الحوثيون يستأنفون زراعة الألغام في الحديدة والسكان يخشون تصاعد القتال
مسؤولو الإغاثة يقولون إن “وقف إطلاق النار في المدينة انهار” يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
يخشى سكان وعمال إغاثة في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر غربي اليمن، من أن يؤدي تصاعد العنف إلى تمزيق وقف إطلاق النار الهش في المدينة الساحلية، رغم إصرار الأمم المتحدة على أن الجانبين ما زالا ملتزمين بوقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق “الحديدة”.
وخلال الثلاثة الأيام الماضية قال سكان لـ”يمن مونيتور” إن اشتباكات متقطعة تدور بعنف منذ ثلاثة أيام شرق وجنوب مدينة الحديدة.
وقال مصدر طبي يعمل في مستشفى ميداني تابعة للحكومة في منطقة الدريهمي لـ”يمن مونيتور” إن جرحى وقتلى من القوات الحكومية تزايدوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبعضهم بانفجار ألغام زرعها الحوثيون.
ورفض المصدر الذي اشترط عدم ذكر هويته رفض تقديم إحصائية محددة لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، لكنه أشار إلى أن مدنيين -أيضاً- سقطوا باشتباكات متفرقة في عدة جبهات.
وقالت منال العسابي وهي مسؤولة إغاثة في المدينة لصحيفة الغارديان البريطانية يوم الجمعة: “لقد انهار وقف إطلاق النار، على حد علمي، لكن لا أحد لديه الشجاعة ليقول ذلك، وفي هذه المرحلة يموت الناس يومياً من أجل اتفاق ميت.”
بعد ستة أسابيع من التوصل إلى وقف لإطلاق النار يهدف إلى إنقاذ ميناء الحديدة الحيوي ورحيل الحوثيين من موانئ ومدينة الحديدة لم يحدث تقدم في “الاتفاق” بين الحوثيين والحكومة اليمنية ضمن اتفاقات “ستوكهولم” التي تمت في السويد شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وانقضى الجدول الزمني الذي كان محدداً لإعادة انتشار القوات من المدينة والموانئ. وحاول الحوثيون الالتفاف على الاتفاق وأعلنوا انسحاباً من ميناء الحديدة وتسليمه لقوات محلية لكن تلك القوات هم عناصر الجماعة المسلحة لكن يرتدون ملابس قوات خفر السواحل. وهو ما أُعتبر ضرباً في الثقة مع الحكومة اليمنية.
وقال مصدر عسكري موالٍ للحكومة اليمنية لـ”يمن مونيتور” إن جماعة الحوثي تتسلل إلى مناطق الجيش الوطني وتقوم بزراعة الألغام بشكل دائم والتي زادت الأسبوع الأخير.
وتحدث المصدر شريطة عدم الكشف عن هويته عن أربعة ممن يزرعون ألغام الحوثيين تم إلقاء القبض عليهم يوم الأربعاء بالقرب من مواقع للجيش الوطني شرق المدينة.
وقال سكان في الحديدة لـ”يمن مونيتور” إن جماعة الحوثي لم تتوقف عن بناء وحفر خنادق جديدة وشبكة أنفاق تحت المدينة الساحلية طوال ستة أسابيع تحضيراً لحرب يتوقعونها.
وقال مصدر قريب من عملية السلام لـ”الغارديان”: “وقف إطلاق النار موجود على الورق، لكن الأمر خلاف ذلك في رأس المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث”.
وأطلع غريفيث مجلس الأمن الدولي في اجتماع مغلق يوم الخميس على جهود جديدة لتسهيل اجتماع خارجي للحكومة مع ممثلي الحوثيين لمناقشة انسحاب المقاتلين وإعادة نشر قوة أمنية خاضعة لرقابة الأمم المتحدة في الحديدة بعد رفض الحوثي الانتقال إلى الأراضي الموالية للحكومة.
ولم تتضح بعد الألية الجديدة التي يسعى غريفيث لتأسيسها في الحديدة، وما إذا كانت جماعة الحوثي والحكومة اليمنية قد وافقتا على ذلك أم لا.