مجموعة الأزمات: فشل التقدم في “اتفاق الحديدة” يُنذر بعودة المعارك
يناقش التطورات السلبية والايجابية للحرب في اليمن يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قالت مجموعة الأزمات الدولية إن عدم إحداث تقدم في “اتفاق الحديدة” باليمن يؤشر إلى احتمال عودة خطط التحالف العربي بدخول المدينة الساحلية المُطلة على البحر الأحمر.
وفي مذكرتها الأسبوعية الأولى عن “تحديثات اليمن” الصادرة يوم الخميس، قالت المجموعة إنه ومنذ أكثر من ستة أشهر، كان التركيز الأساسي للدبلوماسيين وصانعي السياسات والمحللين الذين يعملون في اليمن يتمثل في تجميد الهجوم على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر. ثم في ديسمبر / كانون الأول، وافقت الحكومة اليمنية والحوثيون على إبرام اتفاق، سُمى اتفاق ستوكهولم، والذي منع حدوث معركة الميناء والمدينة.
التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة:
وقالت المجموعة إن الحكومة اليمنية والحوثيون أبلغا المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أنهما لا يريدان عقد جولة ثانية من المحادثات، كان من المقرر عقدها في نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، إلى أن تم إحراز تقدم في اتفاق الحديدة – ويوافق غريفيث على ذلك. وتستمر الأعمال التحضيرية للجولة التالية، حيث ذُكرت ألمانيا والكويت وسويسرا كمواقع محتملة.
في هذه الأثناء، عقدت الأمم المتحدة اجتماعات بين وفدي الحوثيين والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في الأردن لمناقشة مقترح لتبادل السجناء -يصل إلى 16،000 شخص- كما هو متفق عليه في السويد في ديسمبر / كانون الأول. انتهت هذه المحادثات وسط تبادل الاتهامات بعرقلة التنفيذ. ومع ذلك، وصف غريفيث المناقشات بأنها تدعو “للتفاؤل”، ومن المحتمل عقد جولة أخرى من الاجتماعات حول تبادل السجناء في فبراير/شباط.
ﻟﻘﺪ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻨﺴﻴﻖ إﻋﺎدة اﻻﻧﺘﺸﺎر (RCC)، وهي مجموعة عمل بين الحوثيين والحكومة وتم تشكيلها ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺟﺰء اﻟﺤﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ستوكهولم، ﻟﻤﺮﺗﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﺣﺘﻰ اﻵن: ﻓﻲ أواﺧﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ وﻓﻲ أواﺋﻞ ﻳﻨﺎﻳﺮ. لم تجتمع اللجنة، التي يرأسها باتريك كاميرت، من الأمم المتحدة، ولم تجتمع اللجنة منذ ذلك الحين، لأن المشاركين الحوثيين رفضوا عبور الخطوط الأمامية إلى مناطق يسيطر عليها خصومهم، مشيرين إلى مخاوف أمنية (عبر ممثلو حكومة هادي الخطوط الأمامية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين اجتماعين). بعد ذلك، قام كاميرت بالانتقال بين الطرفين ولكن سرعان ما وصل إلى طريق مسدود.
وكانت نقطة الخلاف الرئيسية هي القضية الشائكة حول طبيعة القوات “المحلية” التي ستسيطر على ميناء ومدينة الحديدة ومرافق الميناء القريبة في الصليف ورأس عيسى بعد انسحاب الحوثيين.
قدم كاميرت الآن اقتراحًا إلى الطرفين حول كيفية تحريك الأمور إلى الأمام، والتي لم يتم الإعلان عنها بعد. ثم سافر غريفيث إلى صنعاء في 21 يناير/كانون الثاني للحصول على موافقة الحوثيين قبل التوجه إلى الرياض للقاء الحكومة والسعوديين.
ولفتت مجموعة الأزمات إلى كلاً من الحوثيين والسعوديين أشاروا إلى موافقتهم.
وقالت المجموعة إن التحركات الجديدة لن تكون لديها نتائج سريعة بما فيه الكفاية. حيث حذر مسؤولو التحالف من الإمارات العربية من أن إخفاق الأطراف في إحراز تقدم قريب بشأن إعادة الانتشار من الحديدة، فإن التحالف والحكومة سيعودان إلى تنفيذ الهجوم.
وأضافت المذكرة أن ذلك “قد يكون خطوة تكتيكية للحفاظ على الضغط على الحوثيين، لكنه قد يتحول إلى عمل عسكري إذا تم بناء زخم سلبي”.
وأكدت المجموعة إنه وفي الوقت الحالي، لا يزال مسؤولو التحالف ملتزمين برؤية أن من الممكن تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وحتى في الوقت الذي تبادل فيه المتنافسون اتهامات بمئات انتهاكات وقف إطلاق النار منذ إعلان الهدنة في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالحديدة فإن التطورات خارج المدينة لا تزال تثير القلق. فقد شنت الحكومة والتحالف هجمات على صنعاء وحولها في رد على هجمات الحوثيين باليستية والطائرات المسيرة في لحج وتعز وكذلك محافظة “عسير” السعودية.
وترافقت الحرب الجوية مع قتال عنيف في خطوط المواجهة الرئيسية: البقع وباقم على الحدود السعودية اليمنية، والجوف، ونهم كما استمرت المعارك في الطرف الشرقي لمدينة تعز، وفي منطقة “دمت” بمحافظة الضالع على طول الحدود القديمة بين الشمال والجنوب.
المصدر الرئيس
Crisis Group Yemen Update #1