اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

“قنابل طائرة”.. كيف وصلت طائرات بدون طيار إلى الحوثيين؟!

أعلن الحوثيون عن طائرات انتحارية عديدة خلال عامين  يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
ظلت سماء اليمن خارج إطار تحركات الطائرات بدون طيار حتى 2002 حتى تحكمت أجواء البلاد الطائرات الأمريكيَّة التي كانت تستهدف مواقع وشخصيات لتنظيم القاعدة في البلاد. اليوم يبدو أن هناك تغيراً فالطائرات دون طيار التابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، تحلق في أجواء البلاد كما تفعل طائرات الحوثيين المسيرة.
يوم الخميس قُتل ضابط وخمسة جنود في هجوم حوثي بطائرة دون طيار على قاعدة “العند” العسكرية الرئيسية جنوبي البلاد، وأصيب في الهجوم محافظ لحج ونائب رئيس هيئة الأركان وضباط أخرين، وهي عملية تتطلب تخطيطاً ومزامنة جيدة وكافية إضافة إلى كم كبير من المعلومات المخابراتية، وسجل الحوثيون عملية انفجار الطائرة من ارتفاع أعلى.
ووصلت الطائرة الحوثية من نوع “قاصف K2″ إلى ارتفاع عشرين متراً فوق القيادة العسكرية الموجودة في منصة الاحتفالات، ثمَّ انفجرت لتتفرق شظايا القنابل على الجنود والقادة العسكريين. وهذا النموذج من الطائرات هي تطوير لـ”قاصف-1” الحوثية التي أكد تقرير للأمم المتحدة أنها تشبه نظيرتها الإيرانيَّة من نوع “أبابيل”.
بعد 24 ساعة من استهداف قاعدة العند الجوية أعلن الحوثيون استهداف مواقع عسكرية سعودية بنفس الطائرة دون طيار في عسير. ولم يعلق التحالف بَعد على ما تحدث به الحوثيون.
تملك إيران طائرات انتحارية مثل “مهاجر2″ و”رعد85” والأخيرة طائرة متقدمة للغاية بهامش خطأ يصل إلى 5 متر فقط- حسب الجيش الإيراني.
لا يملك الحوثيون التكنلوجيا ولا القدرة على تصنيع هذا النوع من الطائرات المتقدمة التي تعتبر حروب المستقبل، ووصولها إلى أيدي جماعة مسلحة في الشرق الأوسط تثير هلعاً عالمياً، فهذا النجاح هو الأول لجماعة خارج مؤسسات الدولة، حسب ما أفادت مجلة “جاينز” البريطانية.
ولذلك يُثار تساؤل كيف وصلت هذه الطائرات إلى الحوثيين؟!
تشير تقارير الأمن في محافظة مأرب شرق اليمن إلى القبض على طائرات بدون طيار كانت في طريقها إلى الحوثيين يتم تخزينها بشكل جيد في مواد حساسة إلكترونية وغيرها.
وتحدث قادة عسكريون موالون للتحالف إن الحوثيين يحصلون على الطائرات كقطع غيار ثمَّ يعاد تركيبها داخل الأراضي اليمنية.
وقال تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة: “على الرغم من إعلان وسائل الإعلام الحوثية أن وزارة الدفاع التي تتخذ من صنعاء مقرا لها قامت بتصنيع (الطائرات بدون طيار)، إلا أنها في الواقع مجمعة من مكونات مصدرها مصدر خارجي وتم شحنها إلى اليمن”. إن “قاصف” أو “المهاجم” متطابق تقريباً في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T ، التي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات.
كما قامت مجموعة بحثية تسمى “أبحاث التسلح في الصراع”، بفحص الطائرات بدون طيار التي استخدمها الحوثيون وحلفاؤهم لتحطيم بطاريات صواريخ باتريوت في المملكة العربية السعودية. وأكدت الأرقام التسلسلية إلى أن أحد الأرقام ينتمي لطائرة مماثلة تملكها الميليشيات الإيرانيَّة في العراق.
تملك اليمن شريط ساحلي كبير يمكن من خلاله تهريب الأسلحة والمعدات إلى الجماعة المسلحة، كما أن اقتصاد الحرب الموازي يجعل مرور الشحنات سهلاً مقابل المال والمصالح بين جنرالات ورجال أعمال من الطرفين، حسب دراسة قدمها معهد تشاتام هاوس البريطاني العام الماضي.
وفيما تُصر إيران على نفي تزويد الحوثيين بالأسلحة والطائرات دون طيار رغم الشواهد، يصر الحوثيون أنهم قاموا بتصنيعها، وإذا ما تم إثبات أن طهران تقوم بتزويد الحوثيين فستزيد من العقوبات الدولية عليها.
 
هجوم متطور
وقال أرمين روزين الكاتب في ذا اتلانتك إن هجوم الطائرات بدون طيار يجعل من الصعب على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا – وهي شريك أمريكي لمكافحة الإرهاب قبل أن تغزو قوات الحوثي العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014 – أن تثق في أن خصومهم المدعومين من إيران يتفاوضون بحسن نية.
وأضاف أن الحوثيين ليسوا عملاء إيران الوحيدين الذين يمتلكون قدرات الطائرات بدون طيار. يمتلك حزب الله طائرة استطلاع بدون طيار ومبنية بشكل كامل، وهي إيرانية الصنع تضم قواعد جوية واسعة في سوريا. لم يحاول حزب الله أبداً القيام بأي شيء مثل ضربة “العند” ضد إسرائيل.
وقال: يعد هجوم العند واحدًا من أكثر الهجمات الجوية تطوراً على الإطلاق من قبل مجموعة غير تابعة للدولة. إنه يبين ما يستطيع المسلحون المدعومون من إيران أن يفعلوه بالأسلحة الإيرانية الراقية
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى