاستماع له عبر منصة “ديزر” بالاشتراك مع “روتانا” العربية. وهذا، بحسب ما يفسر المتحدث، يقع ضمن الاتفاق الذي يعقد بين الزغبي والشركات التي تنتسب إليها، وفق معادلة تؤمّن للجميع كسب العائدات من خلال تفاعل الجمهور مع الخدمات، وكيفية اختيار السمع لأي جديد غنائي، ولا يقتصر ذلك على نوال الزغبي.
تُشكل عائدات موقع “يوتيوب” للفنانين أو للمغنين العرب تحديداً مبالغ مالية متوسطة سنوياً، تختلف باختلاف نسبة الاستماع للمصنف الفني. وتؤكد المحامية اللبنانية ليال مصيري، أنه توجد في لبنان بعض الاتفاقيات بشأن تبادل أو استيفاء شروط العائد المالي لبعض المصنفات الفنية أو ما يعرف بالأغاني. وتشير مصيري إلى أن متوسط الأرباح من “يوتيوب” يتراوح بين دولار واحد ودولارين لكل ألف مشاهدة ناجحة لإعلان الشركة بالنسبة إلى المحتوى العربي، وبين دولارين و5 دولارات بالنسبة إلى المحتوى الأجنبي. وتعتبر الإعلانات التي لا يمكن تجاوزها في اليوتيوب، الأكثر ربحية بالنسبة إلى “غوغل” وصاحب الفيديو أو الإعلان. وبحسب ما وردنا، فإن بعض الفنانين العرب أو اللبنانيين، يحصلون على مبالغ لا بأس بها من خلال عائدات نشر وبث وتحميل واستماع أغنياتهم على المنصات الرقمية.
قبل أشهر، وعقب دخول شركة “ديزر” إلى سوق الغناء العربي، عبر التوأمة مع شركة روتانا، انخفضت نسبة الاستماع إلى شركة “أنغامي” العربية، والتي دخلت السوق الرقمي بقوة قبل خمس سنوات، واستطاعت لوقت أن تحظى بنسبة جمهور مرتفعة من المتابعين. اعتمدت “أنغامي” على خطة تسويقية، تمكنت خلالها من فرض نفسها، وترتيب هذا الإنتاج من خلال الدقة والسرعة وبعض الإصدارات الحصرية التي كان يبيعها الفنان لـ”أنغامي”، في سبيل الحصول على أكبر قدر من الاستماع أو التحميل. لم تكن العقود المُبرمة بين بعض الفنانين العرب وشركة “أنغامي”، تحتوي على شروط كثيرة، لكنها كانت مربحة للطرفين.
عام 2016، كشفت بعض الإحصائيات غير المسندة، أن الفنانة إليسا تحقّق ما يقارب نصف مليون دولار سنويًا من المنصات الإلكترونية، نظراً للأرقام الكبيرة التي تحققها أغنياتها عبر محمل “يوتيوب”، وتليها الفنانة نانسي عجرم، التي تقل عنها قليلاً، يليهما الفنان المغربي سعد لمجرد، الذي يعتبر الفنان العربي الوحيد الذي تحقق أغانيه أعلى نسبة استماع وتحميل، ما يعود عليه بمبالغ سنوية جيدة لا تقتصر على صفحته الخاصة على يوتيوب، بل على بعض الشركات العالمية التي عقدت اتفاقيات مع لمجرد بشأن نشر إنتاجه الموسيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى